|
سياسيون يؤكدون أن إنهاء الانقسام هو الحل للخروج من الأزمات الحالية
نشر بتاريخ: 12/12/2015 ( آخر تحديث: 12/12/2015 الساعة: 16:47 )
غزة-معا - اكد سياسيون ومحللون ان إنهاء الانقسام وإرساء المصالحة هو الرد الأمثل على كل المتغيرات الدولية التي أثرت سلباً على القضية الوطنية وأجمع هؤلاء على ضرورة حل قضية معبر رفح في إطار تفاهمات فلسطينية داخلية من اجل التخفيف عن كاهل مواطني القطاع.
جاء ذلك خلال لقاء سياسي نظمه تحالف السلام الفلسطيني في مدينة غزة اليوم السبت بعنوان "المستجدات على الساحة الفلسطينية في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية" بحضور العشرات من السياسيين وممثلي الاحزاب والكتاب والمهتمين وفي كلمة له قال سفيان أبو زايدة وزير الاسرى السابق ان الشعب استطاع ان يتغلب على الكثير من الصعاب التي واجهته منذ انطلاق الثورة ولكن في السنوات الأخيرة مر الشعب بظروف قاسية بسبب الانقسام وتشرذم القيادة الفلسطينية. واضاف ابو زايدة ان المشكلة ليست في تراجع القضية وانما تراجع الانسان الفلسطيني وخصوصاً في قطاع غزة الذي يدفع من كل مناحي حياته ثمن الانقسام والمناكفات مشيرا إلى أن استمرار اغلاق معبر رفح هو وصمة عار في جبين الجميع، مضيفاً انه لا يوجد مبرر لمصر بان يغلقوا المعبر حتى في ظل الظروف التي يعيشها الفلسطينيون. ولام ابو زايدة بشدة الاطراف الفلسطينية التي تحول دون تقديم التنازلات من اجل فتح المعبر وتفويت فرصة استمرار اغلاقه قائلا:" ان المعبر لن يظل مغلقاً لو كان هناك اتفاقاً او تفاهماً فلسطينياً داخلياً حول الية فتحه"مضيفا ان المشكلة لن تحل بتحميل المسؤولية لطرف ما، مشيراً إلى أن المشكلة اعمق من ذلك. وأشار ابو زايدة الى وجود خارطة طريق مصرية لاخراج الوضع الفلسطيني الراهن من ازمته وتتضمن ثلاث مراحل تبدأ المرحلة الأولى بتحقيق مصالحة فتحاوية داخلية ومن ثم مصالحة بين فتح وحماس يتبعها تشكيل حكومة وحدة وطنية وفتح معبر رفح بشكل دائم وتنتهي الخارطة باجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية لتجديد الشرعيات. من جانبه قال اكرم عطا الله الكاتب والمحلل السياسي إن الواقع صعب وقاس والمشكلة اعقد مما يتصور الجميع مشددا ان الشعب الفلسطيني امام دولة احتلال تقوم الليل بالنهار وهي تفكر في الفتك والاضرار بمصالحه. وقال ان اسرائيل تغلق كل الخيارات امام الفلسطينيين وخصوصاً منذ انتهاء عدوانها على القطاع العام الماضي موضحا ان حركة حماس والسلطة الوطنية تعيشان في مأزق صعب. واكد عطا الله ان الحل والتخفيف من ذلك هو المصالحة ولكنه اشار الى صعوبة تحقيق ذلك لان اسرائيل معنية ببقاء حكم حماس منفرداً بغزة لاطالة أمد الانقسام. وانتقد عطا الله اتفاق المصالحة لعدم مناقشته البرنامج السياسي واكتفائه بحل مشاكل سطحية لم تستطع من انهاء الانقسام داعيا الى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحزبية محذراً من استمرار معاناة مواطني القطاع اذا لم يسلم المعبر. ولفت إلى أن الاوضاع السياسية في فلسطين وصلت الى نهايته الطبيعية لان السلطة بدأت فقد دورها الوظيفي وقال ان أي خطة ستقدم عليها السلطة بما فيها حل نفسها لن تتم الا بالمصالحة، مشدداً على أن الاحتكام لصندوق الانتخابات هو الحل الامثل للخروج من الواقع. بدوره قال القيادي في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف انه مع انتكاسة الربيع العربي انهارت كل الامال بدعم وتدخل عربي جدي لتحرير فلسطين وانهاء معاناة الشعب. وأكد يوسف ان ما يجري في الدول العربية لا يسر ولا يخدم القضية الوطنية الفلسطينية لانها جميعاً تورطت في المشاكل موضحا ان اسرائيل استثمرت هذه الانهيار العربي من اجل ادارة الظهر لاي حلول ومكنت وجودها في الضفة الغربية والقدس وامعنت في ضرب وحصار قطاع غزة. وقال ان الوضع الفلسطيني الداخلي يحول دون وجود أي تقدم في مواجهة اسرائيل على كافة الصعد، وهذا ما ساهم في تدهور الاوضاع. وقلل يوسف من اهمية التدخل الدولي في التخفيف عن الشعب الفلسطيني لعدم جديتها واهتمامها الاكبر بالقضايا الدولية الأخرى. وأضاف يوصف ان ابو مازن يعيش واقعاً قاسياً وصعباً في ظل الظروف المحيطة والتطرف الاسرائيلي. واعتبر يوسف ان الاهتمام بالوضع الداخلي وانهاء الانقسام وانجاز المصالحة هو افضل رد على كل الظروف الحالية. وقال يوسف ان حل ازمة المعبر لا تحل من خلال تصريحات وانما بتفاهمات وجلسة حوارات بين الاطراف المعنية، مبيناً ان اشتراط ان تأتي حماس صاغرة لتسليم المعبر هو امر خاطئ وغير مجدي. وقلل يوسف من اهمية الضغط على الشارع من خلال استمرار اغلاق المعبر لتثويره، مؤكداً أن أي محاولة لاذلال حماس لن تنجح. واضاف ان حماس لن ترضى باخراجها من اللعبة السياسية مهما كان الامر معتبراً ان ما اثير حول قضية المعبر مؤخراً يأتي في هذا الاطار. |