وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"الهبة الشبابية الحالية": تشكل حالة وعي متقدمة تتجاوز الفصائل

نشر بتاريخ: 27/10/2015 ( آخر تحديث: 27/10/2015 الساعة: 19:56 )
رام الله- معا -  اجمع شباب ناشطون وخبراء ومهتمون، على إن أخذ الجماهير وفي طليعتها الشباب زمام المبادرة من جديد متمثلة بالهبة او الحالة الانتفاضية الحالية، يشكل حالة وعي متقدمة، تتجاوز الفصائل والقيادة والمؤسسات، وعلى ذلك، يفترض بهؤلاء أن يصغوا جيدا للشباب في كافة ميادين المقاومة والمواجهة، والتي تشكل فرصة لتعديل كثير من الممارسات التي أعاقت وشوهت وشوشت البوصلة لسنوات طويلة.

جاء ذلك خلال اللقاء الحواري الذي نظمه اليوم منتدى شارك الشبابي حول:"الشباب والأوضاع الراهنة"، ركز فيه ناشطون وخبراء ومهتمون على تبادل الآراء حول مجريات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وآفاقها، وإمكانياتها المستقبلية، بهدف صياغة رؤية موحدة حول الأوضاع الراهنة، ودور الفاعلين فيها، من شباب وإعلام وفصائل، وذلك في مقر المنتدى برام الله.

وتحدث في اللقاء الحواري كل من: جمال زقوت، وفاء عبد الرحمن، رامي مهداوي، محمود حربيات، فارس سباعنة، رتيبة ابو غوش، وبدر زماعرة، وعشرات الشباب والطالبة الجامعيون.

واتفق المتحدثون، انه طالما بقيت المقاومة في صورتها الحالية بعيدة عن القولبة، أو الاستغلال السياسي، فإنها تستطيع تطوير استراتيجياتها، وأدواتها، وقد يكون ذلك من أهم سمات الفعل المقاوم، أي الحفاظ على عنصر المفاجأة أولا، والدفع والتحشيد ثانيا، والقدرة على الإبداع ثالثا.

واكد المشاركون، على ان الحالة الفلسطينية تحتاج لضبط المفاهيم، والمصطلحات، والاتفاق على الأدوات، ضمن استراتيجية موحدة، تتجاوز كل الخلافات السياسية والأيديولوجية. مؤكدين ان دور المستوى القيادي للفصائل بالباهت والمرتبك، وليس لديه رؤية أو استراتيجيات يمكن البناء عليها. ولم يعد حضور أو عدم حضور المشهد الفصائلي قضية تشغل بال المقاومين الذين تشغلهم القضايا الوطنية، لا المصالح الفصائلية والمكاسب السياسية الضيقة. معتقدين أن المقاومة إن بلغت درجة من الزخم والاستمرارية، فانها كفيلة بأن ترتقي بتلك الفصائل وتعيدها إلى مساراتها الصحيحة.


واجمع الحضور، على أن هذه الموجة من المقاومة خلخلت حالة "الأمن" الموهوم لدى المجتمع الإسرائيلي، كما أكدت على وحدة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والمحتل عام 1948 من الجليل إلى المثلث مرورا بالقدس حتى النقب. لذلك نجدهم يطالبون بضرورة الاستثمار فيها من أجل مشروع تحرر كامل، يشارك فيه جميع الفلسطينيين، على اختلاف مواقع سكناهم، والإعداد لتكون عتبة لمشروع طويل الأمد، أو لموجات متتالية من الفعل المقاوم.

وحول العوامل المباشرة التي حركت الأوضاع الحالية، فقد اعازها البعض الى ارتفاع وتيرة الإرهاب الإسرائيلي، وخاصة ضد المواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس، حيث الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال، فضلا عن التضييق على سبل الحياة، من سكن وحركة وعمل، وصولا لمحاولة فرض إجراءات تقسيم مكاني وزماني في الحرم القدسي الشريف.

