شهيدان شاركا في بطولة نظمت لتكريم ذكرى شهيد

بقلم : اشرف عابد
لم أدرِ يوماً من الايام اني سأشارك بتصوير شهداء قبل رحيلهم عنا، واترك لهم صور فرحتهم وابتساماتهم في مباريات وانشطة رياضية بعد رحيلهم.
الصور الاولى كانت للشهيد محمد ابو الظاهر، من بلدة ابو شخيدم- رام الله، التقطتُ له صوراً اثناء مشاركته في بطولة نظمتها مديرية التربية والتعليم محافظة رام الله والبيرة، والذي استشهد في ذكرى النكبة قبل عامين قرب بلدة بتونيا.

وبعد مرور ما يقارب العام على استشهاد ابو الظاهر قامت ابو شخيدم بتنظيم بطولة مدرسية احياها اصدقاؤه واحباؤه وعائلته، وبمشاركة عدد من مدارس رام الله والبيرة وقراها، ولم ادري اثناء مشاركتي في هذه البطولة أنني سأقوم بالتقاط صور أخرى لشهداء سيرحلون عنا بعد ايام او اشهر قليلة معدودة.

بعد ما يقارب الستة اشهر على البطولة، وبالتحديد بتاريخ 28-7-2015 نبأ استشهاد ابن مخيم الجلزون ليث الخالدي، ابن 17 ربيعاً، لم يخطر ببالي ان هذا الشاب هو نفسه حارس المرمى الذي شارك في البطولة وحصل على افضل حارس في البطولة، استشهد بعد اصابته برصاصة “الفراشة” التي اخترقت جسده من جهة الرئة، ومزقت الكبد والبنكرياس والمعدة، فتسببت بنزيف حاد.

ومع اندلاع الانتفاضة الاخيرة، وهبة الشباب اتجاه الدفاع عن القدس واخواتها في بيت المقدس، يرتقي شهيد تلو شهيد، ومع بداية الشهر الحالي (تشرين الثاني) ، اصيب الشاب ابراهيم عبد الحليم داوود برصاصة اخترقت قلبه، واستشهد بعد اسبوعين على اصابته، هذا الشاب صاحب الابتسامة الذي لوح بعلامة النصر اتجاهي في بطولة الشهيد “محمد ابو الظاهر”، صاحب الاخلاق الذي شهد له اصدقاؤه الذين شاركوه في البطولة. فهل سيكون هناك شهيد آخر من الذين شاركوا في هذه البطولة ليلتحقوا بركب من رحلوا !! رحم الله شهداءنا الابطال.