وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لقاء "ذكريات حميمة مع الرئيس الشهيد" في لبنان

نشر بتاريخ: 10/11/2015 ( آخر تحديث: 10/11/2015 الساعة: 22:13 )

لبنان - معا -         في الذكرى الحادية عشرة لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات في 11/11/2004، وبدعوة من الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، جرى في (دار الندوة) لقاء "ذكريات حميمة مع الرئيس الشهيد" لسفير فلسطين في لبنان الاستاذ اشرف دبور بحضور حشد من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية والعربية.

وقد قدم دبور رئيس مجلس ادارة (دار الندوة) الوزير السابق بشارة مرهج، فيما قدم العميد يحيى محمد عبد الله صالح عضو مجلس امناء ياسر عرفات رئيس جمعية كنعان – فلسطين في اليمن شهادة مختصرة عن الرئيس الراحل.

ابرز الحضور منسق عام الحملة الاهلية معن بشور، القاضي الشيخ خلدون عريمط ممثلاً سماحة مفتى الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، النائب قاسم هاشم، النائب السابق بهاء الدين عيتاني، ممثل العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر رمزي دسوم، ممثل الوزير سليمان فرنجية رئيس المردة المحامي سليمان فرنجية، رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا على رأس وفد ، امين الهيية القيادية لحركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدن على رأس وفد، المقدم محمود القيسي ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، نائب رئيس التنظيم الشعبي الناصري خليل الخليل، عضو قيادة حزب طليعة لبنان العربي الدكتور عمر شبلي، رئيس التنظيم القومي الناصري سمير شركس، عبد الفتاح ناصر ممثلاً حزب الاتحاد، الحاج عبد الله الترياقي قوات الفجر المقاومة الاسلامية، المحامي خليل بركات، فيصل درنيقة، الدكتور هاني سليمان عن تجمع اللجان والروابط الشعبية.

وحضر سفير الجزائر احمد بوزيان، المستشار الفلسطيني حسان شننيه، ممثل سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان،

من الفصائل الفلسطينية حضر مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د. ماهر الطاهر، امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الحاج فتحي ابو العردات، مسؤول الجبهة الديمقراطية في لبنان علي فيصل، مسؤول الجبهة الشعبية مروان عبد العال، مسؤول الجبهة الشعبية – القيادة العامة ابو عماد رامز، ممثل حركة الجهاد الاسلامي ابو وسام، ممثل جبهة النضال الشعبي الفلسطيني صالح شاتيلا، ممثل جبهة التحرير العربية محمد بكري، رئيسة الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني سامية خرطبيل.

ومن الحاضرين أيضاً رحاب مكحل مساعدة الامين العام للمؤتمر القومي العربي، مدير عام المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، عبد القادر صبحا عضو المؤتمر القومي العربي، عبد الهادي محيسن جمعية خريجي جامعة بيروت العربية، عبد الله عبد الحميد منسق انشطة المنتدى القومي العربي، مأمون مكحل رئيس جمعية شبيبة الهدى، يقظان القاوقجي نائب رئيس المنتدى القومي العربي في الشمال ووفد المنتدى في الشمال شكري طالب وفادي درباس.

كما حضر مقرر الحملة الاهلية د. ناصر حيدر، واعضاء الحملة محمد قليلات، المحامي محمد عفرة، المنسق الاعلامي ديب حجازي، نبيل حلاق ، والحاج احمد يونس.

مرهج
افتتح اللقاء الوزير السابق بشارة مرهج رئيس مجلس ادارة دار الندوة فقال: اسمحوا لي ان ارحب بكم جميعا باسم دار الندوة، وانا يسعدني شخصيا ان اتابع هذه الندوة معكم، هذه الندوة الحميمة مع سفير فلسطين في لبنان الاستاذ اشرف دبور، وصديق لبنان واللبنانيين، وهذه الندوة لها معنى خاص في قلوبنا جميعا لانها تدور حول قائد الشعب الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات الذي استحق ان يكون قائداً للشعب الفلسطيني ورمزا له لانه عاش معاناة الشعب الفلسطيني حتى الذروة، وفيه تتلخص معاناة شعبه، ومرارة شعبه، وارادة شعبه التي لا تلين على خوض معركة التحرير سواء بالحجارة أو بالبندقية أو بالسكاكين وكلها وسائل مشروعة من خلال الانتفاضة والثورة.

