وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كابوس الاغلاق والتفتيش يلاحق اهالي العيسوية

نشر بتاريخ: 21/10/2015 ( آخر تحديث: 21/10/2015 الساعة: 10:28 )
كابوس الاغلاق والتفتيش يلاحق اهالي العيسوية

القدس- تقرير معا  - بات الخروج أو الدخول الى قرية العيسوية في مدينة القدس أشبه بكابوس يلاحق سكانها، فالتفتيشات والاهانات والانتظار لا بد وأن يتعرض له كل من يريد الخروج من القرية، ولا تستثني هذه الاجراءات طلبة المدارس أو المسنين أو المرضى، وكانت الشهيدة هدى محمد درويش 65 عاما اولى ضحايا "اجراءات العقاب الجماعي".

ويأتي اغلاق مداخل العيسوية بالمكعبات الاسمنية ونصب نقاط تفتيش عليها، ضمن الاجرءات العقابية التي أقرها المجلس الوزاري المصغر لاغلاق قرى المدينة، تزامنا مع المصادقة على مخطط استيطاني يقضي بإحاطة وتطويق حي العيسوية بالجدران الأسمنتية والعوائق المصطنعة على الطريق القديم الذي يربط القرية مع مستوطنة "معالية ادوميم"، إضافة الى جدار يفصلها عن مستوطنة "التلة الفرنسية" المقامة على أراضيها.

وفي أولى الخطوات الاحتجاجية التي اتخذتها القوى الوطنية والإسلامية في قرية العيسوية هي اعلان الإضراب الشامل في القرية يوم الثلاثاء ردا على سياسة المحتل وقراراته العنصرية، وقالت القوى في بيان لها :"ان الاجراءات في قرية العيسوية تهدف لكسر إرادة سكانها وصمودهم، بسبب الحواجز والاغلاقات"، مستنكرة تعطيل ومنع سيدة الخروج الى المستشفى مما أدى الى استشهادها.


هاني العيساوي..."سياسة الاذلال على حواجز العيسوية"
وحول ذلك قال هاني العيساوي عضو لجنة الدفاع عن أراضي قرية العيسوية لوكالة معا أن الاحتلال يحاول ممارسة "سياسة الاذلال" على الحواجز المقامة على مداخل قرية العيسوية، حيث يمنع خروج السكان بشكل جماعي، ويفرض جنود الاحتلال خروجهم فردا فردا، ويخضع الذكور (الشبان وكبار السن) لتفتيش جسدي دقيق حيث يجبرون على رفع أيديهم ثم قمصانهم وبناطيلهم والدوران لفة كاملة خلال ذلك، أما الطلبة فبالاضافة للتفتيش الجسدي يتعرضون لتفتيش حقائبهم حيث ترمى كتبهم بشكل مقصود على الارض، أما النساء فتقوم مجندات بتفتيش حقائبهن، وحسب "المزاجبة" تتعرض بعضهن للتفتيش الجسدي".

وأضاف العيساوي :"قامت قوات الاحتلال باغلاق معظم مداخل القرية بالمكعبات الاسمنتية (الرئيسية والترابية) والمدخل الرئيسي اغلق بالكامل، أما المدخل الشرقي فقد وضعت عليه مكعبات اسمنتية كنقطة تفتيش، حيث يشهد وقوف طوابير الطلبة وطوابير العمال والموظفين كل صباح بانتظار التفتيش، وكل شخص يستغرق تفتيشه بين 2-5 دقائق أحيانا، أما الحافلات فتقوم بنقل الطلبة من شوارع القرية باتجاه المدخل الرئيسي لتقوم حافلة اخرى من الجانب الآخر بنقلهم الى القدس.

أما المدخل الشرقي فيشهد ازحامات مرورية صباحية قد تمتد لساعتين.

