|
مسمار جديد في نعش دولة الإحتلال..!
نشر بتاريخ: 18/10/2015 ( آخر تحديث: 18/10/2015 الساعة: 11:19 )
الكاتب: علي هويدي
تتخذ إنتفاضة القدس والتي بدأت مع الأول من شهر تشرين الأول/اوكتوبر الحالي، منحاً تصاعدياً إستراتيجيأ في تحديد مسار المرحلة القادمة فيما يتعلق بالإحتلال ومسار عملية التسوية، فحالة الرعب والخوف التي تسيطر على المجتمع الإسرائيلي، ونتائج إستطلاعات الرأي لمراكز دراسات الإحتلال التي أشارت إلى أن 70% من الشعب الإسرائيلي يؤيد الإنسحاب من شرق القدس، وحديث إعلام دولة الإحتلال بأن هناك أعداد كبيرة من المستوطنين في الضفة والقدس قد غادرت إلى أماكن بعيدة بحثاً عن الأمان نتيجة فشل الجيش الإسرائيلي بتوفير الحماية، وحالة الإرباك التي تسود المؤسسة الحاكمة في سلطات الإحتلال؛ فلا أعمال هدم منازل المقاومين نجحت في لجم المنتفضين، وكذلك الإعدامات الميدانية للأطفال والنساء، ولا إطلاق يد الجيش باطلاق الرصاص الحي على من يرمي الحجارة، او محاولات نزع الجنسية وغيرها من وسائل العقاب المبتكرة كانت كافية لردع الفلسطينيين عن الإستمرار في مواجهتهم للإحتلال..!
وجاء سرعة توسيع جغرافيا الإنتفاضة لتصل إلى غزة والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، والتضامن الشعبي المتدرج تصاعدياً في كثير من الدول العربية - على الرغم من إنشغالها في أمورها الداخلية - والإسلامية والغربية، والتوقف عند ظاهرة الفئة العمرية للشباب المنتفض التي عايشت مرحلة إتفاق اوسلو منذ نعمومة أظافرها في العام 1993، وفشل سنوات من العمل غير المنقطع للمجتمع الدولي والرباعية الدولية والغرب عموماً بمؤازرة ودعم دول عربية وإسلامية للسعي للتعايش مع الإحتلال، ليزيد المأزق الإسرائيلي وليفشل في القدرة على السيطرة على الأمور ميدانياً، خاصة أن لا محرِّك منهجي للإنتفاضة تقوده قيادة موحدة كما هو حال انتفاضة الحجارة في العام 1987 وإنتفاضة الأقصى في العام 2000، فهي مبادرات نابعة وبشكل فردي من شباب يعيش الإحتلال بلحظاته، ويرى كيف تصادر الأراضي والممتلكات، وتحرق الأشجار والمحاصيل، وكيف يبنى الجدار وأعمال تهويد لا تتوقف، وسحب بطاقات المقدسيين ومحاولة طردهم وإبعادهم، ومحاولة تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً بين اليهود والمسلمين، وإغلاق للمدن والقرى والمخيمات، وأعمال القتل والمداهمات والإعتقالات، وكيف يتم حرق العائلات الفلسطينية وهم أحياء "أبو خضير والدوابشة"، والحروب المتكررة على قطاع غزة، ومعاناة الأسرى.. وغيرها من الأعمال اليومية العدائية الإستفزازية التي لا تتوقف، فكيف لهذا الشاب الذي يعايش هذه المرحلة بكل تفاصيلها أن يقف مكتوف الأيدي وألا يكون جزءً من عملية طرد الإحتلال والتغيير..! أكاد اجزم بأن الحدث الجلل في الوقت الحالي بين يدي الخبراء والمحللين النفسيين ومراكز الدراسات والتحليل المتخصصة على المستوى السياسي والأمني والإقتصادي والإجتماعي، فهو فشل إستراتيجي ليس فقط لدولة الإحتلال بل لكل من يساند ويدعم تكريس الإحتلال لا سيما الأمم المتحدة والمعايير المزدوجة التي تمارسها في التعاطي مع الحقوق الفلسطينية نتيجة نفوذ اللوبي الصهيوني..، لكن في المقابل وكمؤشر هام في سياق تغيير الموقف الأممي من الإحتلال، فإن مفردات ومصطلحات الإرهاب التي اعتدنا سماعها كوصف للفللسطينيين ولبعض حركات المقاومة، باتت الآن تُطلق على الأعمال العدائية التي يقوم بها المستوطنون بحق الفسطينيين في الضفة والقدس وداخل فلسطين المحتلة عام 1948..! يدرك الإحتلال كتقدير للموقف الإستراتيجي بأنه قد خسر جولة جديدة من جولات الحفاظ على "شرعية وجوده"، وبأن ما يجري ما هو إلا مسمار جديد في نعش استمراريته، وبأن لا إستقرار ولا أمان للمنطقة ككل إلا برحيل الإحتلال عن الضفة والقدس وغزة، كمقدمة لزوال الإحتلال عن كامل فلسطين الإنتدابية، وللذين يحاولون ثني الشباب عن الإستمرار في مواجهاتهم المشروعة، الأصل إنهاء الإحتلال لا إجهاض الإنتفاضة..! |