        واضاف مرهج: ياسر عرفات له قصة في كل قرية وبلدة ومدينة. لا بل له قصة في كل شارع أو لقاء إذ كان في لقاء دائم مع الناس في المزارع والحقول، كان مع المناضلين والمقاتلين في خنادقهم، في مواقعهم، في مراكز الاعداد في ميادين التدريب، في ميادين القتال. كان يقف على قدم المساواة مع رؤساء الدول، وكان يتواضع امام اصغر مقاتل فلسطيني أو لبناني يواجه الاحتلال الاسرائيلي ، وتلك كانت شخصيته المميزة، إذ كان قائدا شعبياً كما كان قائدا سياسيا ودبلوماسياً، تمرس بالعمل السياسي كما تمرس بالعمل القتالي وقاتل حتى اخر نفس.

وتابع مرهج: يُقال انه حوصر في المقاطعة كل عمره محاصراً ، مطارداً لا يعرف النوم الا في جفن الخطر، لم يكن له دوام عمل ، كان يعمل ليل نهار قد يتعب كل من حوله وهو لا يتعب، كان مؤمناً يستمد من ايمانه الصبر والشجاعة والاخلاص لشعبه.

وقال مرهج: كنا نجتمع معه دائما خلال سنوات طويلة في الاردن ودمشق كما في بيروت وخاصة في الجنوب اخي معن وانا احيانا قبل الظهر واحياناً على الغداء، واحياناً بعد الظهر أو في المساء لكن احلى الاجتماعات معه كانت ما بعد منتصف الليل فما ان يغادر السفراء والوزراء حتى يطيب السهر مع الختيار ويحلو الجو للتأمل والتفكير والمراجعة فيحضر ارسطو وابن رشد دون ان يغيب المتنبي.


شهادة صالح
        العميد يحيى محمد عبد الله صالح رئيس جمعية كنعان – فلسطين، عضو مجلس امناء مؤسسة ياسر عرفات التي تضم اكثر من مئة شخصية عربية وهي ممثلة باثنين من اليمن. كنت منذ الصغر من خلال متابعة القضية الفلسطينية عبر صوت فلسطين، وانتظر صورة ياسر عرفات بالكوفية الفلسطينية، طبعا ياسر عرفات كان له الدور الكبير والشأن الكبير في الشأن اليمني ، خصوصا عبر حل الخلافات بين القوى اليمنية وخاصة عندما هناك مشاكل قبل الوحدة.

واضاف صالح اتذكر يوم اعلان الوحدة وتشكيل مجلس الرئاسة وانتخاب علي عبد الله صالح رئيسا توجه مع المجلس إلى قاعة فلسطين وكان في انتظارهم الشهيد ياسر عرفات وهناك اعلن ان فلسطين كانت الشطر الثالث من اليمن والان بعد الوحدة اليمنية نعلن ان فلسطين الشطر الثاني من اليمن، وفي عيد الوحدة كان اول المشاركين بعيد الوحدة وارتبط اسمه بالوحدة اليمينة خاصة وان اليمنيين لهم دور كبير في النضال الفلسطيني وفي مقاومة الاحتلال.

وتابع صالح قائلا: عند استشهاده طٌالب مني المشاركة في تشييعه في مصر ، وطبعا كان لي تواصل مع الرئيس الشهيد في المقاطعة وعرفت وقتها ان الكثير من القادة العرب كان ممنوعين من التواصل معه وطلب مني ان ابلغ قيادته إلى القيادة اليمنية وكان حزينا لأن الكثير من القادة العرب رضخوا للضغوط الغربية.

وانا اعلن انه كان لي الفخر بأن الرئيس الشهيد ياسر عرفات قد منحني الجنسية الفلسطينية.

السفير دبور

السفير اشرف دبور بدأ حديثة بتوجيه التحية على هذه الدعوة واشكر الأخ معن بشور الذي قام بدعوتنا الى هذا اللقاء لاحياء ذكرى الشهيد الرمز والخالد فينا ابدا الشهيد ابو عمار .

