|
ضرورة إستثمار مهرجان لبنان
نشر بتاريخ: 30/10/2015 ( آخر تحديث: 30/10/2015 الساعة: 12:49 )
الكاتب: علي هويدي
استطاعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جمع كافة القوى السياسية الفلسطينية في المهرجان السياسي والإنشادي الذي دعت له في لبنان بتاريخ الأحد 25/10/2015، تحت عنوان "بالوحدة والإنتفاضة.. نحمي القدس"، فعلى الرغم من الطقس العاصف والماطر حضر ما يقارب من خمسة آلاف شخص من السياسيين والأكاديميين والمثقفين والنخب من الفلسطينيين واللبنانيين واللجان الشعبية والأهلية وحضور شعبي لافت جاء من مختلف مخيمات وتجمعات ومناطق لبنان..!
شكَّل الحضور النوعي للمهرجان بشخوصه المتنوعة ولافتاته الوطنية التي تميزت بالعلم الفلسطيني الجامع رافعة معنوية للشعب الفلسطيني والمتضامنين في أرجاء المعمورة الذين تابعوا فعاليات المهرجان من خلال البث المباشر الذي تناقلته فضائيات عربية وإسلامية، لا سيما المنتفضين في القدس والضفة الغربية وغزة. جاء المهرجان لتكريس مبدأ أن فلسطين والقدس والإنتفاضة والمقاومة هي بوصلة الجميع على الرغم من الخلافات السياسية..! على المستوى المحلي يتطلع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بأن يمثل المهرجان قاعدة يبنى عليها للمزيد من التقارب والإنفتاح السياسي بين الفصائل وتوافق فعلي على برنامج وطني جامع يحمي الوجود الفلسطيني في لبنان ويحافظ على حق العودة، ويساهم في الحصول ولو على بعض من الحقوق الإقتصادية والإجتماعية من الدولة اللبنانية لا سيما حقيّْ العمل والتملك..! لا شك بأن الصورة الجامعة لكافة المشارب السياسية الفلسطينية الرسمية والفصائلية تعكس حالة من الأمان والإطمئنان لدى اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات، خاصة بعد الأحداث الأخيرة والأليمة التي عصفت بمخيم عين الحلوة وكادت أن تطيح بالمخيم وبالوجود الفلسطيني في لبنان، وهذه الصورة من المفترض الا تتغير وان تبقى حاضرة وان يتم العمل على المزيد من بناء الثقة واستكمال تنفيذ الوعود التي اطلقتها الفصائل بالتعويض على الأهالي التي تضررت بفعل الإشتباكات الأخيرة، على أن تتسع دائرة المتابعة في بقية المخيمات والتجمعات التي تشهد من حين إلى آخر أحداث أمنية ومشاكل إجتماعية..! استحقاقات هامة تنتظر هذا التقارب وتشكل تحدياً جدياً لدى الفصائل لا سيما مع اللقاءات الإيجابية التي تُعقد في بيروت بين المكونات السياسية للشعب الفلسطيني وبشكل رئيسي بين عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق وعضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمشرف على ساحة لبنان الأستاذ عزام الأحمد مع وفود سياسية رفيعة المستوى، فهناك ملفات هامة تنتظر استثمار المهرجان أبرزها إعادة إعمار مخيم نهر البارد ومواجهة الصعوبات التي تقف حائل أمام إستكمال إعادة البناء سواء مع الدولة اللبنانية أو "الأونروا" أو الدول المانحة، عدا عن ملف تقليصات "الأونروا" الذي تأخذ منحاً تصاعدياً. فالمُناخ الايجابي الذي رسمه المهرجان يعطي انطباعاً بانه سيكون هناك خطوات جادة باتجاه متابعة تلك الملفات وغيرها..! أثبت المهرجان بأن لا عوائق أو صعوبات أمام التقاء أبناء الشعب الواحد إذا توفرت الإرادة السياسية، فانتفاضة القدس وحَّدت وجمعت الفصائل، والإحتلال بالمقابل لا يميز بين ابن هذا الفصيل أو ذاك أو بين من لا ينتمي إلى أي فصيل فالإحتلال عدو الشعب الفلسطيني، فهو الذي يحرق العائلات والأطفال وهم أحياء وينفذ أحكام الإعدام بحق شبان وشابات الإنتفاضة وبدم بارد دون أي رادع أو مساءلة من أي إطار دولي مؤثر..! الصورة الجامعة للمهرجان كما هي إيجابية لكل متضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة فهي كذلك سلبية ومؤذية لأعداء الشعب الفلسطيني، ولن يتوانى هؤلاء الأعداء عن القيام بأي خطوات لمحاولة زعزعة هذا التقارب، وزرع بذور الخلاف والتباعد، فلا مبرر لوجود هؤلاء الأعداء مع الوحدة والتوافق، وأفضل وأقوى سلاح يمكن استخدامه لمحاصرة وتذويب هؤلاء الأعداء هو الإستمرار في الفعاليات والأنشطة المشتركة، والحراك الجدي والفاعل لتحقيق المزيد من الحقوق للشعب الفلسطيني وفي هذا يكون الإسثمار الحقيقي للمهرجان..! |