|
حنان الحروب ... "زيتونة فلسطين"
نشر بتاريخ: 15/12/2015 ( آخر تحديث: 15/12/2015 الساعة: 19:10 )
بيت لحم - معا - عاشت في ازقة المخيم ، ومن المخيم كانت الحكاية، لم تمنعها سنوات التشرد والغربة من اكمال تحصيلها العلمي الذي يعتبره لاجئو الوطن سلاحهم الذي يمكن ان يدافعوا به عن حقهم ولكسب لقمة عيشهم، انها المعلمة المثابرة والمنتمية المعطاءة ( حنان حامد" عبيد الله " الحروب ) التي علمها المخيم معنى الانتماء للوطن كيف لا وقد ارتبطت بزوج اعطى واعطت عائلته الشيء الكثير لفلسطين .
اكملت دراستها الجامعية بعدما تزوجت من الدكتور عمرالحروب ، وتخرجت من جامعة القدس المفتوحة تخصص تربية ابتدائية في العام 2005 وبتقدير جيد جداً، ثم انتقلت للعمل في مديرية التربية والتعليم في محافظة رام الله والبيرة حيث يعمل زوجها في رام الله وهي الان تدرس طلاب المرحلة الاساسية في مدرسة سميحة خليل بمدينة البيرة . حنان الحروب واحدة من بين افضل 50 معلما في العالم كما اعلنت مؤسسة فاركي فاونديشن البريطانية التي تعنى بشؤون التعليم ،فهذه اجمل هدية قدمتها حنان الحروب ومن معها للمعلم الفلسطيني في يوم عيده لتثبت للعالم اننا قادرون على العطاء بالرغم من كل الالم . تقول " الحروب " في لقاء خاص بمعا عن مشاركتها في هذه المسابقة العالمية : ان صاحب فكرة جائزة المعلم العالمية هو السيد sunny varkey وتضيف " الحروب " تابعت المسابقة في العام الماضي في وسائل الإعلام وكم تأثرت للغياب الفلسطيني عن المسابقة .
ثم بدأت المنافسة بين المشاركين فقد تنافس اكثر من 8000 معلماً متميزاً من 148 دولة ، يحمل كل منهم قصة نجاح ، واستطاعت فلسطين ان تحصل على ثلاث مراكز من بين افضل 50 معلما على مستوى العالم ، حنان الحروب من محافظة رام الله والبيرة، والمعلمة فداء زعتر من نابلس، والأستاذ جودت خليل من ضواحي القدس ( المعلمون الخمسون من 29 دولة )ويكفي هنا ان نشير ان فلسطين حصلت على ثلاث مراكز من بين اربع مراكز حصل عليها الوطن العربي .
وحول ما قدمته من اجل المشاركة في المسابقة قالت :يتعرض أطفالنا للعنف بشكل مباشر من الاحتلال الاسرائيلي أو غير مباشر فالمشاهد اليومية القاسية والمؤلمة التي يشاهدها أطفالنا تؤثر عليهم بشكل سلبي وتشعرهم بعدم الآمان هم يستحقوا لأن يعيشوا طفولتهم كبقية أطفال العالم. فمنذ اليوم الأول في مهنة التعليم قررت أن أدخل الفرح والبهجة الى قلوب طلابي وأوفر لهم الأمن والطمأنينة في غرفة الصف كحد أدنى فالحد من العنف عن طريق التعلم باللعب واتبعت أسلوباً ومنهجاً لتحقيق هذه الأهداف وباللعب نغير من السوكات غير المرغوبة، وباللعب نتعلم، وباللعب أدخلت الفرح إلى قلوب أطفال محرومين من طفولتهم وعملت على توفير بيئة صفية آمنة وجاذبة للطالب فيها جميع الوسائل والأدوات والألعاب اللازمة لتحقيق ذلك. اي بمعنى نحن نلعب ونتعلم وقد اختفت الأنا والذاتية وحلت محلها لغة الحوار ، نلعب ونتعلم نهج عزز مفاهيم الديمقراطية في الصف ، نلعب ونتعلم نهج خلق روح التعاون وقبول الآخر ،فتغيرت شخصيات طلابي ومستواهم الأكاديمي، وأتمنى أن أكون قد قدمت للمجتمع الفلسطيني قادة وطن في المستقبل. وتابعت " الحروب " حديثها قائلة : قمت بتأليف كتاب " نلعب ونتعلم " موثق بالصور والأنشطة الصفية تتضمن ألعاباً وسائل، كما