|
الهبة الشعبية المباركة الاستقرار والأمن لن يتحققا إلا بزوال الاحتلال
نشر بتاريخ: 25/10/2015 ( آخر تحديث: 25/10/2015 الساعة: 14:35 )
الكاتب: محمد خضر قرش
على خلفية الهبة الشعبية المباركة
الاستقرار والأمن لن يتحققا إلا بزوال الاحتلال البغيض الغرور والوهم والعناد والكذب والعنجهية والتمترس وراء أساطير لا وجود لها إلا في عقول حكومة المستوطنين برئاسة نتنياهو ، تدفع بأصحابها دائما إلى العنصرية والتهلكة وفي أحسن الأحوال إلى بناء قصور وهمية مزخرفة على شاطئ البحر لا تلبث أن تختفي مع أول موجة صغيرة يقذفها البحر.يعتقد نتنياهو وبقية أفراد حكومته أن بإمكانهم أن يدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه ويتوجوا ملوكا لشعب إسرائيل من خلال مواصلة كذبهم على المجتمع الدولي وعلى شعبهم وإيهام مؤيديهم بأنهم قادرون على فرض الأمر الواقع على المسجد الأقصى خاصة والقدس بشكل عام. لقد توهمت حكومة المستوطنين برئاسة نتنياهو أن الوقت قد حان لهم لفرض إرادتهم بما فيها بناء هيكلهم المزعوم مكان المسجد الأقصى وتغيير الواقع القائم مستفيدين من حالة الانكفاء العربية الرسمية وانشغالهم بحروب داخلية طاحنة تم استيراد الانكشاريين والقتلة وجلبهم من الخارج وتمويلهم وتسليحهم ودفعهم إلى الأرض العربية ليعيثوا فيها فسادا وتخريبا. وقد صُرفت عليهم مليارات الدولارات من أموال النفط العربي ، فأكلت الأخضر واليابس ودمرت ما تم بناءه طيلة العقود الماضية.التغير الكبير الذي نشهده في مدينة القدس وفلسطين لم يكن ليتحقق لولا الدماء الزكية الطاهرة النقية لشباب وشابات وفتيان وفتيات القدس والخليل ونابلس ورام الله وغزة وفلسطين 48. فقد أكدت الهبة الشعبية لحكومة المستوطنين أن شعب فلسطين – ورغم قساوة الظروف المحيطة به بما فيها افتقاده للدعم العربي الرسمي والشعبي– انه ما زال قادرا على امتلاك المبادرة وقوة المواجهة والتصدي للاحتلال الكريه والبغيض. فالهبة الشعبية المباركة التي ما زلنا نعيش مراحلها الأولى جاءت لتقض مضاجع الاحتلال وتفرمل من غروره وعنجهيته وعناده. لقد جاءت لتقول لنا ولغيرنا، بأن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية هو واجب وفرض على كل فلسطيني. كما جاءت لتقول لحكومة المستوطنين أن فتيان وفتيات فلسطين قادرون على تلقينها درسا يبدد الأوهام التي عششت في دماغها لفترة طويلة نسبيا وباتت مأسورة لها. وكما هو واقع الحال بكل احتلال في العالم ، فإن حكومة المستوطنين الحالية لم تتعلم أو تأخذ العبر حتى ممن سبقها من حكومات إسرائيل السالفة ،والذي كان لبعض رؤساها مواقف وتصريحات وأفعال أشد ضراوة وحقدا وعداء وكرها لشعب فلسطين مما هي عليه الان. فمناحيم بيغن انسحب من جزيرة سيناء مرغما وفكك مستوطنة "يميت" والتي كانت البداية ،وجاء بعده إسحق رابين صاحب فكرة تكسير عظام الشباب وهو نفسه الذي تمنى أن يستيقظ ذات صباح ويرى البحر وقد ابتلع قطاع غزة كله بأطفاله ونساءه وشيوخه ،أفبعد هذا الحقد حقد!!! ثم جاء باراك العسكري وانسحب مهرولا من جنوب لبنان وأغلق خلفه بوابة فاطمة وضحى بكل أفراد جيش لبنان الجنوبي وقائده أنطوان لحد ووأد إلى حيث لا رجعة بأطماعهم وبالأدق بأوهامهم في نهر الليطاني ثم جاء البلدروزر شارون الذي كان لاقتحامه ساحات المسجد الأقصى السبب المباشر للانتفاضة الثانية المجيدة ،لكن تتابع الأحداث وتطورها دفعته إلى إعادة احتلال الضفة الغربية كلها وقتل شباب وشابات فلسطين وحتى أطفال الانتفاضة ،فما كان منه سوى الإقرار بهزيمته أمام إرادة شعب فلسطين وأصدر أمرا بإخلاء القطاع وهدم كل المستوطنات فيه وأخرج المستوطنين منها بالقوة وانسحب حتى آخر سم مربع من أرض القطاع الشهم لكنه استبدله بالحصار جوا وبحرا وبرا.وبناء على السوابق والشواهد سالفة الذكر، فإن حكومة نتنياهو لن تكون الاستثناء أبدا وسينسحب من الضفة الغربية مبتدأ من القدس هذه المرة بعكس أسلافه الذين بدأوا بالأطراف . المؤشرات الدالة على قرب مغادرة القدس! 