وقال السفير دبور: نلتقي اليوم بعد احد عشر عاما على استشهاده , استشهاد المؤسس في الصحوة النضالية الفلسطينية مع مجموعة من اخوانه لنتحدث عن موعد من رماد النكبة الى جمرة الثورة الى موقد الشعله سيد الفكرة من حول القضية الفلسطينية وقضية انسانية الى قضية ثوار من اجل الحرية من خلال اطلاق مسيرة الكفاح المسلح والرصاصات الاولى صاحب المقولة الشهيرة الكفاح المسلح سبيلا للتحرير وصاحب المقولة الشهيرة بعد نكسة 76 اننا اذا كنا كشعب جديرين بالعيش بكرامة فعلينا ان نقاتل لنمحي عار تلك الهزيمة

وقال دبور ان ابو عمار كان يزاوج بين العمل العسكري والسياسي، ونتيجة نتيجة تواصله مع حركات التحرر العالمية امتلك المعلومة الدقيقه .

وعن الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 قال دبور: ان معركة بيروت والحصار الاسرائيلي لبيروت والاجتياح ان ابا عمار في بيروت كان ينام في السيارات والسيارة الى جانب الشارع لأنه ما كان يقبل على نفسه ان يكون موجودا في بناء. وهذا البناء قريب جداً منا هة بناية عكر في الصنائع التي خرج منها ابو عمار قبل استهداف المبنى بسبع دقائق، وكان لا يستقر في بناء اكثر من دقائق لانه كان لا يريد ان يتم ايذاء اي احد من المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين المقيمن في المبنى فكان يقضي معظم اوقاته في السيارات او عند الاصدقاء او في المواقع مع المقاتلين.


وعن خروج المقاومة من بيروت قال: عندما وصل الى الميناء وسألوه الى اين ستذهب يا ابا عمار قال القدس، الجميع لم يصدقه، قال الى فلسطين الجميع لم يصدقه وفي النهاية ذهب الى فلسطين ودفن في فلسطين هذه كانت امنيته ان يدفن في فلسطين في القدس وان شاء الله سنحمل جثمانه الى القدس

وتحدث دبور عن احداث حصلت مع الشهيد ابو عمار في مجزرة صبرا وشاتيلا وعن سفره إلى الدول الافريقية بعدما سدت كافة الابواب بواجهه.

وعن الحرب العراقية – الايرانية قال كان ابو عمار يردد التالي عندما كان يسمع ان هناك خسائر من الطرفين فكان يجمعهم معاً كان يقول خسرنا اليوم مجموعة دبابات وطائرات، فلسطين خسرت هذا العدد.

حرب الخليج الثانية عام91 اراد ان يذهب الى العراق والجميع يعرف الموقف الفلسطيني اثناءه دخول الجيش العراقي الى الكويت كنا نحمل ورقة من خمس نقاط اولها هو انسحاب الجيش العراقي الى الكويت وثاني حل عربي لمشكله وكان همه الوحيد ان يكون الحل عربياً وكان يقول عندما يضع الجندي الامريكي قدمه في هذه المنطقة لن تكون لنا منطقة ونحن اليوم نشهد ما كان يقوله.

كان يقول بانني صاحب حق ودولة محتله من قبل الاحتلال الاسرائيلي فكيف اقبل ان تحتل دولة عربية أخرى وبذلك اجيز للاحتلال احتلال وطني اولاً وثانياً كان يؤمن بالحل العربي.

عندما حدثت الحرب اراد ان يذهب الى العراق لا يريد ان يبقى بعيداً عن ساحة القتال ذهبنا سيراً بالسيارات ضمن الحدود الاردنية الى بغداد انقطعت السيارات بنا من البنزين ووقفنا حتى رأينا الاثار اللبنانية حتى في العراق، عندما انقطعنا من البنزين فاذا بشباب لبنانيين مهاجرين من الكويت فارادوا ان يعطونا البنزين الاحتياط الذي كان معهم فحاول جاهداً ان يمنعهم الا انهم اصروا فكتب لهم رسالة الى الحدود العراقية لتسهيل مهمتهم هذا هو الشعب اللبناني وهذه الاصالة اللبنانية عندما وصلنا الى بغداد فكان الاخوة اللبنانيون يأتون الى السفارة الفلسطينية وهي التي تقوم بتأمين كل متطلباتهم.

