|
خلفَ تلك الجُدرانِ يوجدُ ألمٌ فلسطينيٌّ
نشر بتاريخ: 22/10/2015 ( آخر تحديث: 22/10/2015 الساعة: 10:35 )
الكاتب: عطا الله شاهين
إنَّ قيامَ قُوّاتِ الاحتلال بوضعِ جُدرانٍ فاصلةٍ لعزلِ الأحياء العربيّة في مدينةِ القُدسِ عنْ باقي المدينة ، لأسبابٍ وصفتْها تلك القُوّات لدواعٍ أمنيّةٍ بهدفِ التَّضييق على المقدسيين للهُروبِ مِنْ أماكنِ سكناهم ، فإنما تكونُ سُلطات الاحتلال قدْ زادتْ مِنَ الألمِ الفلسطيني .. فخلفَ تلك الجُدرانِ البشِعة يوجدُ المٌ فلسطينيٌّ ، وهذا الألم يزدادُ يوماً بعد يومٍ ، جراء سياسة القمع التي تُمارسها قُوّات الاحتلال بحقِّ أهالي القُرى العربيّة في القُدسِ المُحتلّة..
وتتخذُ قُوّات الاحتلال مِنْ بناءِ تلك الجُدرانِ البشِعة ذريعةً لتوفيرِ الأمنِ بحسبِ ادِّعائِها ، وبهذا تكونُ قدْ انتقمتْ مِنْ مواطنين مقدسيين لا لشيء ، فقطْ لأنَّهم يحتجّون على سياسةِ الاعتداءاتِ بحقِّ المُقدَّسات .. يقولُ المواطنون في بلدةِ العيسوية إنَّ الدُّخولَ والخُروجَ مِنْ بلدةِ العيسوية أصبحَ أمراً مأساوياً ، ولا يقتصرُ على الوصولِ للحاجزِ المُقامِ على مدخلِها ، بلْ يتخطّى ذلك للتَّفتيشِ المُذلِّ الذي يتعرضُ له السُّكان يومياً.. ويضيفُ المواطنون المتألّمون والذين يُشاهدُ المعاناة على وجوههِم بأنَّ شوارعَ البلدة ضيقةٌ وتزدحمُ بمئاتِ بلْ آلافِ السّيَّارات ، والبنيةُ التّحتيّة تعيسةٌ ولا تحتمِلُ هذا الوضع بتاتاً.. فعندما يُشاهِدُ المرءُ تلك الجدران يدركُ بأنَّ خلفَها يوجدُ ألمٌ فلسطينيٌّ ، ولكنَّ الألمَ سيصمدُ رغم ذلك تلك المُعاناة اليومية .. إنَّ أقامةَ تلكَ الأسوار يأتي في سياقِ سياساتِ التَّمييزِ العُنصري الهادفة إلى ضربِ الوجود الفلسطيني في المدينةِ المُقدَّسة ، وتعتبرُ امتداداً لسياساتِ الاحتلال التي يتّبعُها في القُدسِ لتفريغِها مِنْ مُحتواها الفلسطيني .. |