وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حديث الدوري *** إحتراف أم إنحراف ..!! بقلم --- ناصر العباسي

نشر بتاريخ: 11/10/2007 ( آخر تحديث: 11/10/2007 الساعة: 10:59 )
بيت لحم - معا - بعد ساعات قليلة من كتابة هذه السطور , سيرتحل عنا شهر رمضان المبارك , شهر المغفرة والرحمة , وشهر المحبة والتسامح , ذلك الشهر الممتع والجميل , لنودع هذا الشهر الفضيل بساعاته وايامه ولياليه , ويختفي معه حتى العام القادم قرع طبول المسحراتي في ساعات ما قبل الفجر , ولينفض الملايين من عشاق الشاشة الصغيرة بعد أن جذبهم المسلسل السوري "باب الحارة " وألزمهم المنازل لما يحمل بين ثناياه من احلام وآمال وآلام قريبة من الواقع الفلسطيني , وسترتحل معه ايضا الجلسات العائلية الجميلة والتي نفتقدها في الأشهر الاخرى , ونودع معها السهرات الكروية الرمضانية والتي تابعها الجماهير المتعطشة لمثل تلك الأمسيات بمختلف المحافظات و رافقها تناول المرطبات والحلويات في الملاعب والبيوت وأشهرها الخروب والتمرهندي والسوس وصولا الى معشوق الملايين "القطايف" رغم عدم الأهمية إذا كان بالجوز أو الجبنة , فيما سنفتقد من جمال هذا الشهر الفضيل أمور أخرى يدركها الجميع لكن ما نتمناه أن يعيده الله علينا وعليكم باليمن والبركات , لنستقبل عيد الفطر السعيد عل وعسى أن يرسم البسمة على شفاه شعبنا الفلسطيني المناضل حتى لو كانت على سبيل المجاملة, فكل عام وأنتم بألف خير .
لعل سرد هذه المقدمة الرمضانية محاولة لنسيان الإنتكاسة وهي بالمناسبة أقرب الى الكارثة التي أصابت رياضتنا الفلسطينية وبالتحديد لعشاق الساحرة المستديرة , بعد أن ذهل السواد الأعظم من المتابعين بالمستوى الباهت والذي وصل إليه منتخبنا الفلسطيني بكرة القدم , و إستهل بالأمس القريب مشواره في التصفيات التمهيدية والمؤهلة للمونديال العالمي بإستضافة القارة السمراء في عام 2010م .
حقيقة .. لم يكن أشد المتشائمين توقعا بأن تصاب الشباك الفلسطينية في أربعة مناسبات دون أن نقوى على تسجيل هدف يحفظ لنا ماء الوجه , لكن المؤسف أن الخسارة جاءت من فريق ما زال في بداياته بكرة القدم ولا يبتعد عنا في تصنيف المستويات , فالمنتخب السنغافوري لقن منتخبنا درسا قاسيا في فنون كرة القدم وجعل الأمر غاية في الصعوبة في لقاء الأياب , وبتنا نحتاج الى تسجيل خمسة اهداف بالتمام والكمال في مباراتنا القادمة حتى نستطيع تجاوز الدور التمهيدي وأظن ذلك من سابع المستحيلات , رغم أن كرة القدم لا تعرف المستحيل لكن ينطبق علينا المأئور القائل " إقرأ المكتوب من عنوانه " .
نعم .. سقط منتخبنا بعد أن حشد كتيبة لا يستهان بها من محترفينا في الخارج , ولا أعلم إذا كان ذلك يسمى إحتراف أم إنحراف , أو أن ما يطلق عليهم محترفينا أصابهم الغرور فتساقطوا مثل أوراق الخريف ولم يضيفوا لنا الشيئ الكثير , وحقيقة الأمر يبدوا أنه كشف المستور عنهم بعد أن ظهرت إمكاناتهم المتواضعة والتي تصورها البعض من الجماهير الرياضية بأنها المنقذ الحقيقي لمنتخبنا الفلسطيني , ناهيك عن وجود لاعبين محليين تواجدوا في العديد من المناسبات ولم يثبتوا أنهم يستحقون إرتداء فانيلة الوطني لكن يبدوا ان تواجدهم جاء بفعل فاعل !!.
لقد أصيبت الجماهير الفلسطينية بصفعة قوية بعد أن منيت النفس بأن يسعدها رجال الوطني , فذهب البعض رافعا يديه وضارعا الى العلي القدير بأن يوفق منتخبنا في ليلة المباراة والتي صادفت مع إحياء ليلة القدر , لكن يبدوا أن الامنيات والدعوات لم تشفع لنا بشيئ يذكر .
ولا بد هنا من تسجيل بعض التساؤلات والتي تحتاج الى الإجابة من أصحاب القرار وهي :-
من المسؤول عن إختيار المدير الفني للمنتخب الوطني وباقي الأجهزة الفنية وهل تم دراسة سيرتهم الذاتية بعناية ؟
هل يمكن أن يتم إختيار أحد اللاعبين المحليين في ظل غياب بطولة الدوري؟
ما هي الآلية المتبعة لإختيار اللاعبين المحترفين ومن يتابعهم في الخارج على الصعيد الفني ؟
لماذا لم يتم التشاور مع أعضاء إتحاد كرة القدم في المحافظات الشمالية في تعيين المدير الفني نيلسون دقماق ؟
هل بات من الضروري تسريح لاعبي المنتخب الوطني وعدم دعوة الاسماء التقليدية في المرات القادمة ؟
هل من الصحي أن يستلم رئيس الإتحاد ملف المنتخب الفلسطيني لتجهيزه وتحضيره للتصفيات ؟
هل من المجدي الاستمرار في المشاركات الخارجية بعد تواصل مسلسل الإخفاقات المذلة ؟
ما هي أسباب عزوف بعض اللاعبين عن المنتخب الوطني ومتى ستحل مشكلة اللاعب المقدسي ؟
أسئلة كئرة لا يمكن حصرها في هذه الأجواء الضبابية ولأننا نعلم جيدا أنه لا يمكن التعامل مع هذا الحدث بردود الأفعال فقط لكن الصورة لا تبشر بالخير اذا ظل الامر على ما هو نتيجة عدم الإستفادة من تجارب أخفاقاتنا السابقة وما نتمناه أن يتم محاسبة كل من إقترف خطأ في سمعة فلسطين ومنتخبها والذي أصابها هذا التدهور الحزين , ولا بد من دور هام حيوي لوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية أن تمارس دورها حتى لو لمرة واحدة وتدعو الى انتخابات مبكرة لإستبعاد كل من يعبث برياضتنا الفلسطينية وأنا مع إقتراح إقامة ثلاث ورشات عمل تضم الكفاءات والأدمغة الرياضية للخروج من هذا المأزق تحت عناوين ثلاثة وهي : آلية إستئناف الدوري الفلسطيني بأسرع وقت ممكن , طريقة إنتخاب أعضاء إتحاد الكرة في الفترة القادمة , ملف المنتخبات الفلسطينية بشكل عام . والى اللقاء في حديث دوري آخر وكل عام وأنتم بخير .
[email protected]