وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جمعية - كي لا ننسى- انطلقت من وسط الدمار لتكون عطاء للمتضررين

نشر بتاريخ: 19/09/2005 ( آخر تحديث: 19/09/2005 الساعة: 02:06 )
جنين - معا - في نيسان 2002 حل الدمار في مخيم جنين عندما شنت آلة الحرب الإسرائيلية عدوانا شرسا بحق اللاجئين الفلسطينيين في ذلك المخيم للقضاء على مقاومة أهله والانتقام منهم لمقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي.

فكانت المجزرة الوحشية التي جسدت مدى الإرهاب وظلم الاحتلال وعدوانه لشعبنا الفلسطيني المرابط رغم الظلم والجراح، وعلى مدار أسبوعين استخدمت قوات الاحتلال كل أشكال القتل والإجرام والإرهاب ليل نهار من قصف وقتل بعد ان اغلقت المخيم بالدبابات واحتلت منازله وشرعت في عمليات الهدم والقتل التي طالت النساء والأطفال والشيوخ والرجال وحتى المعاقين.

وعلى مرأى ومسمع من العالم عزلت قوات الاحتلال مخيم جنين وارتكبت ابشع الجرائم بحق مواطنيه فسقط الضحايا داخل منازلهم ونزف الكثيرين حتى الموت ومنعت وسائل الإعلام من دخول المخيم مثلما منعت الطواقم الطبية والإسعاف من الوصول اليه ودمرت البنية التحتية بشكل كامل.

مجزرة مخيم جنين قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 63 فلسطينيا وهدمت 455 منزلا بشكل كامل و 800 منزل بشكل جزئي اضافة لاصابة العشرات واعتقال المئات وتشريد الأهالي من منازلهم بعدما عاشوا أسبوعين دون ماء او كهرباء أو طعام, هذه النتائج انعكست بشكل سلبي خطير على حياة أهالي المخيم خاصة النساء والأطفال الذين شاهدوا ذويهم يقتلون ويموتون ويعتقلون او عاشوا تحت القصف طوال المجزرة ودمرت المناول ودفنت تحت أنقاضها كل متعلقات حياتهم وملابسهم وكتبهم وصورهم وذكرياتهم.

من هم اكثر الناس تضررا؟

سرعان ما تبين للجميع أن الأطفال والنساء هم الأكثر تأثرا وتضررا من مجزرة الاحتلال في وقت يفتقر فيه المخيم للمراكز أو المؤسسات التي يمكن أن تتحمل مسؤولية رعاية هؤلاء أو التخفيف عنهم.

انطلاق جمعية كي لا ننسى

لذلك انطلقت جمعية كي لا ننسى النسوية في مخيم جنين بمبادرة من السيدة فرحة أبو الهيجاء التي جمعت حولها مجموعة من المتطوعات في محاولة سريعة لإنقاذ النساء والأطفال والتخفيف عنهم قدر المستطاع.

وبدأت الجمعية بجهود واسعة لاحتضان الأطفال والنساء والقيام بحملات إغاثة ومساعدة طارئة لهم على صعيد جمع التبرعات والمساعدات من جهة شملت توفير مساعدات مالية للطلاب وتوزيع طرود تموينية وكسوة في الأعياد.

مساعدة الجمعية للأطفال

ومع تفاقم المعاناة واصلت الجمعية نشاطاتها في سبيل مساعدة الأطفال عن طريق توفير جو نفسي واجتماعي يساعدهم في استعادة الثقة بالنفس والتي يعيشون فيها خاصة وان الدراسات أكدت حجم الأزمة التي يواجهها الأطفال ويعانون منها فمن ورشات التوعية النفسية والعلاج الطبي وتوزيع الأدوية مجانا واقامة مركز كمبيوتر تبرعت به جمعية الصداقة الفرنسية يستخدمه طلبة المخيم مجانا كما عملت الجمعية على توفير الدروس لأطفال المدارس نتيجة انخفاض مستوى التعليم الناتج عن الإغلاق المتواصل المفروض على المدارس على يد الاحتلال حيث تتبنى الجمعية مشروع لتعليم الشعب وتقديم المساعدات للطلاب على متابعة ومواصلة العملية التعليمية

للنساء نصيب من نشاطات الجمعية

ورغم الضائقة المالية وعدم توفر مصادر الدعم فان الجمعية تعمل مجتهدة لرفع مستوى النساء في المجالات الدينية والاجتماعية والتعليمية والصحية ومحاولة المساعدة في تأهيل النساء لذلك تبحث عن مساعدة ودعم لاقامة مركز تأهيل مهني نسوي يساعد نساء وأمهات بنات الشهداء والأسرى والمعتقلين ويكفل لهن حياة حرة وكريمة.

