نشر بتاريخ: 10/12/2015 ( آخر تحديث: 11/12/2015 الساعة: 08:12 )
بيت جالا - النادي الارثوذكسي - تقرير معا - في اللقاء السنوي الذي تعقده دائرة المفاوضات الفلسطينية مع المراسلين الاجانب ، في فترة أعياد الميلاد المجيدة ببيت لحم التقى القيادي د. محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمفاوض السابق التقى عشرات المراسلين الاجانب والصحفيين ، واعطى موجزا باللغة الانجليزية عن مجريات العام 2015 وتقديره لما قد يحدث في العام 2016 من خلال المدخلات السياسية والامنية الراهنة .
اشتية وصف ما يحدث في الاراضي الفلسطينية انه ( هبة شعبية ) وأن سببها هو الغضب الشعبي الحقيقي من الاحتلال وممارساته ومصادرته للارض ، وان اسرائيل هي التي تستخدم العنف ضد التظاهرات الشعبية وضد الاطفال، ما يخلق خطرا حقيقيا .
وفي اللقاء الذي حضره رئيس بلدية بيت جالا نيقولا خميس ورئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون ورئيس بلدية بيت ساحور هاني الحايك ورئيس تنظيم فتح في بيت لحم محمد المصري، قال نيقولا خميس إن جيش الاحتلال صادر اراضي دير كريمزان ورغم ان المحكمة العليا الاسرائيلية منعت على قوات الاحتلال بناء الجدار ومصادرة اراضي الكنيسة الا ان جيش الاحتلال لم يكترث بقرار المحكمة التي تمثل الاحتلال اساسا .
وعودة الى اشتية فقد اعتبر سنة 2015 سنة معقدة وصعبة، كما رأى ان سنة 2016 ليست واعدة أيضا نظرا الى ان الولايات المتحدة الامريكية منشغلة بالانتخابات وان ادارة اوباما تنصلت من القضية الفلسطينية ، وعرج اشتية على المرشح الامريكي ترامب الذي يرفض دخول المسلمين الى امريكا وقال ساخرا منه ( ان ترامب يرفض اذا دخول الملك الاردني والامير الكويتي والملك السعودي الى الولايات المتحدة فهؤلاء هم ايضا مسلمين ، كما انه يرفض استقبال الادباء والمثقفين المسلمين، ونحن بدرونا لن نعطي ترامب فيزا لدخول فلسطين ) .
وتطرق الى ما يحدث في سوريا ولبنان والعراق وليبيا واليمن ، والى ما حدث في باريس وروسيا ومصر فان دولا كثيرة الان اصبح لها 11 سبتمبر خاص بها . فيما يتوهم الاسرائيليون انهم نائمون على الحرير ومنذ العام 1948 لا يقلقون من الجيش العراقي او السوري وان الامور قد تغيرت لصالحهم ، ولكنهم واهمون - كما قال اشتيه .
واوضح ان استراتيجية اسرائيل الان هي عدم الحل ، وعدم البحث عن حلول ، ليس حل دولتين ولا حل دولة واحدة وانما الادعاء بالتمسك بالاستاتيكو فقط ، وهو ما يمكن الاصطلاح عليه استراتيجية اللاحل . فيما هي ماضية في تهويد القدس والتخطيط 127 الف مقدسي خارج العاصمة ، واخراج غور الاردن من ملفات التفاوض على مبدأ اما ان تعطوننا غور الاردن او نأخذه منكم بالقوة .
كما ان اسرائيل ماضية في الاحتفاظ بمناطق جيم باعتبارها الخزان الجغرافي لتوسيع المستوطنات، والمضي في حصار قطاع غزة وعزله، حيث وفي نهاية هذه الخطوات الاربعة وصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية الى 681 الف يهودي اي ما بعادل 22% من مجمل سكان الضفة الغربية .
ورغم ذلك وجه محمد اشتية عدة تحذيرات لحكومة اليمين الاسرائيلي، تحذيرات ديموغرافية وامنية وسياسية أهمها :
- انه ورغم كل ما فعلته وتفعله اسرائيل فان عدد العرب غربي النهر سيصل في العام 2022، 53% اي ان عدم اسراع اسرائيل الى تطبيق حل الدولتين سيوقعها في أزمة ديموغرافية تلغي الطابع اليهودي للاستيطان .
- ان الحركة الوطنية الفلسطينية جربت 3 استراتيجيات لحل الصراع كان اولها الكفاح المسلح، وثانيها المفاوضات والان حل المقاومة الشعبية وان القيادة الفلسطينية تشجع ولن تمنع المقاومة الشعبية السلمية، وان القيادة لا تطلب حمل السكاكين ولكن اسرائيل هي المعتدي الذي يفتح النار على المتظاهرين من اجل القتل وليس من اجل الاصابة . وهو ما خلق نظريقة ( جنازة تولد جنازة ) .
- ان اخطر تحذير واشد كلام وجهه اشتيه للحكومة الاسرائيلية حين قال : لغاية الان لا يوجد خلايا للقاعدة او داعش في الاراضي الفلسطينية ، ولكن اية محاولة من اسرائيل لتغيير الواقع ومهاجمة السلطة فانه لا احد سيعرف ماذا يمكن ان ينشأ هنا . فالاحباط يسري وسط السكان والسلطة في مرحلة خطيرة وهناك 54% من الشبان من فئة 24-32 عاما لا يملكون وظيفة او عمل ويقضون حياتهم في تصفح الفيس بوك والتواصل الاجتماعي ، وان السلطة في وضع صعب وهي سلطة بلا سلطة - وهو تحذير خطير كما نلاحظ .
- ان الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية ذاهبون لاتخاذ الخطوات التالية بأسرع وقت للخطوة القادمة وان الرئيس اجتمع مع اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية لحركة فتح واتفقوا على التخلص من المرحلة الانتقالية التي كان يفترض ان تنتهي في العام 1999 وانه خلال ايام قادمة ستجتمع القيادة الفلسطينية باطار موسع لترتيب تنفيذ قرارات المجلس المركزي وترتيب اليات وتوقيت التنفيذ بموجب الخطوات التالية :
اولا : القيادة الفلسطينية قررت اتخاذ القرار النهائي واليات االتنفيذ فيما يتعلق بالموقف من اسرائيل وتحديد العلاقة معها .
ثانيا : سنذهب الى مجلس الامن بحزمة ملفات منها الاستيطان وطلب الحماية الدولية حيث ان مصر ستبدأ في الاول من يناير عضوية مجلس الامن والان هناك تنسيق بين فلسطين ومصر على تفعيل طرح الملفات .
ثالثا : مستمرون في عضويتنا بمؤسسات الامم المتحدة رغم معارضة اسرائيل .
رابعا : نرحب ونحيي المقاومة الشعبية القائمة على الارض وانها تشكل الرد الحقيقي على الاحتلال وهي الرد الافضل على استراتيجية اللاحل الاسرائيلية التي ينتهجها نتانياهو .
خامسا : ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي حيث ستعقد جلسة للمجلس الوطني خلال ثلاثة شهور وان حماس والجهاد الاسلامي مدعوتين للمشاركة .