|
الحاج كراكرة .. العيش وسط المواجهات اليومية
نشر بتاريخ: 02/11/2015 ( آخر تحديث: 02/11/2015 الساعة: 17:40 )
البيرة - معا - في منزل بسيط يقطن الحاج نعمان كراكرة (83 عاماً)، في حي البالوع شمال البيرة، وسط البيت يقع في منتصف منطقة المواجهات اليومية منذ مطلع شهر تشرين الثاني. وللوهلة الأولى يبدو أن الحياة في منزل الحاج نعمان طبيعية وهادئة، فالبيت يقع في سهل زراعي، وتحيط به أشجار اللوزيات والزيتون، لكن الأمر غير ذلك، مع ثمانيني يعيش مع ابنته في منزل يقع في مسرح من الاشتباكات اليومية، ليروي حكاية صمود في وجه التمدد الاستيطاني. منذ الأول من شهر تشرين الأول، تحولت حياة العم نعمان إلى معاناة يومية، بفعل المواجهات الدائرة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والشبان، في حي البالوع بمدينة البيرة، القريب من مستعمرة "بيت إيل" ومقر القيادة العليا لجيش الاحتلال في المستعمرة. ولأن منزل الحاج نعمان يقع في منتصف المواجهات، فهو يتعرض دوماً لقنابل الغاز السام وقنابل الصوت، والتي تملأ كل أرجاء المنزل والحديقة الملاصقة، فضلاً عن اقتحام جنود الاحتلال الحديقة، وإطلاق كل أنواع الرصاص نحو الشبان، والاعتداء على أصحاب المنزل. في سماء المنزل ومحيطه، لا روائح سوى تلك المنبعثة من قنابل الغاز المسيل للدموع، وإطارات السيارات المشتعلة، والمياه العادمة التي ترشها القوات الإسرائيلية تجاه الشبان، ولا أصوات سوى أزيز الرصاص المنطلق من فوهات البنادق. في ساعات الصباح الباكر، يبدأ العم نعمان بتفقد منزله، وتجميع بقايا القنابل والصواريخ وتجميعها، وتفقد زجاج المنزل الذي تحطم بفعل الرصاص والقنابل، تمهيداً لتركيب زجاج جديد. ويقول العم نعمان بابتسامته الجميلة: تحولت حياتنا إلى جحيم، فمنزلي يقع بين الجيش والشبان، تتساقط عليه عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع، التي يطلقها الجيش، وغالباً ما تغلق الأبواب والشبابيك، ونحبس أنفسنا داخل المنزل.
وتبين ليلى: عند اندلاع المواجهات نغلق النوافذ والأبواب، ونجلس في غرفة واحدة، لدينا أدوات خاصة للإسعاف الأولي، في حالة الإصابة بالاختناق.
|