وأضاف العيساوي ان عقوبات جماعية فرضت على قرية العيسوية منذ أشهر، وتتصاعد يوما بعد آخر دون مبرر، فتعاني القرية من الاقتحامات اليومية واستفزاز السكان بالمياه العادمة والقنابل الصوتية والغازية، التي تطلق باتجاه المنازل السكنية وفي أزقة الاحياء، اضافة الى الاقتحامات الليلية لتنفيذ اعتقالات لابناء القرية، وفي تصعيد جديد بالقرية أصبحت القوات تقوم بتفجير أبواب المنازل السكنية واقتحامها أثناء نوم أصحابها".

وقال العيساوي :"ان الاحتلال يحاول اذلال واهانة السكان دون سبب، حيث حول الاحتلال القرية الى سجن محاط بالجنود والمكعبات الاسمنتية"، مشيرا ان الاضراب الثلاثاء كان اولى الخطوات الاحتجاجية ومن الممكن أن تتصاعد الخطوات خلال الايام القادمة في حال استمرت سياسة الاغلاقات والعقوبات الجماعية التي تطال الجميع.

محمد ابو الحمص... معاناة ل19 ألف نسمة

بدوره قال محمد أبو الحمص عضو لجنة المتابعة في قرية العيسوية ان المكعبات واغلاق مداخل القرية ونصب الحواجز عليها عرقل سير السكان، ومشهد الازدحامات المرورية لا يغيب عن شوارع القرية التي يبلغ عدد سكانها 19 الف نسمة يستخدمون مدخلا واحدا فقط للسيارات وآخر للمشاة يتعرضون خلاله للتفتيش والشتائم والتوقيف.

وحمل أبو الحمص سلطات الاحتلال مسؤولية أي حادث طارئ قد يقع بالقرية ولا تتمكن الطواقم اللازمة للوصول اليه (سواء الاطفاء أو الاسعاف)، منوها الى استشهاد السيدة هدى درويش بعد احتجاز سيارة عائلتها أكثر من نصف ساعة على الحاجز الشرقي للقرية.

وقال :"يخرج من القرية حوالي 3400 طالب، يضطرون للسير على الاقدام أو الانتقال من حافلة لحافلة للوصول الى مدارسهم، ويتعرضون على مدخل القرية للتفتيش الجسدي، مما يؤثر على نفسيتهم وتحصيلهم العلمي، ناهيك عن تأخيرهم عن المدرسة، كما تستقبل مدارس القرية 3200 طالب من خارجها، ويوجد فيها مدرستين لذوي الاحتياجات الخاصة".

عقوبات بفرض الاعتقال الاداري..


وأضاف ان الاحتلال الاسرائيلي يواصل فرض عقوباته على سكان القرية، ومن هذه الاجراءات تحويل 4 شبان من القرية للاعتقال الاداري وهم (مدحت عبيد، وحذيفة شريتح، ومجد حلايقة، وصائب درباس).

اهالي العيسوية يطالبون بتدخل المجتمع الدولي..

أما سكان القرية فقد اشتكوا من سياسات التفتيشات والاغلاقات لمداخل قرية العيسوية، والتهديد ببناء الجدار العازل من الجهة الشرقية ومن جهة مستوطنة التلة الفرنسية، وأكدوا أن أطفالهم يعيشون بحالة من الخوف الدائم بسبب الاقتحامات المستمرة للحارات وللمنازل، حيث تقتحم القوات المقنعة برفقة الكلاب المنازل السكنية.

وقال :"يخشى الاهالي ان تتكرر حالة السيدة هدى درويش، وعدم تمكنهم من الذهاب الى المستشفيات والطوارئ في الوقت المحدد لاسيما مع وجود النساء الحوامل والمسنين الذين يعانون من الامراض المزمنة وبحاجة لمتابعة ويتعرضون لانعكاسات مفاجئة، ناهيك عن حالات الاختناق التي تصيب الاطفال والكبار بسبب القنابل الغازية.

وطالب السكان المجتمع الدولي و المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية التدخل الفوري والعاجل لانهاء معاناتهم المستمرة.