1- في مقال مشترك كتبه كل من نير حسون وبراك ريبد في جريدة هآرتس الإسرائيلية ونشرته جريدة القدس يوم الثلاثاء الموافق 20 أكتوبر الحالي ،قالا"أن تقسيم المدينة بات قريبا جدا أو على الأقل هو أمر ممكن تنفيذه" بدون اعتراضات جدية من قبل الأحزاب الصهيونية سواء المشاركة في الحكومة أو من المعارضة. فحينما تقيم سلطات الاحتلال أكثر من11 حاجزا دائما من مكعبات إسمنتية في القدس نفسها للفصل بين الأحياء اليهودية والفلسطينية أو بين الأحياء الفلسطينية فيما بينها عدا الحواجز المؤقتة المنصوبة على الخط الفاصل بين شطري المدينة(خط الهدنة قبل حرب حزيران عام 1967) فإن ذلك يحمل أكثر من مؤشر على النية بالبدء بالتقسيم الفعلي المباشر للمدينة، بحجة حماية أمن وسلامة المستوطنين، ومنع الشباب من حملة السكاكين من ولوج القدس الغربية وطعن المحتلين. 2- ووفقا لمعلومات نفس الجريدة فقد عقد اجتماع في الأسبوع الماضي لأعضاء المجلس البلدي برئاسة الأرعن نير بركات حضره كافة أعضاء المجلس ،حيث طرح على طاولة البحث مقترحات محددة لفصل شطري المدينة. 3- ومن ضمن الاقتراحات كان تقييد حركة الفلسطينيين في القدس الشرقية ومنعهم من دخول الغربية باستثناء قائمة عمال ضرورية يجري إعدادها حاليا وتجهيزها ليسمح لهم بالعبور إلى الغربية. 4- فرض طوق أمني على الأحياء العربية في القدس الشرقية والتي اعتبرت بمثابة سياسة جديدة للبلدية أبلغها نير بركات لأعضاء المجلس البلدي، على أن يرافق الطوق، الإغلاق الكامل لأحياء القدس الشرقية 5- وقد وافق على هذه المقترحات كل أعضاء المجلس بمن فيهم نائب رئيس البلدية مائير ترجمان الذي ينتمي لنفس قائمة رئيس البلدية "القدس ستنجح"!!!. 6- طبيعة ومكان وضع الحواجز الإسمنتية في رأس العامود والصوانة وجبل الزيتون بما فيها فرض الطوق الأمني والإغلاق شبه الكامل على العيسوية وجبل المكبر وصور باهر وجميعها أحياء فلسطينية 100 % عدا عائلات قليلة جدا جدا يتراوح عددها بين العشرين والخمسة والعشرين عائلة في منطقة الصوانة ورأس العامود تعكس حالة لا بد من الوقوف أمامها مليا. 7- تهدف حكومة المستوطنين برئاسة نتنياهو من وراء وضع المكعبات الإسمنتية والحواجز إلى جعل المواطن الإسرائيلي يعتاد عليها ليسهل تمرير تقسيم المدينة على الرأي العام الإسرائيلي في المستقبل القريب جدا . 8- فكيف بمكن بعد الآن أن تكون القدس موحدة وعاصمة لإسرائيل !!! هل يوجد حكومة عاقلة وراشدة في العالم تقسم أحياء كاملة من عاصمتها!!! وتغلقها وتضع عشرات الحواجز الدائمة والمؤقتة بين شوارعها وتقتل بدم بارد وبالرصاص الحي الشباب وتهدم بيوتهم وتحرق أطفالهم؟؟ وتدعي بعد كل ذلك أن القدس عاصمة أبدية لها !!! نهاية الاحتلال اقترب لم يعد لدي أدنى شك وأنا أتجول في شوارع وأحياء مدينة القدس المليئة بالحواجز والكتل الإسمنتية بحراسة الجنود والشرطة،بأن ليل الاحتلال الطويل والظالم والقاسي والعنصري للقدس قد أزف وحان واقترب.ولم تأت هذه القناعة اليقينية إلا بعد أن قمت بجولة طويلة نسبيا على أحياء وشوارع القدس ورؤية ما يفعله جنود الاحتلال على الحواجز.على الاحتلال البغيض أن يرحل مبكرا من القدس أولا ،فنحن لا نريده وعليه أن يخرج من دمنا ولحمنا ويومنا وحياتنا ومن خبزنا وملحنا كما قال شاعرنا محمود درويش لقد مللناه وزهقناه وكرهناه . فنحن نريد أن نعيش أحرارا فوق عاصمتنا وأرضنا. فشباب فلسطين ونحن معهم باقون فوق القدس والأقصى والكنيسة وفلسطين ولن نرحل وبالدماء الزكية الطاهرة لم نبخل كما قال شيخ شعرائنا توفيق زياد ،فتقدموا براجمات حقدكم ورصاص جندكم كما قال سميح القاسم، ولكن لن تصادروا حقنا في الأرض.فأنتم راحلون لا محالة ونحن الباقون هنا.وكل ما تفعله حكومة المستوطنين من قمع وقتل وهدم في فلسطين والقدس، أنها تؤجج وتزرع نار الحقد والكراهية وتولد روح الانتقام لدى الشباب، أفلا من يعتبر من دروس التاريخ؟؟ فالولايات المتحدة الأميركية دمرت وحرقت وقتلت واحتلت فيتنام وغيرها ثم ولت مدبرة تجر أذيال الخيبة وراءها وبريطانيا فعلت نفس الشئ في العديد من الدول العربية والآسيوية والأفريقية وخرجت مذلولة وفرنسا ادعت بأن الجزائر جزء من أرضها ومكثت فيها 130 عاما ثم ما لبثت أن تركتها لأهلها واندحرت.أما الاحتلال الإسرائيلي فسيخرج مذلولا ومهزوما ومهزوزا ومدحورا ومقروصا بأيدي شباب وشابات الهبة المباركة. ونختم بما قالته جريدة هآرتس المشار إليها أن "واقع الاحتلال نفسه يتضمن كل عناصر التحريض" |