|
أحلام ماجد أبو غوش للأطفال
نشر بتاريخ: 23/11/2015 ( آخر تحديث: 23/11/2015 الساعة: 15:33 )
الكاتب: جميل السلحوت
عن مركز أدب الأطفال"براعم الزّيتون" بمكتبة كل شيء في حيفا، صدرت في الأسابيع القليلة الماضية قصّة الأطفال "أحلام ماجد" للشّاعر ماجد أبو غوش، وتقع القصّة التي زينتها رسومات الفنّان لؤي دوخي في ثلاثين صفحة كان النّصيب الأكبر منها لهذه الرّسومات.
وماجد أبو غوش الذي عرفناه شاعرا، يبدو أنّه دخل نادي الكتابة للأطفال، فما الذي يريد أن يقوله للأطفال في هذه القصّة؟ عندما قرأت هذه القصّة تذكّرت مقولة شاعرنا الرّاحل محمود درويش" على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة" وبالتأكيد فإنّ الطّفولة الذّبيحة في فلسطين تؤرّق الشّاعر أبو غوش، فكتب لهم هذه القصّة؛ ليزرع فيهم الأمل وحبّ الحياة، فإذا لم يستطيعوا الحصول عليه كبقيّة أطفال العالم، فإنّهم يستطيعون تحقيق ذلك بالأحلام الجميلة، وهو يعطيهم تجربته الشّخصيّة فكان هو بطل القصّة لتكون أكثر حميميّة، وكأنّي به يقول لهم: ما أرتضيه لكم، أرتضيته لنفسي" عندما كنت صغيرا في جيلكم، كنت أحلم كثيرا" ص6. فما هي أحلام طفولته؟ لقد حلم بأن يكون نجم كرة قدم، يحرز الأهداف لفريقه ويوقّع للمعجبين على قمصانه وكراتهم. وفي قصّته هذه ينتقد بشدّة النّظام التّعليمي العقيم، الذي يعتمد على التّلقين، وعلى العقاب الجسديّ للتّلاميذ، لذا فقد حلم في طفولته بأنّه معلّم لمادّة الحساب، فكسر الرّوتين المدرسيّ فحبّب تلاميذه بالحساب لأنّه:"كنت أشرح لهم الدّروس في حديقة المدرسة، وأقدّم لهم الحلوى اللذيذة "ص13. ولترفيه الطّلاب في رحلة يتوقون إليها حتّى ولو كان يستحيل عليهم الوصول إلى مكانها، فقد حقّق ذلك بالحلم، فأطفال الأراضي المحتلّة الذين لا يستطيعون الوصول إلى يافا والاستحمام في بحرها، يستطيعون ذلك بالحلم:" حلمت أنّني سافرت يوما إلى يافا دون تصريح، وأنّني تجوّلت في يافا حافيا وسبحت في البحر كالحوت"ص16. كما استطاع الوصول بنفس الطّريقة أيضا إلى جبل الشيخ في مرتفعات الجولان السّوريّة المحتلّة، ص19. كما حلم أنه "قطّ صغير مدلّل عند عائلة صيّاد سمك"ص20. فماذا استفاد من هذه الأحلام الجميلة؟ وهو يجيب على ذلك: انتبهت أنّني بعد كلّ حلم كنت أصحو من نومي مرتاحا وسعيدا ونشيطا، وأحبّ الحياة أكثر."ص24. ويلاحظ أنّ أديبنا ماجد أبو غوش قدّم للأطفال وجبة دسمة مسلّية، فيها حلول بسيطة ومريحة ومفرحة للأطفال، فمالا يستطيعون تحقيقه على أرض الواقع، يستطيعون تحقيقه بالأحلام. وربّما سيستطيع بعضهم تحقيقه فعلا. الرّسومات والاخراج: يمكن القول أنّ الرّسومات مناسبة للموضوع، خصوصا في ظلّ عدم وجود رسّامين مختصّين ومحترفين لقصص الأطفال، وإن كان يؤخذ عليها كبر حجم رؤوس الأشخاص قياسا بأحجامهم، خصوصا رأس ماجد. أمّا المونتاج والاخراج فيثير الاعجاب. ويؤخذ عليه كتابة كلمة "تأليف" أمام اسم الكاتب، وحبّذا لو كتب اسم الكاتب على أعلى يمين الغلاف الأوّل بدون كلمة"تأليف" فهي مفهومة ضمنا. |