|
انتفاضة القدس تصحح الخطأ التاريخي بوعد بلفور
نشر بتاريخ: 01/11/2015 ( آخر تحديث: 01/11/2015 الساعة: 11:10 )
الكاتب: خالد معالي
تحل علينا ذكرى وعد بلفور المشئوم، حيث يكابد الشعب الفلسطيني ومعه الدول العربية والإسلامية الويلات والمصائب على مر الأيام جراء ما اقترفت يدا بريطانيا العظمى وقتها؛ من زرع ما يسمى بدولة "إسرائيل" في قلب العالم العربي والإسلامي وعلى حساب شعب عربي مسالم.
وحدهم؛ يحاول الفلسطينيون تصحيح التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا؛ عبر انتفاضة القدس الحالية؛ وهي قادرة على ذلك بكل سهولة؛ في حال دعمها وزيادة زخمها من قبل القوى الحية في الشارع الفلسطيني وخاصة فتح وحماس. بريطانيا عبر وفائها بوعدها الذي عجزت كل الدول الاستعمارية عبر التاريخ عن بلورة هكذا وعد؛ ما زال حتى هذه اللحظة يقتل ويدمر ويزرع الدمار والخراب في العالم منذ أكثر من 98عاما. وعد بلفور أطلق على الرسالة التي أرسلها وزير خارجية انكلترا آرثر جيمس بلفور إلى روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، حيث تبنت إنجلترا منذ بداية القرن العشرين سياسة إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين. نص الرسالة كان: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى". الكل بات يعرف أن هذا الوعد جلب معه وما زال كل الشرور، وتسبب في مقتل وجرح مئات الآلاف وتشريد سبعة ملاين فلسطيني في منافي الأرض، وإرهاق الدول العربية والإسلامية وتكبيدها خسائر جسيمة في الأرواح والأموال عبر الفترة الماضية. من يخطئ عليه تحمل النتائج الكاملة عن خطئه. بريطانيا هي أصل الداء وهي من صنعت المشكلة المستعصية حتى الوقت الحاضر وعليها دفع كل ما ترتب على وعدها المشئوم. بريطانيا ومعها أمريكا تحاول بعد 98عاما جعل السرطان جزءا أصيلا من العالم العربي والإسلامي وهو ما ينافي طبيعة الأشياء وحقيقة أن السرطان لا حل له سوى الاستئصال. بريطانيا ولأسباب كثيرة في الوقت الحالي هي تابعة لأمريكا في الكثير من القرارات على مستوى العالم خاصة فيما يتعلق بشن الحروب على العرب والمسلمين كما حصل في العراق وأفغانستان، وهذا يعني أن العرب والمسلمين أمام خصم متغطرس، ماكر، ومتعطش للدماء، ولا يبالي بالقانون الدولي، ولا يملك قوة أخلاقية كافية تجعله يقر بذنبه وجريمته بحق شعب فلسطين، مما يتطلب إعداد خطة محكمة وذكية تجبره على الاعتراف بجريمته ودفع كل الأضرار التي ترتبت عليها، ونموذج ألمانيا مع اليهود ليس ببعيد. بريطانيا ووعدها المشئوم والاحتلال ليسوا قدرنا، مما يتطلب سرعة التداعي كالجسد الواحد لشعبنا الفلسطيني بكافة قواه؛ عبر برنامج وطني موحد هدفه طرد الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.العالم من حولنا لا يرحم ولا يعترف بالضعفاء؛ بل يحترم كل من يأخذ بأسباب القوة ويفرض كلمته فرضا، وينتزع حقوقه انتزاعا؛ وانتفاضة القدس الحالية كفيلة بنزع الحقوق؛ في حال تم دعمها من قبل الجميع. |