|
نتنياهو في أمريكا حصل على كل شيء ولم يقدم شيئ
نشر بتاريخ: 25/11/2015 ( آخر تحديث: 25/11/2015 الساعة: 16:14 )
الكاتب: الأسير رأفت جوابره
ربما نعود بالذاكره إلى سقوط معسكر الوسط أو ما سمي كذلك بزعامة أولمرت ولفني وصعود معسكر اليمين بزعامة نتنياهو وبالرغم من أن معسكر الوسط لم يقدم شيء على طريق إنهاء الإحتلال والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني إلا أن صعود نتنياهو ومعسكر اليمين كان نذير شؤم وكان من الواضح أن وجود نتنياهو في سدة الحكم سيزيد الأمور سوءا ولكن المفاوض والسياسي الفلسطيني عجزوا عن خلق استراتيجيات لمواجهة اليمين وسياساته الجديده وأكثر من ذلك وقع السياسي والمفاوض الفلسطيني في شرك بعض اليساريين والوسطيين الإسرائيليين الذين كان لهم أجندتهم الخاصه لإسقاط اليمين والعوده إلى الحكم وما كان لقاء الدكتور صائب عريقات مع حاييم رمون صديق إيهود أولمرت في فندق في القدس إلا حلقه من سلسلة لقاءات وبمستويات مختلفه كان كل همها توجيه استراتيجية المفاوض الفلسطيني بما ينسجم مع استراتيجية الشخصيات الاسرائيليه التي تصنف نفسها وسطيه .
وكانت تعتمد هذه الاستراتيجيه في الأساس على مقاطعة أي لقاء مع الحكومه اليمينيه وتحديداً مع رئيسها نتنياهو على إعتبار أن مقاطعة الحكومه سيؤدي إلى حصارها وبالتالي سقوطها وبرغم كل الضغوطات والمحاولات لاستئناف المفاوضات إلا أنها كانت تبوء بالفشل، ربما كان لهذا الخلط والتخبط بعض الإيجابيات حيث أنه بعد سنوات طويله من المفاوضات انتبه المفاوض الفلسطيني إلى ضرورة وجود شرطين قبل البدء بأي عمليه تفاوضيه الأول وقف الاستيطان والثاني إعتراف الجانب الإسرائيلي أن المفاوضات على أساس حدود حزيران 67 وهما شرطان سقطا سهوا لأكثر من 15 عاما وحتى بعض اللقاءات الرسميه التي عقدت مع الحكومة الإسرائيلية والتي بموجبها أفرجت إسرائيل عن ثمانين أسيرا مضى على أسرهم أكثر من عشرين عاماً في الأسر كان مصيرها الفشل المحتوم بالرغم من أن هذين الشرطين لم يكونا كافيين ولا يعبرا عن أن المفاوض الفلسطيني يستخلص العبر إذ أن نفس الأخطاء تتكرر في ملفات الأسرى والمياه وحرية الحركة ...الخ من الملفات التي سقطت سهوا أيضاً في اتفاق أوسلو . وهاهي أكثر من سبع سنوات مرت منذ ذلك الوقت ولم يتغير شيء فنتنياهو واليمين يزدادون قوه وعنف وتطرف والمفاوض الفلسطيني يزداد حيره فنحن لسنا بحاجة فقط إلى إعادة النظر في إستراتيجية التعامل مع حكومه اليمين بل نحن بأمس الحاجه إلى إعادة النظر في العمليه التفاوضيه بأسرها والتي بدأت قبل أكثر من عشرين عاماً مع اليسار والوسط الإسرائيلي أكثر من عشرون عاماً لم نحقق بها شيئ بل زاد الطين بله فسرطان الاستيطان تمدد وكبر وانفصلت غزه عن الضفه وتحولت مدن الضفه إلى كنتونات وتحولت غزه إلى جيتو وانتشر الموت والألم والحرمان فقد آن الأوان بعد كل هذه السنوات العجاف أن تعيد م.ت.ف النظر مجدداً في استراتيجياتها للمقاومه والتفاوض والتحرير بدءاً من إعادة النظر بقرارات دورة المجلس الوطني في الجزائر عام 1988 بما ينسجم وحجم التضحيات والبطولات التي يقدمها شعبنا وعطشه للحرية وتقرير المصير. |