وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الساحة الرياضية ....طينة من مطينة **بقلم محمد اللحام

نشر بتاريخ: 09/10/2007 ( آخر تحديث: 09/10/2007 الساعة: 20:03 )
بيت لحم - معا - تطالعنا الصفحات الرياضية وبشكل يومي بجملة من الكتابات المشهرة لسيفها باتجاه واحد وكأن الموسم هو موسم الهجوم وتحديدا على هيئة اتحاد كرة القدم وبعبارات لا شك أنها تخرج أحيانا عن حدود اللياقة والكياسة حتى اصبح معها الاتحاد هو المسؤول الأول والأخير عن زحلقة ألاعب المنفرد أمام المرمى الخالي دون أن يسجل هدف.
فالاتحاد مسؤول عن شلل الدوري، والمسؤول عن عدم وصول فريق للملعب ،والمسؤول عن عدم التحاق لاعب بالمنتخب، والمسؤول عن الجماهير التي تحطم الملعب وأخرى تمنع التجول على فريق وتحجب وصوله للمباراة، ومسؤول عن احتفال يشكر فيه مارق الطريق ويذكر فيه القاص والداني ولا يذكر الاتحاد الذي نظم البطولة المحتفل بكأسها.
ونابلس الكبيرة زعلانة والخليل التاريخية كذلك والقدس العاصمة وطولكرم الشمال وجنين الشهداء وكل المدن تسوق المبررات لغياب عناصر منها في المنتخب ولا اعرف هل كبر نابلس وتاريخية الخليل ومحبة القدس مبررات كافية لوجود عناصر منها مثلا في المنتخب؟ هل يتحمل الاتحاد فوز واد النيص القادم من قرية صغيرة في معظم البطولات وخروج نابلس الكبيرة من معظم البطولات؟
عجبي لمن يطالب بالإصلاح ويغرق في الجغرافيا ويرتد لها مغلبا المصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة.
فهناك منتخبات دولية عالمية تحوي في فريقها الأساسي بعض الأشقاء من نفس البيت وإذا كان هناك خطاء في الاختيار فالمسؤولية على المدرب آلا اذا كان كل من درب المنتخب هم إمعات ودمى في أيدي الاتحاد وتعالوا لنحاسب المرحوم عزمي نصار والصباح وصولا لأحمد الحسن .

هذا عدى عن الأوصاف والنعوت مثل اتحاد فاقد الشرعية وفاسد ومختلس ووقح ولا يخجل ولا يحترم نفسه وغيرها من النعوت الواردة يوميا في بعض الكتابات
وكأن البعض استسهل امتهان الشتم ويظن الناس تتنفس من قلمه المثلوم أصلا في اغلب الأحيان.
ولن انبرى في الدفاع بموسم الهجوم من باب المصلحة الشخصية (خالصة) ولكن الحقيقة لا تتغطى بغربال تلك الأقلام .
فالاتحاد منتخب بشكل شرعي وديمقراطي وعلى كل من شارك في الانتخابات تحمل مسؤولية الخيار حتى ولو لم يصوت للأعضاء المنتخبين فالعملية الديمقراطية غير مجزئة .
ولا يعقل لأي مسمى هلامي محاولة سحب صلاحية هيئة منتخبة وعلى الهيئة العامة ان تتحمل المسؤولية في المسائلة .
وعلى كل متضرر أن يلجا لمن أوصل هؤلاء ويحاسبهم على خيارهم وقرارهم فأعضاء الاتحاد ولجانه المختلفة جاءوا من قواعد الأندية والمؤسسات .
وفي اعتقادي أن اجترار التجريح بمناسبة وغير مناسبة لن يكون الحل للطينة التي نحن بها .
فالوطن كله يعيش في معمعان من الفوضى ،فالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في تدهور ولا أعراف أن كانت الحلبة الرياضية مفصولة عن الواقع المجتمعي !
هذا لا يعني التسليم بالأعذار بل التعامل بموضوعية وواقعية لكي نخرج بحلول موضوعية وواقعية فاذا كان التشخيص خاطئ فان النتائج ستكون خاطئة وإذا كانت أدوات الإصلاح أصلا هدامة فكيف يكون الإصلاح ؟؟
ولماذا الهجوم في اتجاه واحد ؟ فأين تلك الأقلام من الجرائم التي ترتكب بحق الرياضة ومؤسساتها في قطاع غزة؟ أين نحن من احتلال الأندية والملاعب والصالات من قبل مليشيات حركة حماس؟؟ أم أن ذلك امر مسلم به وطبيعي ان يأتي ابن رئيس الوزراء المقال ويقرر مصير الحركة الرياضية في القطاع!! ويفرض اجندته الحزبية من خلال أندية مصطنعة لأغراض انتخابية مستقبلية.
أين الأقلام والأصوات من طرد هيئات إدارية منتخبة من مقراتها ؟ أين أين الأصوات من إطلاق النار على لاعبين ومدربين معروفين لا لشيء سوى أنهم ليس مع الانقلاب السياسي الذي يتبعه انقلاب رياضي ارعن.
اين الاقلام والاصوات من انقلابات الالومبية على اتاد الطاولة واتحاد الطائرة ولا نعرف من سواهم ومن علاهم .
موسم الهجوم على الاتحاد بأدوات غير سليمة ولمأرب غير معلنة لن يحصد أصحابه قطافا وفيرا .
ومن يريد الإصلاح والاستنهاض عليه أيجاد حلول وبدائل قابلة للحياة دون نسيان عوائق الاحتلال في الضفة الغربية وكفرا بهيئة عامة تراكم أخطاء على أخطاء وتعرف أنها تسرق وتنتهك وتبقى صامتة
والذي يستفزني اكثر تلك العناوين التي تشيد بالمشاركات الخارجية لكافة الألعاب (عودة وفد... بعد ان حقق إنجازات ) وعندما تتفحص الآمر تجدنا حققنا المركز السادس من ستة او سبع جهات مشاركة او شاركنا في مسابقات شعبية في هذه الدولة او تلك وينتفخ رئيس الوفد في أعلامنا بإنجازاته الوهمية التي يسوقها لنا ونحن ما شاء الله نستهلك ونبلع .
.
وفي الختام لدينا طينة فلسطينية جيدة الأساس ولكن حجم العبث والضرر الاحتلالي والداخلي نال من جيديها وعلينا التكاتف لأعادتها صالحة للبناء والارتقاء قبل ان تتحول لوحل يطالنا جميعا

[email protected]