وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في الجدل حول زيارة فياض لغزة

نشر بتاريخ: 04/12/2015 ( آخر تحديث: 04/12/2015 الساعة: 09:18 )
في الجدل حول زيارة فياض لغزة
الكاتب: مصطفى ابراهيم
يثار الجدل في الساحة الفلسطينية حول زيارة رئيس الوزراء السابق في حكومة تسيير الأعمال الدكتور سلام فياض لقطاع غزة، ورد حركة فتح التخويني والعنيف والقاسي، والقول أن فياض لا يمثل شيء في المجتمع ويبحث عن دور سياسي مشبوه.
فياض زار قطاع غزة بناء على الدعوة الموجهة له من قبل الدكتور احمد يوسف رئيس مؤسسة بيت الحكمة، فياض قبل زيارته لقطاع غزة إتصل بعضو اللجنة المركزية لحركة فتح و المسؤول الأول عن الحركة في القطاع، و رئيس هيئة العمل الوطني الدكتور زكريا الأغا الذي رحب بفياض و زيارته، و لإنشغاله لم يكن في إستقباله.

وإتصل الأغا بالنائب في المجلس التشريعي جميل المجدلاوي بصفته أحد قيادات هيئة العمل الوطني، وأخبره بالزيارة وطلب منه أن يكون في اللقاء الذي سيعقد مع هيئة العمل الوطني و إستقبال فياض الذي طلب ان يكون دخوله إلى غزة عبر بوابة هيئة العمل الوطني وهي إحدى هيئات منظمة التحرير الفلسطينية.
النائب المجدلاوي إتصل بالمسؤول الثاني في حركة فتح و باعتباره نائب أمين سر حركة فتح في قطاع غزة ابراهيم ابو النجا والذي رحب بزيارة فياض، لكنه إعتذر عن الإستقبال و حضور الاجتماع لأسباب خاصة، و عقد الإجتماع في مكتب النائب المجدلاوي.

الدكتور فياض لم يأتي من فراغ وان اختلف الفلسطينيين عليه منذ قدومه وطريقة دخوله النظام السياسي الفلسطيني، وكان وزيراً للمالية في حكومات الراحل أبو عمار وحكومات أبو مازن من بعده، وكان فياض ينفذ سياسات حركة فتح وبرنامجها التي تقود السلطة وتعتبرها ابنتها الشرعية، لذا نحن منقسمين، فهي لم تقبل ان تسلب منها حركة حماس ابنتها الشرعية.
فكان الدكتور سلام فياض المنقذ لحركة فتح للرد على سيطرة حماس على قطاع غزة، وشكل أول حكومة تسيير للإعمال في العام 2007، وإستمرت حكومته نحو ستة سنوات، وكان رأس الحربة في المواجهة التي قادتها حركة فتح ضد حماس وبعض الفصائل في المنظمة، وشُنت حرب شعواء على غزة.
فهو لم يكن يمثل نفسه، هو كان شريك للرئيس محمود عباس و لحركة فتح ينفذ مشروع الرئيس عباس السياسي وبرنامجه، وإن لم تكن ترضى عن بعض جوانب إدارته وفقاً لمصالح بعض المتنفذين فيها.

أمرنا غريب. أول إجتماع عقده فياض في غزة بناء على طلبه كان مع هيئة العمل الوطني التي تتشكل من فصائل منظمة التحرير وعلى رأسها فتح، ومن رحب بإستقباله قيادة حركة فتح في قطاع غزة، ومن وجه له الاتهامات حركة فتح وعبر بيان رسمي يعني البيان صادر عن أعلى جهة قيادية في الحركة.
أمرنا غريب وما يسمى نظامنا السياسي أمره أعجب، من حق فياض ان يقيم في غزة وليس زيارتها فقط فهو مواطن فلسطيني وهذا حق مكفول بالقانون، و من حق حركة حماس عدم إستقباله والإحتجاج على زيارته فهي عانت في ظل حكومته الطويلة، لكن في النظام السياسي والحياة السياسة الفلسطينية تتبدل المواقف.

حركة فتح رحبت به في الصباح هي التي خونته في المساء، فياض عضو في المجلس التشريعي، ولماذا لا يعقد المجلس التشريعي ومحاسبة كل الذين خانوا القضية كما تدعي حركة فتح؟ لماذا كل هذا الذعر والخوف من فياض، وهل أصبح فياض قوة كبيرة تخشاه حركة؟ أين أنتم طوال السنوات الماضية من مصارحة الناس بكل ما يجري من عبث بقضيتنا؟ أم هي تصفية حسابات مع فياض وغيره؟ ليس فياض المطلوب منه الاعتذار فقط، إنما الجميع وفي مقدمته حماس وفتح مطلوب منهما الإعتذار للشعب الفلسطيني على ما حل به من عبث ومصائب.