وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سياجٌ بشِع يُنغِّصُ حياتهما

نشر بتاريخ: 08/11/2015 ( آخر تحديث: 08/11/2015 الساعة: 10:20 )
سياجٌ بشِع يُنغِّصُ حياتهما
الكاتب: عطا الله شاهين
غضبَ ذات يومٍ ذاك الرّجُل الهيمان حينما رأى عُمّالاً كانوا ينصبون سياجاً في أرضِ محبوبته، وهي أيضاً غضبتْ وثارتْ ثائرتها، فهما سيجدان صُعوبةً في الخُروجِ والدُّخول مِنْ بوّابة ذاك السِّياج. فذاك الرّجُل الهائم بتلك المرأة الصَّامتة سيعيش في نكدٍ دائمٍ، لأنّه لا يستطيعُ الابتعادَ ولو للحظةٍ عنْ همساتِ تلك المرأة . فهو يعشقُ صوتَها عندما تكونُ في حالةِ عشقٍ مجنون.

فتلك المرأة تُريدُ أنْ تبقى هُنا في أرضِ أجدادِها، ولا تريدُ أنْ يُسلبَ حقلُها مِنْ أُناسٍ أتوا لاحتلالِ شعبٍ آخر بالقوة. فوجهها يكونُ عادة مُكشِّرا عندما تنهضُ في الصَّباحِ وترى سياجاً بشعاً وتتنكَّدُ، لأنها تشتاقُ لذاك الرّجل بوجهه البشوش، مع أنَّ النكدَ جليٌّ كعادته على سحنتِه منْ عذابِه في الوصولِ إلى هُنا عبر أمزجةِ الجُنود في فتحِ البوّابة أو عدم فتحها بحُججٍ واهية.

فتلك المرأة الهيمانة تعيشُ في عذابِ الحُبِّ في بيتٍ محاطٍ بأسلاك شائكة. فهو أيضا يعيش في شوقٍ حينما لا يقدرُ أنْ يرى محبوبته، ولكنّهما يصبران بقوة حُبِّهما.

فذاك السِّياجُ أصبحَ يُنغِّصُ حياتهما وباتَ عذاباً لهما. فهما لا يلتقيان كما في السّابق، وحين يلتقيان تبدو على وجهيهما علامات الفرَح العظيم. وعند الالتقاءِ يزولُ نكدهما ويفكّران في عذابِ الأيَّامِ الآتية..