نشر بتاريخ: 02/11/2015 ( آخر تحديث: 02/11/2015 الساعة: 18:32 )
نابلس -معا - عقد المركز المعاصر للدراسات وتحليل السياسات "مداد"، بالتعاون مع منظمة "فريدريج إيبيرت" الألمانية ندوة حوار النخبة حول الطاولة المستديرة تحت عنوان: الوضع الراهن"التحديات والسيناريوهات المتوقعة"، وقد شارك في الحوار نخبة من الأكاديميين والسياسيين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، وقيادات الكتل الطلابية.
وترأس إدارة الحوار في الجلسة التي عقدت في جمعية "أوتار" للفنون والثقافة في نابلس، رئيس مركز "مداد" ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية د. رائد نعيرات، وتوزع الحوار حول عدة مواضيع ومحاور أبرزها: تشخيص الحالة الراهنة التي تشهدها الساحة الفلسطينية من هبة شعبية وجماهيرية اندلعت منذ الأول من شهر تشرين أول الماضي، وكذلك تطرق الحوار لموضوع التسمية المناسبة والوصف الصحيح لهذه الحالة الجماهيرة، وقد اتفق الجميع على أنها حالة من الهبة الجماهيرية الشعبية، التي لم ترتق بعد لمستوى الإنتفاضة الشعبية.
وتطرق المحور الثاني من النقاش إلى التحديات الداخلية والإقليميةوالدولية، والآليات التي يتوجب إعتمادها لاستثمار هذه الحالة لما يخدم القضية الفلسطينية من جوانب متعددة أبرزها: إنهاء حالة الإنقسام، وتوحيد الكل الفلسطيني في إطار قيادة واحدة على برنامج وطني وإستراتيجية واحدة، ووضع القضية الفلسطينية على أولويات الأجندة الدولية.
أما المحور الثالث فقد تناول السيناريوهات المتوقعة على ضوء هذه التطورات، وإمكانية إستمرار هذه الهبة أو توقفها،وقد أجمع المتحاورون على عدد من النتائج كان من أبرزها: ضرورة الخروج من حالة الإنسداد السياسي الداخلي التي تعيشها الساحة الفلسطينية بسبب حالة الإنقسام، و طي هذا الملف من خلال توحيد كل الجهود الفلسطينية بما ينهي هذه الحالة المستمرة منذ سنوات.
كما أجمع المتحاورون خلال جلسة الحوار على توحيد الخطاب السياسي الفلسطيني أمام العالم بما يضمن استثمار هذه التضحيات الكبيرة بشكل يخدم القضية الفلسطينية، كي لا تذهب التضخيات التي قدمها الشباب الفلسطيني خلال هذه الأيام سدى.
واتفق المتحاورون على أن هذا الحراك الفلسطيني الذي فجره وقاده جموع الشباب الفلسطيني دفاعا عن الأقصى وما تعرض له في الفترة الأخيرة من محاولات تقسيمه زمانيا ومكانيا، وهو ما تولد عنه من غضب شعبي وجماهيري واسع أدى لإراقة دماء الشباب الفلسطيني، الذي هب منتفضا دفاعا عما يحدث لمقدساته، وأنه قد تجاوز القادة السياسيين والفصائل الفلسطينية، وأن الحراك الشبابي يتطلع لضرورة أن تنسجم القيادة الفلسطينية والفصائل مع حراكهم، وأن يرتقوا في مواقفهم إلى حجم هذه التضحيات الكبيرة والدماء الغزيرة التي سالت ولا تزال.
كما ارتأى المتحاورون خلال حوارهم أن هذا الحراك قد وضع "إسرائيل" في مأزق كبير ورفع من تكلفة الاحتلال، بعدما كان يظن أنه نجحفي إخضاع وتدجين الشعب الفلسطيني عامة والشباب خاصة.
ورأى المتحاورون أنه في الوقت الذي يعبر فيه هذا الحراك عن السخط والغضب الذي يحياه الشارع الفلسطيني والشباب تحديدا مما تمارسه "إسرائيل" من انتهاكات خطيرة تستهدف القدس وما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية، ومما يمارسه المستوطنون من عربدة وجرائم بحق أبناء شعبنا، إلا أن هذه الهبة التي نشهدها تعبر في ذات الوقت عن حالة من السخط والغضب والإمتعاض من الوضع الفلسطيني الداخلي.
وفيما يتعلق بإمكانية استمرار هذه الهبة الجماهيرية وتطورها أو تصاعدها لمستويات أخرى، فقد انقسم المتحاورون على رأيين أحدهما يرجح عدم إمكانية استمراريتها لعدم توفر الشروط والعوامل الذاتية والموضوعية داخليا وإقليميا ودوليا.
بينما رجح القسم الآخر احتمالة استمرار هذه الحالة الجماهيرية، وذلك لعدة أسباب منها: أنها تتركز في المناطق التي تقع خارج نطاق سيطرة السلطة الفلسطينية، مثل القدس وضواحيها، والبلدة القديمة في الخليل، ومناطق الاحتكاك خارج المدن الفلسطينية، كما شكلت العمليات الفردية عاملا مغذيا ومهيجا يحافظ على لهيب هذه الهبة ، ويرفع من وتيرتها، وكذلك يعد ما يمارسه جنود الاحتلال من قمع وإجرام وإعدامات ميدانية، عاملا مركزيا في خلق ردود الأفعال التي تساعد على استمرارية هذه الهبة.