وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحصار يشل الحياة ..موتى قطاع غزة .. لا اقمشة لخياطة الاكفان .. ولا اسمنت لبناء القبور !!

نشر بتاريخ: 17/10/2007 ( آخر تحديث: 17/10/2007 الساعة: 16:10 )
غزة- معا- خضرة حمدان- حتى بعد وفاتهم وفي مقابرهم سيطالهم أثر الحصار المضروب على قطاع غزة، فلا اكفان لجثامينهم ولا بناء يسد عليهم آخر ثغرات الحياة ليودعوا في العالم الآخر.

حصار اقتصادي طال كافة مناحي الحياة، والموتى في القطاع لا يسلمون منه فآخر الأقمشة تم استعمالها لكساء العيد لقرابة نصف مليون طفل في قطاع غزة، وآخر الاسمنت تم استعماله لما هو ضروري، ليبقى موتى القطاع بلا أكفان بيضاء أو قبور بيضاء وتبقى الجثامين معرضة للهواء- فهل من مغيث؟؟

آخر التحذيرات أطلقها وزير الأوقاف بالحكومة المقالة في قطاع غزة د. يوسف المنسي محذرا مما قال عنه كارثة انسانية مقبلة قد تحل بقطاع غزة في حال استمرار إغلاق المعابر و منع إدخال " الاسمنت " إلى المحافظات الجنوبية.

وقال المنسي انه في إطار الحصار الاقتصادي الخانق والمضروب على قطاع غزة منذ فترة طويلة ، و في ظل إغلاق المعابر و انقطاع المواد الأساسية اللازمة لسكان القطاع ، و من أهمها " الاسمنت " والذي يلزم في أعمال البناء و الترميم ، وكذلك في بناء القبور ، فان الأموات في المحافظات الجنوبية ، قد طالهم هذا الظلم الذي يطال الأحياء ، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي لدخول مواد البناء بما فيها الاسمنت و الذي يعتبر المادة الأساسية في بناء القبور.

وأكد الوزير على ضرورة الانتباه إلى هذه القضية و إعطائها الأهمية اللازمة ، بسبب ما تمثله من حفظ لكرامة الأموات ، حيث أن سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد طالت الأموات أيضا في قطاع غزة .

وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات والمنظمات الدولية بممارسة الضغط على إسرائيل من أجل فتح كافة المعابر أمام حركة البضائع و خصوصا مواد البناء و على رأسها " الاسمنت " ، لتجنب الكارثة الإنسانية المحتملة في قطاع غزة.

وسبق ان اشتكى المواطنون من قلة الاسمنت في قطاع غزة وارتفاع ثمنه بشكل ملحوظ حيث يضطر البعض إلى شراء كيس الاسمنت بـ 100 شيكل بدلا عن 20 شيكل كما كان يباع سابقا.

وتطورت شكوى ذوي الموتى من ندرة البلاطات التي يضطرون لوضعها اعلى القبر لمواراة اجساد الموتى حيث استبدلوها بألواح من الزينجو الذي يتعرض مخزونها ايضا في قطاع غزة للنفاذ وتبقى المشكلة قائمة ال حين فتح المعابر.

وعن الأقمشة أكد رئيس اتحاد صناعات النسيج في قطاع غزة م. فؤاد عودة عدم وجود أي خامات خيوط في قطاع غزة لنسج الأقمشة وصناعة الأكفان، مؤكدا انه لو طرحت وزارة الصحة قريبا مناقصة لتوريد اكفان لها فلن تجد أي استجابة من شركات النسيج التي اغلقت ابوابها بفعل اغلاق المعابر ومنع الأنسجة من دخول القطاع وفرض الحصار على الخيوط ومصادرتها على الحدود.

ولم يتسن لوكالة معا معرفة حجم المخزون من الأكفان بقطاع غزة نظرا لأن مخازن الوزارة اعلنت إضرابا عن العمل ولا يتواجد بداخلها من يجيب.