وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بطولة جمال الخيول العربية الأصيلة .. عمل عظيم بدون خيمة رعاية

نشر بتاريخ: 04/11/2015 ( آخر تحديث: 04/11/2015 الساعة: 20:16 )
بطولة جمال الخيول العربية الأصيلة .. عمل عظيم بدون خيمة رعاية
بقلم : عصري فياض
هنا ، في جنين،تدخل الى تلك المطبعة، تجد وجها رغم انهماكه بالعمل، لا تغيب عنه البشاشة والتفاؤل، هذه الطاقة تسمى محمد المهدي، وهو كلمة السر في بطولات جمال الخيول العربية الأصيلة التي "زرعت" في أريحا منذ العام 2008، ونمت عاما بعد عام بشكل متطرد وسريع، ونالت اعترافها الدولي، وأصبحت علامة فارقة في الرياضة الفلسطينية، خاصة رياضة الفروسية لما لها من عمق وطني تاريخي تراثي رياضي يحمل ملامح القيم العربية، غدا في أريحا، البطولة الدولية الثالثة من هذه البطولات بعد النجاح في كسب الاعتراف الدولي والذي تم في حقبة رئيس الاتحاد الفلسطيني للفروسية الحاج اشرف ربيع،.

وهذه البطولات كانت وما زالت تتم تحت إشراف الاتحاد الفلسطيني للفروسية ، المهم أن استعراضا لمثل هذه البطولة في أكثر من مقياس يعطينا اهمية هذه البطولة منذ بدايتها الى تطورها ووصولها الى هذا المنسوب المرتفع، فمثلا في العام 2008، كانت أول مسابقة بطولة جمال، بالتعاون مع المهدي ،الذي من خلال متابعاته وشغفه برياضة الفروسية وهذه البطولات بالذات اكتسب خبره أهلته للإشراف على تنظيم مسابقات جمال الخيول.

كان عدد الخيول المشاركة خمس وسبعون رأسا من الخيل، لتصاعد الرقم في العام الذي تلاه وصولا للعام 2014، الذي تجاوز المئة وعشرين رأسا من الخيل، مع انجازات كبرى ودقيقة في التنظيم والتحضير والتنفيذ المتقن الذي كان يحسب خطوات دخول الخيل لساحات العرض ومدتها الوقتية، واقتسام الوقت بدقة متناهية أمام مرأى ومتابعة الحكام الغربيين القادمين من القارة العجوز لتحكيم هذه البطولات، فقدم رئيس الاتحاد الفلسطيني وقتها الحاج اشرف ربيع طلب الانتساب لمنظمة الخيول الدولية المعروفة بإسم " الايكاهو" والمسؤولية عن عروض جمال الخيول لتكون فلسطين عضوا فيه، فكان ذلك بتاريخ العاشر من تشرين أول أكتوبر من العام الفائت .

وقد ترجم هذا الانجاز الكبير بمشاركة الخيول الفائزة من مهرات وامهر في تلك البطولة في غير بطولة دولية ، فمثلا جيدا الربيع التي تتبع مربط الربيع العائد للحاج اشرف ربيع والتي فازت في بطولة العام الماضي ، والمهرة أسطوره والمهره لوباني شاركن في بطولات عالمية وعربية وأنجزن نتائج متقدمه.

في هذه الأيام، ومنذ شهرين قبلها هناك عمل شاق وطويل ومنهك يقوم به المهدي ورفاقه وزملاءه من أهل الاختصاص، نحوا من ثلاثين شخصا يعملون على قدم وساق لانجاز النسخة الثالثة بعد الاعتراف الدولي، فقد بلغت الخيل المسجلة للمشاركة رقما قياسيا غير مسبوق 198 رأسا من الخيل العربية الأصيلة من محافظات الوطن والداخل الفلسطيني، وهذا الرقم يحتاج للتحضير الكبير، ففي الأيام الاخيره لا نبالغ ان قلنا أننا بحاجة لعمل 24 ساعة على 24 ساعة.

فمن لجان الإشراف والتنظيم والتخطيط والاستقبال وترتيب قوائم الخيول وتصنيفها وتجهيز المكان وساحة العرض والفقرات واستقبال الحضور وكبار الشخصيات وترتيب أماكن العرض واستقبال الخيول وترتيبها في الإسطبلات وتحضريها لوجستيا للعرض المنظم وقتا ومكانا وانسحابها بعد الانتهاء والإعلام والرعاية والصحة والأمن كل ذلك وأكثر يحتاج للكثير من الجهد المضني الذي يسجل كل عام علامات فارقة، ويتوقع ان يكون متميزا هذا العام الذي يعتبر التحدي الأكبر للمنظمين مركز الأراضي المقدسة للفروسية وجمعية الحصان العربي في فلسطين.

كل هذا الاستعراض لهذا الحدث لكن تبقى الزاوية المظلمة وهي غياب الرعاية من الشركات والمؤسسات الوطنية الكبرى، لأنه من البديهي ان يكون مثل هذا العمل وبهذا الحجم محتاجا لنفقات عالية، بالكاد لا تستطيع رسوم المشاركة من تغطيتها، فلماذا لا تقوم إحدى المؤسسات الكبرى او البنوك العاملة في الوطن بفرد خيمتها عليه وتظله لتكمل مع القائمين عليه الصورة الكبيرة التي تباهي قمر مدينة القمر وتساهم معهم في رفع صوت فلسطين وشعب فلسطين عاليا خاصة في مثل هذه الظروف التي يتطلع إلينا العالم بعد ان أعدنا العدسة الى واقعنا المتشبث بالأرض والمقدسات والحياة.