وحول سقوط الطائرة قال دبور: عندما كان قادما من السودان وذهبنا إلى ليبيا، عندها دخلنا إلى المستشفى والتقيناه، فورا بادرنا بالكلام ، روحو شوفوا إخوانكم، هذا هو أبو عمار يريد منا ان نطمئن على الشباب، انشطرت الطائرة ووقع هو والأخ فتحي (كبير مرافقيه آنذاك) فوقعوا على بعد 25 مترا من الطائرة.


وتحدث دبور عن كامب ديفيد عقدت لقاءات لمدة طويلة اعتقد 12 يوم في النهاية لم يتم الاتفاق على شيء ، قالت اولبرايت لابو عمار حينها عندما انتهت المفاوضات في كامب ديفيد ستعود الى شعبك بطلا ولكن ستفقد اصدقاءك وتصبح بلا اصدقاء، اي ستفقد العالم والمجتمع الدولي برفضك لم طُرح عليك الرئيس كلينتون الذي لم يأتي احد الى واشنطن ورفق طلبا له، فقال ابو عمار لو لبيت طلبكم عليكم ان تسيروا غدا في جنازتي.


انا التقيت بالاخ معن بشور في احد المرات كنت في مهمه خارج من فلسطين الى مطار عمان سألني عن احوال الاخ ابو عمار فشرحتلو الوضع الذي يعيشه الاخ ابو عمار حملني رسالة قلي بلغوا نحن نثق به وبحنكته ولم نشك يوما بحرصه على قضيته وشعبه واذا تباينا معه ولكن لا نختلف عليه وقمت بالابلاغ هذه الرسالة الى الاخ ابو عمار والذي جاوبني وقال هذه هي الاصالة هذا هو الشعب اللبناني الذي يقف الى جانبنا ودعمنا في السراء والضراء.


هناك بعض القضايا اثناء الحصار في المقاطعة بما انه شهاده تاخذ الطابع الانساني كان الاخ ابو عمار وهو محاصراً يتابع كل ما يجري في المدن الفلسطينية من رفح الى جنين بكل مدينة وشهيد يسقط وجريح يتابع اولاً باول يتابع حتى الاعلام والنشرة في الاعلام وكان يهدف الى شيء الا وهو رفع الصوت الا واننا شعب محتل من قبل غاصب محتل ونطلب من العالم ان يقف معنا ويؤمن لنا حماية دولية ولكن ما حصل في 11 سبتمر غير كل شيء اصبحنا بدل من ان نكون نحن مقاتلون من اجل الحرية اصبحنا بنظر العالم نحن ارهابيون ونقاتل من اجل تحرير وطننا واشتدت الضغوط حتى الذين كانوا يقفوا بجانب قضيتنا لم يعودوا يستطيعوا يقفوا بالشكل المطلوب


   هو مكابر جداً في موضوع العلاج والوجع حتى لا يحبط معنويات الشباب يحاول يشد على نفسه الا اننا نحن كنا نراه كان يصوم شهر رمضان برغم مرضه الشديد وكان الاطباء يصفون الدواء له ولكنه لم يكن يفطر وكان يصلي وهو على سرير المرض
بعد ذلك اصبحت الصحافة الاسرائيليه تصدر نشره يوميه حول التقرير الصحي اليومي لصحة ياسر عرفات. عندما كنا في باريس كيف كانوا الاسرائيليون يصدرون كل يوم صباحا وظهرا ومساءا تقريرا حول الوضع الصحي لابو عمار وكان التقرير يصف نفس الحالة التي كانت لابو عمار بل كانوا يحددون متى سيفارق الحياة .
استشهد ولم يتنازل عن ذرة تراب من القدس وفلسطين وغاب عنا في ليلة القدر هو استشهد في ليلة القدر ودفن في اخر جمعة من رمضان واقسمنا جميعاً امام ضريحه باننا سنكمل نهجه ونكمل طريقنا بتحرير وطننا.
وها هم شباب فلسطين بانتفاضتهم اليوم يكملون نهج ابو عمار وطريقه وجهاده من اجل تحرير الارض.