ورغم عمرها الزمني القصير نجحت الجمعية في تدريب النساء على فن التطريز لتعليمهن مهنة تساعدهن على كسب قوتهن وتحسين مستواهن المعيشي وخاصة وان الكثير من النساء يتحملن مسؤولية إعالة أسرهن بعد غياب الآباء والأشقاء والرجال بين شهداء او جرحى مقعدين أو رهن الأسر في سجون الاحتلال ولكن الجمعية تفتقر للموارد المالية التي تمكنها من زيادة عدد النساء وتوفير المعدات اللازمة لتطوير مهاراتهن وقدراتهن وتوفير رزق دائم.

أعمال أخرى للجمعية

وأمام شدة الإقبال والعطاء ورغم الضائقة المالية التي تعيشها الجمعية في ظل غياب موارد الدعم والمساعدة فان الجمعية وفي مقرها المتواضع الذي أصبحت عاجزة عن دفع مستحقاته المالية تواصل التحدي بنجاح فقد نجحت جمعية كي لا ننسى في عقد ورشات ولقاءات إرشاد وتوعية للنساء في قضايا الدين الإسلامي الحنيف وموقف الإسلام من قضايا الحياة والمجتمع والأسرة والتربية السليمة لتحصين أجيالنا وشبابنا وتسليط الضوء على موقف الشريعة الإسلامية من الزواج وحل النزاعات داخل الأسرة.

وللمعاقين نصيب

حرب الاحتلال الشرسة أصابت الكثيرين في المخيم بإعاقات ومعاناة بالغة وتمكنت الجمعية بفضل نشاطها واتصالاتها من مد يد العون لهذه الشريحة وتوزيع مجموعه من الكراسي الخاصة بهم .

من مشاريع الجمعية

تمكنت الجمعية من تأسيس مركز متواضع للكمبيوتر في مقرها تبرع به الأصدقاء في جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية ورغم أنها لا تمتلك سوى تسعة أجهزة فإنها تواظب على عقد دورات تدريبية مجانية للنساء وطلاب المدارس وهناك إقبال شديد على المركز ولكن المشكلة أن عدد الأجهزة قليل ويفتقر للمستلزمات الرئيسية الحيوية وخاصة الطابعات والإنترنت ومع ذلك فان الجمعية تسعى جاهدة لتوفير مركز حاسوب متكامل لتدريب النساء والطلاب

أهمية جمعية كي لا ننسى

إن وجود المؤسسات كجمعية كي لا ننسى يعتبر بالغ الأهمية لأهالي المخيم لتقوم بمساعدة اللاجئين والتخفيف عنهم في الكثير من القضايا والاحتياجات, والجمعية إذ تواصل مسيرتها الصعبة والشاقة فإنها بحاجة لمد يد العون والكثير من المساعدات التي تدعم برامجها وأنشطتها لتعزز صمود أهالي المخيم وترفع معنوياتهم وتفشل أحد أهم مخططات الاحتلال في الضغط على الفلسطينيين للركوع والاستلام والتخلي عن أهدافهم وحقوقهم العادلة والمشروعة .

فصول المعاناة تكبر ورحلة العذاب مستمرة الا أن "الإرادة كما تقول رئيسة الجمعية فرحة أبو الهيجاء والإيمان اكبر من كل المعيقات والحواجز والحرب الشرسة التي يشنها الاحتلال لقتل الأمل".

رغم الضيق وعدم توفر مصادر الدعم وضيق ذات الحال تنطلق الجمعية بنشاط وإصرار دؤوب لتواصل تأدية رسالتها رغم العجز المالي الذي يجعلها تواجه عجزا مستمرا في تغطية نفقات برامجها ودفع قيمة الأجرة السنوية البالغة أربعة آلاف دولار أمريكي فالإرادة أقوى من الصعاب والأهداف أسمى من العجز المالي والاحتياجات والمعاناة تولد لدى الجمعية المزيد من التحدي لتواصل تمسكها بالحفاظ على الأسرة الفلسطينية وأطفالها.