وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غزة- عرض مسرحي يناقش نقص وسائل تنظيم الاسرة والاجهاض غير الامن

نشر بتاريخ: 03/12/2015 ( آخر تحديث: 03/12/2015 الساعة: 13:20 )
غزة- معا- ناقش العرض المسرحي "قصة امان" نقص وسائل تنظيم الاسرة في القطاع نتيجة الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، والنتائج المترتبة عليها من حمل غير مرغوب، ومخاطر الاجهاض غير الامن واثاره النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية.

وتدور احداث المسرحية التي قدمتها فرقة مسرح جمعية المتحدين الثقافية الاجتماعية- رفح، حول قصة فتاة اسمها أمان تزوجت وهي أم لست بنات، عصفت بها الايام لتجد نفسها أم البنات بوضع اقتصادي سيء، تتفق مع زوجها على تنظيم النسل وتذهب مرات عديدة لجلب وسيلة منع الحمل من العيادة لكن دون جدوى بسبب النقص الحاد في وسائل تنظيم الاسرة في القطاع، ليحدث الحمل غير المرغوب وتخبر زوجها بانها حامل فيفرح في البداية علها ترزق بطفل ذكر ولكن الصدمة كانت بعد أن عرف انها حامل في البنت السابعة، هنا يطلب منها زوجها الذهاب لبيت ابيها ويعنفها نفسيا ولفظيا بل ويطلب منها اجهاض الحمل، ولا تجد دعما من اهلها فتقرر الاجهاض بطريقة تقليدية كحمل كيس طحين وتصاب بنزيف ومشاكل صحية.

المسرحية التي عرضت على خشبة مسرح سعيد المسحال ضمن فعاليات مشروع الصحة الانجابية الذي ينفذه مركز صحة المرأة التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر بالشراكة مع منظمة اطباء العالم فرنسا، تشابكت احداثها عبر لوحات غلفت ببعض الكوميديا السوداء، لتشكل لوحة فنية لامست وجدان الجمهور الذي تفاعل معها وتأثر بالقضية المطروحة، التي عكست احد فصول معاناة سكان القطاع في مجال الصحة الانجابية نتيجة مجمل الظروف السياسية من حصار وانقسام وثلاثة حروب شنها الاحتلال خلال ست سنوات خلفت تدهورا في شتى المجالات.

وحول مشروع الصحة الانجابية والخدمات التي يقدمها، قالت مديرة مركز صحة المرأة فريال ثابت :" إن المشروع جاء استجابة للتزايد المتسارع في معدلات الخصوبة في السنوات الاخيرة مع ارتفاع معدلات وفيات الأمهات والمواليد من أجل صحة افضل للأم والطفل والأسرة بشكل عام، ومن اجل ذلك فأننا نهدف من خلال المشروع الى تحسين جودة الخدمات المقدمة في مجال الصحة الانجابية، من خلال تقديم خدمة المشورة في تنظيم الأسرة داخل العيادة بمركز صحة المرأة البريج وخارجها، من خلال وجود طاقم عمل ميداني يقوم بتنفيذ جلسات تثقيف صحي للسيدات للتوعية بمفهوم الصحة والانجابية ووسائل تنظيم الاسرة، وتنفيذ زيارات منزلية للسيدات في مرحلة الحمل ومرحلة ما بعد الولادة من اجل رفع مستوى الوعي بمفهوم تنظيم الأسرة والمباعدة بين الأحمال"

والقت الضوء على النقص في توفير وسائل تنظيم الاسرة وما يترتب عليه من احمال غير مرغوبة واجهاضات غير امنة ومشاكل نفسية واجتماعية عديدة.

وطالبت ثابت بضرورة مضاعفة الجهود الوطنية والدولية من اجل حماية صحة النساء وحقوقهم وتحقيق مشاركة فاعلة لهن على كافة المستويات.

وتطرقت منسقة مشروع الصحة الانجابية داليا الحسني بمنظمة اطباء العالم فرنسا، الى اهم اهداف مشروع الصحة الانجابية وانشطته المتنوعة ونتائجه المرجوة، مشيرة الى ضرورة نشر الوعي بوسائل تنظيم الأسرة الحديثة فيما يتعلق بكبسولة منع الحمل وحبوب منع الحمل الطارئة، مضيفةً أن المشروع بصدد تنفيذ تدريب عملي للأطباء والصيادلة في نهاية شهر ديسمبر الحالي لتعريف الاجهاض غير الامن حسب منظمة الصحة العالمية والى اسبابه.

واوضحت الحسني أن منظمتهم تركز ضمن استراتيجياتها على وضع اسس هامة تتعلق بتطوير الصحة الانجابية للشعوب الاكثر ضعفا في العالم من خلال الدعوة الى احقية الجميع في الحصول على الرعاية الصحية وخاصة اولئك الذين ينساهم العالم تدريجيا.

واشارت منسقة مشروع الصحة الانجابية بمركز صحة المرأة الدكتورة مرفت حجازي، الى عدم وجود إحصاءات لا دقيقة ولا غير دقيقة في فلسطين عن حالات الإجهاض، وهذا ينطبق على معظم الدول النامية، نظراً لسريتها والظروف المحيطة بالمرأة.

وبينت حجازي، انهم يحاولون استثمار كافة الادوات الثقافية والفنية والاعلامية بجانب الزيارات الميدانية والمقابلات المباشرة لإظهار خطورة الإجهاض غير الآمن والذي تلجأ إليه بعض النساء دون تقدير لمدى خطورته، من خلال التوعية وتوفير خدمات تنظيم الاسرة وتسهيلها للجميع مجانا، وخاصة في ظل عدم توفرها في العيادات الحكومية وعدم قدرة النساء على شرائها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

وفي نهاية العرض ناقش الحضور العرض المسرحي، وتطرقوا لأهمية تكثيف التوعية وابتكار وسائل توعوية تصل لجميع النساء وخاصة في المناطق المهمشة ،وتكثيف حملات الاعلان عن وجود الاماكن الصحية التي توفر وسائل التنظيم مجانا وتقدم خدمات الرعاية الصحية المتكاملة بجانب الدعم النفسي والاجتماعي.

واختتمت فعاليات اليوم والذي جاء ضمن فعاليات حملة 16 يوما من الانشطة لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي، بمسابقة ثقافية ادارتها نعيمة ابو شمالة، حظى خلالها الجمهور على العديد من الجوائز العينية.