|
محمد شماسنة وعمر الفقيه يحصلان أخيراً على مكان للدفن
نشر بتاريخ: 02/11/2015 ( آخر تحديث: 03/11/2015 الساعة: 01:08 )
رام الله - معا - جاهدة حاولت والدة الشهيد محمد شماسنة، التظاهر بمظهر القوة في وداع ابنها البكر، محمد نظمي (23 عاماً)، قبل أن تنهار، وتغلب عليها مشاعر الأمومة، رغم محاولتها حبس دموعها مراراً، ولكن مشاعر الأمومة المكلومة.
أم محمد انتظرت دفن جثمان ابنها محمد في مسقط رأسه في قرية قطنة، ثلاثة أسابيع، بعد أن أعدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، والتهمة المعتادة هي محاولة الطعن، واحتجزت جثمانه الطاهر، قبل أن تسلمه أخيراً لذويه مساء الأحد. كان هدف أم محمد أن تفرح بابنها عريساً، وفعلاً فهي أعدت العدة لذلك، إلا أنها اليوم تزف ابنها شهيداً فدوى لتراب فلسطين. أم محمد القوية والصابرة أكدت أن ابنها استشهد فداءً لفلسطين والمسجد الأقصى المبارك ولنساء فلسطين المرابطات في المسجد الأقصى المبارك، لتؤكد أن جميع شباب فلسطين هم أبناءها، حتى وإن فقدت ابنها شهيداً. واستشهد الشاب محمد (23 عاماً) يوم 13 تشرين الثاني، حيث زعمت قوات الاحتلال أنه حاول الاستيلاء على سلاح جندي في محطة الحافلات المركزية، ليقوم مستوطن بضربه بشكل مبرح وإطلاق النار عليه، مما أدى إلى استشهاده وإصابة 2 من المستوطنين بحسب ادعاءات سلطات الاحتلال. ولم تكتف سلطات الاحتلال باستشهاده، بل احتجزت جثمانه لثلاثة أسابيع، لتواصل جريمتها في اعتقال الجثمان لعقابه وعقاب أهله. على الجانب الآخر، كان الشهيد عمر محمد الفقيه، الخريج الجامعي المتفوق، والذي أنهى قبل عام دراسة التجارة في جامعة بيرزيت، والذي أعدمته قوات الاحتلال في حاجز قلنديا العسكري بداعي طعن جندي، حيث أصيب بالساق، قبل أن يطلق عليه الجنود رصاصة الرحمة في الرأس يوم 17 تشرين الأول الماضي. الشاب المؤدب والمتدين عمر، كان يرنو أن يكون ضمن قائمة الشرف الفلسطينية، بأن يكون شهيداً، فداءً للقدس، وهو ما ناله أخيراً، لينال الشهادة، وليحتجز جيش الاحتلال جثمانه الطاهر. الوالد المكلوم والمصدوم، يؤكد أن محمد كان شاباً عادياً، وكان متفوقاً في دراسته في جامعة بيرزيت، وكان يرنو إلى الحصول على العمل ليبدأ حياته الجديدة في العمل، لكن الاحتلال قضى على أمله. الشهيدان شيعا اليوم، بعد أداء صلاة العصر عليهما في قرية قطنة شمال غربي القدس المحتلة، بعد أن انطلق موكب التشييع بجنازة عسكرية في مجمع فلسطين الطبي، قبل أن تتوجه إلى قرية قطنة. الالاف شاركوا في تشييع جثماني الشهيدين، وسط رفض فلسطيني على استمرار جرائم الإعدامات الميدانية، التي تنفذها قوات الاحتلال بحق الشباب الفلسطيني برواية مكررة. واكدت محافظ رام الله والبيرة، د. ليلى غنام على أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعاني من جرائم الاحتلال المتواصلة، والتي تستهدف الشباب الفلسطيني بالقتل الميداني والتصفية في الشوارع وعلى كاميرات المراقبة، والمبرر الكاذب الذي تيقن العالم أجمع كذبه وهو محاولات الطعن. عم الحزن قطنة، والتي استقبلت شهيدين اثنين في مسقط رأسيهما، ولكن قلوب العائلين استراحت بعد أن دفنت أخيران جثماني الشهيدين البطلين. |