نشر بتاريخ: 09/11/2015 ( آخر تحديث: 09/11/2015 الساعة: 12:24 )
خذيني يامريم ..
خذيني ولو سقطت الميم في بداية الكلمات ، فأنت مطلع البداية وحضن البشارة وما يأوي اليك من وجع ومن المْ ومن ضحكات مخبأة في حضن المسافة بيننا ، وأنت ما يئن من نزف الآهات ومن صور الغريبة في السماء ومن بكاء الشتاء ومن هذا الغياب ، ومن يأس يصيب الحقيقة ، من اغتراب يصيب الروح في وضح النهار ، من لغة ومن قمر يحوم في المساء في اعالي السماء ..
خذيني يامريم ..
خذيني لأتمم نصفي المفقود على يديك ، ولا تسألي عن مصادفات الطريق وما علق منها في فصول الوقت ، فلسنا أصدقاء وحي يقرؤنا نبوءة الغد ، ولسنا عشاق طريقة تهوى ركود المسافة ، فترانا نسقط في توهان العمر وتجدنا نبحث عن وجه آخر يشبهنا ونشبهه ، ويغسلنا بعطر الورد من الخطيئة ، ومن يأس أصابنا في منتصف الطريق ..
خذيني يامريم ..
خذيني هناك معك الى الناصرة ، الى جبل البياض والنور يظلل مساحات الأمل بيننا في العناق ، خذيني لأكتب شهادة الفلسطيني في الولادة وأشهد القيامة بأرض الجليل ، خذيني في صورة تلميذ يستر عورته بقطعة قماش ولا يكشف جلده السماوي ، خذيني لأزرع وردة على حافة المكان وأخرج من تموج المسافة الى لون البياض في قلبي وأودع هذا المصير ..
خذيني يا مريم ..
يا بنت كنعان ، ما كان الحب نصيبي في الدنيا لولا الشهادة بحروف اسمك ، ولا كنت نبي الحالمين في برهة الزمان ، فرتبي لي مساحة الشوق ، ورتبي وسائد الليل وكاسات الفرح المؤجل ، قدح بعمر الشوق ونبيذ نشف منه طعم الذكريات ، فلا تؤجلي موعداً ولا تخافي سراب الطريق وخذي وصايا القلب فالقلب طهر الحقيقة يبشر بالحب اذا اصابته الرجفة ..
خذيني يا مريم ..
سأمر بذات الطريق ، وأمشي في الخفاء خلف تلال بعيدة عن واقع مسموم بكل أسباب الحقد والموت والعنصرية ، وأواصل السير بذات الطريق الواصل الى ضفة اللقاء ، سأخبئ رجفة القلب كي لا ينتبه أحداً الى خطواتنا الباحثة عن النجاة ، وأواصل لملمة شطر الكلام من فم الحياة في أشد ساعات الليل حلكة ، قبل بزوغ الفجر بقليل ، وأنشد في عينيك صوت الفرح ..