أما الشكل الآخر من الإرهاب، فذلك الذي يمارسه المستوطنون في جميع أنحاء الضفة الغربية، حيث ازدياد المستوطنين المطرد، ومصادرة الأراضي، يضاف إلى ذلك كله حالة التقسيم الجغرافي وحصار قطاع غزة المستمر، كل ذلك وضع الفلسطينيين أمام حالة لا يمكن معها إلا الانفجار، دفاعا عن الحياة، والكرامة.

بينما يرى البعض الاخر بان الوضع الفلسطيني الداخلي، فاستمرار الانقسام، ومعدلات الاحباط غير المسبوقة، سيما إزاء الأوضاع الاقتصادية وتفشي الفقر والبطالة، سرعت باحتقان الشارع الفلسطيني، مؤكدين أن المقاومين رغم أن غالبيتهم العظمى من فئة عمرية صغيرة، الا ان لديهم الحكمة اللازمة لوضع البديل الحقيقي لفشل مسار التسوية، وضعف الخطاب السياسي الفلسطيني وتعدد أجنداته، واستمرار الانقسام، فبدل أن يوجه هؤلاء غضبهم وسخطهم إلى المستوى الفلسطيني الرسمي، وجهوه للاحتلال.

ولكن يجمع الكل على ان البديل الذي يراه غالبية الشباب لكل الأزمة الفلسطينية، يتمثل بإعادة الزخم للمقاومة بكافة أشكالها.

وفيما يتعلق بدور الإعلام الاجتماعي، فاكد المتحدثون، على ان وسائل الإعلام الاجتماعي لعبت دورا مهما، في تحشيد الشباب، خاصة في فضح الانتهاكات والاعتداءات اليومية لجيش الاحتلال والمستوطنين. كما أنها لعبت دورا مهما في توثيق الجرائم اليومية. لكن لم يستطع الشباب الانتقال لمستوى أعلى من الحرفية، وتعميم تلك الأخبار والصور والفيديوهات على مستوى دولي، إلا في حالات استثنائية، وهو ما يتطلب تدريبا وإعدادا أكثر حرفية.

في حين أن الإسرائيلي، يحاول أن يخاطب العالم بلغة موحدة، بالمقاومة الفلسطينية توصف بالإرهاب دائما، فيما يصور الإسرائيلي كضحية، والمستوطن كمدني أعزل. أما في الممارسة الفلسطينية، فإن الصورة تركز على البطل- البطولة وغيرها من المضامين التي لا تتفق مع المضمون الإنساني الحقوقي للمقاومة الفلسطينية. فالفلسطيني هو الضحية بجميع الأحوال، حتى وهو يمارس من وجهة نظرنا "بطولة" في التصدي للإرهاب الإسرائيلي.

واعرب المتحدثون عن اسفهم بانهم في أسوأ حالات الاستخدام الفلسطيني لمراحل التواصل الاجتماعي، وفي أسوأ تجاربهم التي خاضوها منذ عام 2012، حيث التسرع في إعطاء معلومات، أو نشر بيانات خاصة بأسماء المقاومين، مشددين على انه لا يفترض أن يقدم للاحتلال أي بيانات يمكن أن تشكل إدانة للموقف الفلسطيني، أو للمقاومين أنفسهم، كما أن التسرع في النقل عن مصادر إسرائيلية، يؤدي إلى تضمين جزء من الرواية الإسرائيلية داخل الرواية الفلسطينية.

وطالب المتحدثون بوجوب التوحد على خطاب سياسي أو رسالة واحدة في الشارع الفلسطيني، وبضرورة أن يكون جزء من الإعلام الفلسطيني وخاصة الاجتماعي منه موجها للجمهور الإسرائيلي، وهو ما يتطلب الكثير من التدقيق والحرفية.

ودعا الشباب، جميع القوى السياسية والأهلية والمؤسسات الإعلامية والناشطين، إلى التواصل والحوار، حول كل القضايا ذات الصلة، تحت طموح واحد: شعب فلسطيني واحد في مختلف أماكن التواجد، لقضية فلسطينية واحدة: الحرية والتحرر.