|
الموجة الاولى للانتفاضة قد تنتهي خلال اسبوعين.. ولكن
نشر بتاريخ: 26/10/2015 ( آخر تحديث: 27/10/2015 الساعة: 00:19 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
"لعنة الضفة الغربية" ما تزال تطارد جميع اجهزة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية والاجنبية منذ مئة عام، فهي جبهة غير متوقعة ولا يمكن التنبؤ بها أبدا، لا في الحرب ولا في السلم ، لا في الرخاء ولا في الضنك . وحتى الاصدقاء فشلوا في توقع ممانعتها او قبولها ، فهي تثبت كل مرة انها تأمر ولا تؤمر ، انها تقود ولا تقاد .
وحين عقدت اسرائيل مؤتمر هيرتسيليا غابت عن تقديراتها امكانية انفجار الوضع بفلسطين ، واعطى المؤتمر الاولوية للخطر الايراني وخطر حزب الله ، وقال ان العالم العربي سيبقى منشغلا بمعارك السنة والشيعة ، كما لم تتوقع المخابرات الاسرائيلية التدخل الروسي في سوريا . اربعة اسابيع من التظاهرات والعمليات اوصلت رسالة لجميع الاطراف ان الضفة ( يشمل القدس ) رمال متحركة ، وان لا أحد يمكن ان يبني عليها شيئا ، كما اثبتت الضفة الغربية للمرة الثالثة على التوالي انها هي المؤثر الاول لما يحدث في داخل الخط الاخضر وان الجدار لم يؤثر في مدى التواصل والتضامن والتعاضد بين الفلسطينيين داخل جدار الفصل العنصري او خارجه . تهديدات نتانياهو زادت من غضب الفلسطينيين ، فزاد الشبان عمليات الطعن والهجوم والتضحية ، وكلما كان نتانياهو ووزراء حكومة اليمين الصهيوني يلجأون الى تهديد اطفال القدس وشباب الضفة كانت الامور تتصاعد أكثر وأكثر . وبالتأكيد ان زيارة كيري ليست هي السبب في هذا " الهدوء النسبي " بل هي التي أجلت الهدوء وأبعدت فرصة التهدئة ، فكل ما قاله كيري لم يرق لمستوى الوسيط ، وانحط الى مستوى التذلل للاحتلال وحكومة التطرف والكراهية والعنف في اسرائيل . ان السبب الاساسي في تراجع الاحداث نسبيا هو تردد التنظيمات في اشعالها والمساهمة فيها ، والمحافظة على دور المراقب عن بعد ، وقد لاحظنا ان من قاد التظاهرات هم طلبة الجامعات وشباب الفيس بوك ، وان من خاض العمليات هم تلاميذ وتلميذات المدارس الثانوية . اما التنظيمات فقد رضيت بالدور الاعلامي والنشاط عبر مواقع محددة ، فقد نشطت في بياناتها وفي مشاركتها في الحلقات التلفزيونية والندوات ، والتحليل والتوضيح ، وبرزت ظاهرة سيطرة القيادات الفلسطينية بشكل منظم على الفيس بوك وتويتر ، فاتجه الشبان فورا الى الواتس اب والى زيللو . بعد اسبوعين ينعقد المجلس الوطني الفلسطيني لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة ، هي ستكون الحكومة الوطنية الجديدة ، وحينها ستتغير الادوات وتتغير الاتفاقات ويبدأ كل شيء من جديد ، بعد ان انتهت اتفاقية اوسلو عمليا ونظريا . لم تخمد الانتفاضة من رفح ومخيم البرازيل وحتى المطلة ومن اريحا الى عرعرة ، بل هي تخبئ نفسها في داخلها مرة اخرى كما فعلت فترة استشهاد محمد ابو خضير ، وتنتظر حدوث تغييرات على الواقع ، ومن دون حل سياسي واضح يشمل تحرير القدس ويعيد الحقوق وكرامة المواطن والوطن ، فان طنجرة الضغط تغلي ، وستواصل الانفجار ، او ربما هي تستريح استراحة المحارب ، تكر وتفر ، ثم سرعان ما تكر مرة اخرى . |