|
كي لا تصيبنا الرصاصة في " مقتل "
نشر بتاريخ: 21/10/2015 ( آخر تحديث: 21/10/2015 الساعة: 14:45 )
الكاتب: نبيل دياب
في خضم الأحداث المتسارعة و بروز جدل واضح حول مجريات الاشتباكات المستمرة في شوارع أراضينا الفلسطينية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي حول تسميتها " انتفاضة – هبة – موجة غضب – " و غيرها من الأسماء فان الأمر بات يتطلب الإسراع بحسم هذا الجدل و تحديد طبيعته بواقعية متناهية تنسجم مع الظروف الموضوعية و الأبعاد السياسية التي جاءت في سياقها هذه " الأحداث " التي تراكمت تباعا ، و كذلك حسم الموقف من التأييد أو الاعتراض على قضية التوجه للمناطق الحدودية في غزة .. بالإضافة إلى كيفية الدفع بباقي الفئات الانخراط في هذا العمل الكفاحي دون اقتصاره على فئة الشباب الذين أثبتوا قدرة فائقة على الذود و العطاء و التضحية بعكس ما كان يتوقعه الكثيرون .
إن الحالة القائمة قد فرضت نفسها و بالتحديد أنها بدأت تعيد طرح قضيتنا في المحافل المختلفة ، فقد عادت شوارع عواصم عديدة في العالم تشهد مسيرات الدعم و التأييد لها ، و بدأت كافة الأطراف تدرك حقيقة تفاعلها ، و كتبت العديد من الصحف العالمية على صدر صفحاتها الرئيسية عن المشهد في الأراضي الفلسطينية و التفتت الكثير من الأنظار إلى أن هنا شعب يرزح تحت نير الاحتلال يتوق للحرية و الاستقلال ، و بدأ يتبادر المنطق إلى أذهان خبراء السياسة العالمية أن لا سلام بدون الانتصار لحقوق الشعب الفلسطيني و استردادها ، فكثير منهم اعتقد أن مجريات الواقع لن تجعل الشعب الفلسطيني ينتفض من جديد عبر ما تم ضخه من أموال طائلة للاحتواء و التدجين و ما جرى اعداده من خطط و برامج لاتمام هذا الغرض ، فسقطت هذه النظرية على أعتاب مسلمات أن القهر و الظلم و الاستبداد يولّد بركانا ثائرا من التمرد و الانتفاض ، أضف إلى ذلك و رغم جسامة التضحيات و عظمها إلى أن العديد من الانجازات باتت تضاف لهذا الفعل الكفاحي الذي أصبح يتنامى و يتصاعد بوسائل و طرق متعددة و منها الاستعداد المستمر لجيل الشباب الرائع للمواجهة و التصدي جيل اقتنع بشكل راسخ أن لا مناص و لا خلاص إلا بطرد الاحتلال وصولا للاستقلال الوطني و السيادة . فان نبل هذه الانجازات و غيرها يستدعي توفير الحماية الكافية لطريق قد يستمر طويلا ، طريق تتزاحم فيه الرصاصات على إصابتنا في مقتلنا نستطيع بإرادتنا تجنب الكثير منها و صدّها و ردها لمطلقيها و أن مقتلنا ما زال بحاجة ماسة إلى تأمينه و تحصينه و حمايته باعتباره المستهدف الأول و أن هذه الحماية تتطلب سرعة الالتحام و التوحد و رص الصفوف ميدانيا و وطنيا لدرء المخاطر الكامنة لإجهاض هذا الحمل الذي انتظرناه طويلا لاستقبال ميلاد مشرق و ان تعسر المخاض ، و ضرورة ترويج الرواية الفلسطينية الحقيقية بخطاب إعلامي فلسطيني مقنع و تفنيد ما تدعيه الماكنة الإعلامية الاسرائيلية المخادعة و المضللة للحقيقة و التي تحاول جاهدة على تعميم الامر المتعلق بمساواة جنودها و مستوطنيها انهم " ضحايا "، و لقد جندت " إسرائيل " كل قوتها غير العسكرية للنيل من الانتفاضة و ثنينا عن مواصلة طريقها بطرق و وسائل تتطلب التنبه و الحذر الشديد من مغبة الانجرار لمربعات تجعلها هي من يقرر مصير النتائج بمعنى ان نظل نحن أصحاب الفعل لا رد الفعل ، فان المطلوب تفويت الفرصة على رصاصة قد تصيبنا في مقتلنا مثل التي أصابتنا في مرات ماضية فلعل الجميع يدرك أن ليس بالإمكان في كل مرة النهوض من جديد ... فلابد من استجماع كافة العوامل الضرورية لإيقاف أي رصاصة موجهة قد تضع حدا نهائيا لنهوض انتظرناه طويلا .. و هنا الاشارة تجدر الى كيفية تغيير الادوات و الاساليب التي كثير منها ما اتاح للرصاصة فرصة استهداف " المقتل " ، لا مجال يتسع اكثر للافراط بالاجتهادات غير المنطقية و لا وقت لدينا نضيعه اكثر من الذي أضعناه و قد ضلت البوصلة طريقها و انحرف مسارها ، حاربوا اليأس في نفوسكم و اقتلوا بواطن الاحباط و انتبهوا و احذروا أن تضيع انجازات ولو تم تحقيقها بالقدر البسيط فغدا تتراكم و تصبح أهدافا كبيرة تتحقق بفعل حماية المقتل من " رصاصة " غادرة ، لا تدعوا لمحاولات الالتفاف و الاحتواء مكانا بينكم فاسرائيل التي اعتادت " الخبث و المكر " سرعان ما تستنجد بحلفائها كي يخرجوها من مأزقها و هنا لابد من التصعيد و التنويع في الفعل الكفاحي المقاوم كي يبقيها في حالة من الارباك و عدم الاستقرار من جهة و يقطع الطريق على محاولات " اللاهثين " من جهة اخرى .. القضية تمر في أصعب أوقاتها تقف على مفترق طرق ... فإما الاستمرار للأمام و تحقيق الخلاص و إما التسليم للرصاصة تصيبنا في " مقتلنا " ... |