وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حواجز لإعدام الطفولة

نشر بتاريخ: 26/10/2015 ( آخر تحديث: 26/10/2015 الساعة: 10:11 )
حواجز لإعدام الطفولة
الكاتب: خالد معالي
إعدام الطفلة دانيا أرشيد( 18عاما) من الخليل، ومن قبلها الطفلتين هديل الهشملون وبيان عسيلي؛ على حواجز الاحتلال المنتشرة كالسرطان في الضفة الغربية؛ هو جريمة وحشية نكراء يندى لها جبين الإنسانية؛ إلا أن "نتنياهو" يضرب بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية، مستخفا بأمة المليار ونصف من المسلمين و400 مليون عربي و12 مليون فلسطيني؛ وكأنه ليس لهم وجود.

فاجعة إعدام الطفلة دانيا فجعت القلوب وهزت مشاعر الفلسطينيين، وأبكت حتى الصخر؛ فطفلة بعمر الورد؛ يقرر جندي حاقد استجلب من أمريكا أو روسيا؛ إنهاء حياتها بكل بساطة وسرعة، ويستبيح دمها الطاهر، برصاصات الموت الغادرة، والمسرحية جاهزة مسبقا؛ وهي: حاولت طعن جندي بسكين كان بحوزتها.

يعتبر القانون الدولي أن سن الطفولة الطفل هو حتى 18 عاما؛ وان تفحصنا أعمار من يعدمهم جنود الاحتلال على حواجز الضفة المنتشرة بكثرة على مداخل المدن ومفارق الطرق؛ نجدهم في سن الطفولة؛ أو ممن غادروا سن الطفولة بقليل.

كالعادة؛ لتبرير جرائمهم وللتغطية على قتل أطفال بعمر الزهور؛ يقوم الجنود المحتلين بوضع سكين قرب جثامين الشهداء من الأطفال والطفلات؛ للإيحاء بأنهم كانوا يحملونها قبل استشهادهم ويريدون أو حاولوا طعن الجنود؛ وهو ما يتكرر مع الكثير ممن استشهدوا من أطفال وشباب الضفة.

أصبحت الحواجز الثابتة مكان للإعدام الميداني وقتل أطفالنا جهارا نهارا وأمام الكاميرا؛ كما انه يجري أيضا القتل على حواجز متنقلة يجري وضعها ورفعها سريعا لتصيد الأطفال والشبان صغار السن، واعتقالهم وجرحهم وقتلهم، وهذه الجرائم تجري على سمع وبصر العالم الذي لا يحرك ساكنا.

عملية فبركة ودبلجة وضع سلاح مزيف مثل السكين بجانب الشهيد أو الشهيدة وتصويره سهل جدا، ولا يحتاج للكثير من الجهد والتفكير، وهو ما لا ينطلي حتى على اصغر طفل فلسطيني عايش صور عديدة من ظلم الاحتلال.

حواجز التفتيش باتت أماكن مفضلة للإعدامات الميدانية وساحات للإعدام جاهزة في كل الأوقات، بهدف الإعدام المخطط له سلفا، لإرهاب الإنسان الفلسطيني أينما وجد من جبروت وقوة الاحتلال الوهمية؛ وبهدف وأد ووقف انتفاضة القدس.

عينك...عينك وبالصور وتوثيق الكاميرات؛ بات إعدام أطفالنا وشبابنا، وقتلهم جهارا نهارا؛ على الحواجز وغيرها؛ هو رسالة واضحة للكل الفلسطيني، من القمة حتى القاعدة؛ أن دمكم رخيص، ولا بواكي لكم، وليس لكم إلا أن تعيشوا تحت ظل دولة الاحتلال؛ وهو ما رد عليه جيل الشباب الحالي بالقول: سكين أرهبتكم وارعبتكم؛ فكيف بجيوش العرب إن استيقظت؛ وانتم أيها المحتلون إلى فناء؛ وكل طارئ دخيل مصيره هباء منثورا؛ أما الأصيل المتجذر في الأرض فباق؛ ما بقي الزعتر والزيتون.