|
ميزان الأخلاق بين المقاومة و(إسرائيل)
نشر بتاريخ: 25/11/2015 ( آخر تحديث: 25/11/2015 الساعة: 11:36 )
الكاتب: حسام الدجني
تتربع دولة الاحتلال الإسرائيلي على سلم الدول العنصرية في العالم، وهذا ما تعكسه تشريعات وقوانين خرجت من (الكنيست)، وهي من أكثر الدول في العالم قتلًا للأطفال الفلسطينيين، وانتهاكًا لحقوقهم، ومن يشكك في ذلك فعليه العودة لسجلات الإحصاء الرسمية، فعلى سبيل المثال لا الحصر: في عدوانها على قطاع غزة صيف 2014م استشهد 530 طفلًا، وجرح 3303 أطفال، ثلثهم سيعانون من إعاقة دائمة.
وفي الضفة الغربية حرق الرضيع علي الدوابشة والطفل محمد أبو خضير، وأعدم عشرات الأطفال بدم بارد، ما يعكس حقيقة أخلاق الاحتلال الإسرائيلي التي بدأت تصل إلى الرأي العام الدولي، وهذا ما يفسر نجاح حملات المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية لـ(إسرائيل)، والتي _يا للأسف!_ بدأت تزعج بعض أقطاب القيادة الفلسطينية كما جاء على لسان عمدة لندن في زيارته الأخيرة إلى رام الله قبل أيام، إذ أعلن رفض رئيس الوزراء رامي الحمد لله لتلك المقاطعة. في المقابل عكست المقاومة الفلسطينية أخلاقها في العديد من العمليات المسلحة التي قادتها، وربما لا نستطيع حصرها جميعًا لأسباب عديدة، أهمها: 1- أن الأخلاق تسري في جينات الشعوب المسلمة، وهي مستمدة من ديننا الحنيف، وعليه كان التعاطي مع هذا المبدأ تحصيل حاصل. 2- استشهاد منفذي العمليات، وبذلك دفنت أسرار عملياتهم مع جثامينهم. 3- هناك حالة وعي مرتبطة بتطور تكنولوجيا الاتصال تدرك أهمية توثيق تلك المشاهد الأخلاقية، في مقابل حالة التشويه الممنهج لنضالنا الوطني ونعته بالإرهاب. ومن هنا أستطيع أن أوثق أربع عمليات قامت بها المقاومة الفلسطينية، وعكست أخلاقًا عالية خلال تنفيذها وتقاطعت جميعها ومسألة قتل الأطفال، وهي على النحو التالي: 1- في تمام الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء الموافق 19/8/2003م صعد الاستشهادي رائد مسك (29 عامًا) من سكان الخليل إلى داخل حافلة في شارع (حاييم بارليف) غربي القدس، فتفاجأ بأن أغلب ركابها هم من الأطفال الصهاينة، فنزل على الفور، وانتظر حافلة أخرى كان أغلب ركابها جنودًا صهاينة وفجر نفسه فقتل 21 صهيونيًّا، وجرح 136 آخرين، جراح 12 منهم كانت خطيرة. 2- عملية أبو مطيبق: في يوم 19/7/2014م تسلل مجموعة من المقاومين خلف خطوط العدو، وفي طريقهم إلى أحد المواقع العسكرية مرت بجانبهم عدة سيارات إسرائيلية بها نساء وأطفال، ولم يطلق المقاومون النار عليهم ووصلوا إلى الموقع واستهدفوا الجنود، مع أن (إسرائيل) كانت ترتكب مجازر خلال عدوانها على غزة بحق النساء والأطفال. 3- عملية (إيتمار) في نابلس: وقعت يوم 1/10/2015م بالقرب من مستوطنة (إيتمار) شرقي نابلس، حيث اعترض مجموعة من المقاومين سيارة للمستوطنين المتطرفين، ومن نقطة صفر أطلقوا النار على السائق وزوجته، ولم يطلقوا رصاصة على أطفالهم الثلاثة في المقعد الخلفي للسيارة. 4- في 13/10/2015م، ومع ارتفاع وتيرة انتفاضة القدس، وزيادة جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين صعد بلال غانم وبهاء عليان إلى إحدى الحافلات في مدينة القدس، وبدؤوا عملية بطولية أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين، وإصابة 27 آخرين، 7 منهم حالتهم خطيرة، حسب اعتراف الاحتلال. ولكن في كواليس العملية التي أدت إلى استشهاد بهاء واعتقال بلال كشف أخيرًا بلال غانم تفاصيل العملية وأخلاق منفذيها التي تعكس صورة المقاومة الفلسطينية على مر العصور، فقال بلال لمحاميه: "لقد قلت لـ(شاباك) أنزلت بيدي من الحافلة عجوزين يهوديين، وثلاثة من الأطفال، وقتلت بيدي 5 من الجنود ببدلاتهم العسكرية، ومثلي فعل شريكي الشهيد بهاء"، وختم غانم قوله: "قال لي (شاباك): (لن نضع ما تحدثت به في لائحة الاتهام؛ لأننا سنظهر قتلة أطفال وأنتم ملائكة)". 5- في يوم الجمعة 13/11/2015م وقعت عملية بطولية في جنوب الخليل، إذ استهدفت المقاومة الفلسطينية سيارة للمستوطنين المتطرفين، فقتلت اثنين، وتركت الأطفال طلقاء. هذا ما استطعنا رصده، يعبر عن سلوك عام للمقاوم الفلسطيني، لأنه ينسجم مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وأصالة وعدالة قضيتنا الفلسطينية، ورغبة المقاومة في توصيل رسالتها إلى من يتهمها بالإرهاب: راجعوا أنفسكم، فمقاومتنا ليست إرهابًا، وهي منسجمه مع كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، والديانات السماوية. |