أعددت معرض وسائل وألعاب تعليمية فيها أكثر من 70 وسيلة ولعبة تعليمية وتربوية علاجية واثرائية وتمكينية لمبحثي الرياضيات واللغة العربية أغلب موادها من خامات البيئة. -إعداد بيئة صفية آمنة وجاذبة نشطة سِمَتها السلام الصفي، والفرح واللعب والتعلم -تم تكليفي بتصوير حصص للصف النشط وتوظيف أساليب التقويم البديل ورفعها على البوابة الالكترونية لوزارة التربية للاطلاع عليها من قبل المعلمين، بعد إطلاق الصف النشط من قبل وزارة التربية والتعليم العالي، وبتوجيه من قسم الإشراف التربوي في مديرية التربية والتعليم لمحافظة رام الله والبيرة. -ترتيب لقاءات لمدراء المدارس والمعلمين لحضور نماذج حصص بعد التدرب على الصف النشط وآليات التقييم فيه مع الإدارة العامة للإشراف، حيث تم التعرف على: 1- البيئة الصفية للصف النشط بزواياه المختلفة. 2- كيفية تطبيق الصف النشط في الصفوف الدراسية المختلفة. 3- الاستراتيجيات المتبعة التي تستخدم في الصف النشط. 4- التغيرات السلوكية والتحصيلية التي تطرأ على الطلبة في الصف النشط. 5- أساليب التقويم البديل التي تستخدم في الصف النشط التي دربت عليها الإدارة العامة للإشراف والتأهيل التربوي. 6- التعرف على أساليب التعزيز المتنوعة والمبتكرة. 7- حوسبة دروس في مبحثي الرياضيات واللغة العربية . إنجاز ورقة عمل مستقلة لكل فئة طلابية.-8 9- ترشيحي للمشاركة في ملتقى الإشراف التربوي ومؤتمر الصف النشط في بيت لحم الذي أطلقته الإدارة العامة للإشراف والتأهيل التربوي. 10- نشر صور للوسائل والألعاب التي استخدمها على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب صوراً وفيديو. وهذا ما أوصلني لأن أكون ضمن قائمة أفضل خمسون معلماً بالعالم. وحول الجائزة واهميتها اذا ما حصلت عليها قالت : الجائزة لا تعني لي فقط الحصول على المليون دولار ،فأن أكون من الخمسين فهذه جائزة ،وأن أكون من أفضل عشرة جائزة أعلى ، وأن أكون الأول فهي الجائزة الكبرى لوطني فلسطين. فوضع اسم دولة فلسطين على خريطة العالم فهي جائزة عظمى بالنسبة لي ، وأن يكون العلم الفلسطيني والكوفية ملتصقاً بصورتي فهي جائزة كبرى ، لنثبت للعالم أن شعب فلسطين هو شعب الجبارين بدءاً من المعلمين ،أن تكون قصتي قصة نجاح وتميز لتصبح نموذجاً يحتذى به ليسهم هذا التميز في رفع مكانة المعلم الفلسطيني والثقة به وبقدراته . لفت أنظار صناع القرار للإهتمام بالمعلمين وكما يقول اليابانيون إذا أردت أن تبني مجتمعاً متقدماً يجب أن يكون للمعلم هيبة القاضي واحترام العسكري وراتب الوزير حتى يكون حافزاً ومشجعاً للشباب للتوجه لمهنة التعليم. ولا بد من القول انني أوفر غالبية احتياجات صفي وطلابي مني شخصياً . كما انني اعتز وافتخر بترشيح وزارة التربية والتعليم العالي، ومديرية التربية والتعليم في محافظة رام الله والبيرة بقيادة الاستاذ ايوب عليان ، وأشكر الله العلي القدير انني كنت عند حسن ظنهم، وأشكر قسم الإشراف وعلى رأسهم رئيس قسم الإشراف الأستاذة هنية نزال ومشرفو المرحلة الأساسية وأخص بالذكر المشرفات إيمان ياسين، وسها عبد الحميد ومادلين عمرو على مساندتهم الدائمة لي. واقف احتراما لمديرتي الاخت انعام زيدان وكافة زميلاتي المعلمات وطاقم مدرسة سميحة خليل على تعاونه الرائع ، وجميع الزملاء مدراء معلمين ومعلمات |