نشر بتاريخ: 12/11/2015 ( آخر تحديث: 12/11/2015 الساعة: 16:49 )
القدس -معا - تأكيدا على الهوية الوطنية الفلسطينية وتجسيدا للحمة الوطنية بمسلميها ومسيحيها وحفاظا على النسيج الاجتماعي في مدينة القدس وبمبادرة من مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الاراضي المقدسة ، زار وفد كنسي رفيع يمثلون رؤساء الطوائف المسيحية بالمدينة المقدسة المسجد الاقصى المبارك والتقى المسؤولين فيه للتعبير عن استنكارهم وادانتهم ورفضهم للاعتداءات المتكررة على حرية العبادات والانتهاكات السافرة التي يتعرض لها الحرم القدسي الشريف .
وثمن وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني لدى استقباله الوفد صباح اليوم الخميس برفقة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ومدير عام اوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب ومدير المسجد الاقصى الشيخ عمرالكسواني وباسم أهالي المدينة المقدسة ، هذه اللفتة التي تأتي وسط ظروف صعبة يعيشها المسجد الاقصى ومدينة القدس على وجه العموم وتأكيدا على الارث المشترك الذي يجمع الطرفين والعلاقة المتجذرة في مدينة السلام والتي يغيب عنها السلام المنشود في ظل اجراءات تعسفية يفتعلها محتل يلهث وراء تفجير العنف بالمنطقة واشعال حرب دينية في اساسها سياسي موضحا ان الامر وصل الى مرحلة في غاية الخطورة من الهستيريا الاسرائيلية والامعان باجراءات تعسقية منافية لكافة الشرائع السماوية والقوانين والاعراف الدولية ومبادىء حقوق الانسان والحريات .
واكد الحسيني على وحدة المصير، داعيا رجال الدين المسيحي في فلسطين الى استخدام نفوذهم لدى الرأي العام العالمي خاصة في اوروبا والولايات المتحدة وارجاء العالم وشن حملة لنصرة ابناء الشعب الفلسطيني مسلميه ومسيحيه من اجل نيل حريته واستقلاله واقامة دولته وعاصمتها الابدية مدينة القدس وتجسيد السلام في ارض السلام ، والتي قضى من اجله الرئيس القائد المؤسس الراحل ياسر عرفات الذي نعيش أجواء ذكرى استشهاده الحادية عشرة ، مؤكدا على الاصرارعلى تنفيذ وصيته بنقل جثمانه الطاهر الى اكثر الاماكن التي احبها واستشهد من اجلها وهو المسجد الاقصى المبارك .
من جانبه اوضح المفتي الحكمة الالهية من اختتام الرسالات السماوية بنبيين متتابعين في ارض الرسالات والنبوات سيدنا عيسى المسيح الذي ولد ونشأ في فلسطين وارتفع الى العلى منها وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي عرج من هذا المكان بعدما أم بالنبيين جميعا منوها الى ان آلآم السيد المسيح ما زالت مستمرة باستمرار آلام ابناء الشعب الفلسطيني ولعل طريق الآلام خير شاهد على هذه المعاناة ، داعيا الى تعميق التعاون والتعاضد والاقتداء بخير قدوة الانبياء الذين ارسلوا ليبشروا بالسلام في ارض المحبة والسلام مؤكدا ان الشعب الفلسطيني بكافة شرائحة والوانه الدينية والسياسية يتطلع الى الحرية والعدل والسلام والى انهاء ألآلام .
من ناحيته استعرض الشيخ الخطيب الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الاقصى المبارك وحرمان المصلين من الوصول اليه والتعدي السافر على حرية العبادات، الامر الذي يتطلب تدخلا عاجلا لردع سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن انتهاكاتها معتبرا زيارة ممثلي الطوائف المسيحية للمسجد الاقصى المبارك بالتاريخية ونابعة من العلاقة الاخوية التي يعيشها ابناء المدينة المقدسة موضحا ان الاحتلال في ممارساته لا يفرق بين مسيحي او مسلم ويستهدف الجميع على حد سواء من اجل تفريغ القدس من اهلها المرابطين ويسرع من وتيرة تهويده لها معتقدا ان المقدسات وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك لقمة سائغة .
واكد على ما قاله العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه الاخير بشخصيات فلسطينية ومقدسية في الدفاع عن المقدسات وحمايتها من المخططات الاسرائيلية المبيتة مشيرا الى الثوابت الراسخة التي لا يمكن تجاوزها خاصة فيما يتعلق بمساحة المسجد الاقصى والبالغة 144 دونما والغير قابلة للقسمة ابدا ولا يمكن السماح بالمساس بها متعهدا بنقل فحوى هذا اللقاء الى المسؤولين في العاصمة الاردنية وتبيان المخاوف السائدة .
بدوره اوضح القس نعيم عتيق مديرمركزاللقاء انه بادر الى هذه الخطوة انطلاقا من الشعورالذي خيم على كافة مسيحيي فلسطين والقدس بان هناك هجوما مبيتا ومخططا له على الحرم الشريف وان المسجد الاقصى بات اكثر استهدافا من قبل المستوطنين الذين يتمتعون بحماية رسمية اسرائيلية ، وقال :" ايمانا من الاخوة التي تجمع ابناء الشعب الواحد مسلمين ومسيحين وتأكيدا على الوحدة الوطنية جئنا لنعبرعن استيائنا لما يحدث من اعتداءات على المسجد الاقصى وندين محاولات استباحته وانتهاك قدسيته ، وموقفا في مركز اللقاء واضح وهو ان الاقصى هو حرم اسلامي مقدس ويخص اخوتنا المسلمين وحدهم ولهم الحق الكامل في ادارته وفي كل امر يتعلق به ومن واجب جميع المؤمنين ان يؤكدوا على هذا الموقف " .
ودعا القس عتيق الى زوال الاحتلال والحفاظ على الوحدة الاسلامية المسيحية وان ينعم الشعب الفلسطيني كبقية شعوب العالم بالسلام العادل والدائم .
ونقل نيافة المطران عطا الله حنا بطريرك سبسطية سخط وادانة غبطة بطريرك الروم الارثوذكس للاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى المبارك مشيرا الى ان الحفاظ على الهوية الوطنية هو ذاته الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وان مسيحيي فلسطين جزء لا يتجزأ من ابناء الشعب الفلسطيني، موضحا ان الاعتداء على المسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاسلامية يعتبر اعتداءا على المقدسات المسيحية ، وهو مؤشر لبداية حرب دينية مؤكدا ان محاولات تغيير " الستاتيكو" المعمول به منذ العهدة العمرية ستبوء بالفشل لان الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه سيواصل النضال موحدا للدفاع عن الحرية وفي مقدمتها حرية العبادات من اجل مدينة القدس .. مدينة السلام .
فيما أعلن المطران وليم الشوملي نائب البطريرك اللاتيني عن رفض كنيسته لاي تغيير في وضع المسجد الاقصى المبارك او محاولات تقسيمه زمانيا او مكانيا، موضحا انه مكان عبادة للمسلمين وحدهم ، ومؤكدا ان كنيسته لا تكف عن دعوة العالم خاصة انصار السلام والمحبة لنصرة ابناء الشعب الفلسطيني مسيحييه ومسلميه وضرورة توفير الحماية المطلوبة للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين .