|
الصراع الطبقي الفلسطيني
نشر بتاريخ: 15/12/2015 ( آخر تحديث: 15/12/2015 الساعة: 15:13 )
الكاتب: أحمد أبو دقة
صورة معبرة عن الطبقية الفلسطينية تختزل الكثير من طبيعة النزاع الداخلي الفلسطيني، موسى أبو مرزوق ومحمد نزال على مأدبة طعام في فندق فاخر لا أعرف ربما التقطت الصورة خلال زيارة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى ماليزيا إحدى دول التحالف بالنسبة لحركة حماس، صورة أخرى في غزة لفتاة تعيش في العراء مع أشقائها تحت المطر لأن منزلها هدم في الحرب الأخيرة ولم تجد من يعمره عقب استشهاد والدها على ثغر من ثغور الوطن خلال دفاعه عن القضية.. النزاع بين القيادة السياسية الفلسطينية و بين قاعدة المجتمع التي تعيش في وادي سحيق من الفقر و البطالة و الحصار و الإعتقالات و القتل وبين قيادة سياسية منعدمة المسؤولية و الضمير، خالد مشعل حينما ظهر في مقطع فيديو وهو يرد على شاب من غزة كان رده واضح "نريد مصالحة على قاعدة الشراكة و ليس الإحلال"، تصريحات مشعل لا تختلف كثيرا عن تصريحات مسؤولي السلطة في رام الله فالكل يريد التقاسم، تقاسم ماذا؟ الاستشهاد على الحواجز في رام الله أم الإعتقال أم التهجير من البيوت، أم المبيت في خيمة منذ الحرب الماضية التي شنت على قطاع غزة... هم يريدون شراكة من نوع آخر شراكة بطاقات "v.i.p" ويريدون شراكة في جمع الضرائب ويريدون شراكة في اقتسام الرسوم الجمركية على المعابر ويريدون شراكة في المساعدات التي تقدمها الجهات المانحة، إذاً في حقيقة الأمر الصراع دائر بين من يعيشون في الفنادق الفاخرة وبين من يعيشون في الوادي السحيق من الفقر و الحصار و القمع..
في معبر رفح الاسبوع الماضي وصلت ثمن الرشاوى التي تدفع 4 آلاف دولار لمكاتب معروفة في قطاع غزة وبإعتراف بعض المسؤولين في غزة، لماذا لا يتم ملاحقة هؤلاء؟ لأنهم يتقاسمون هذه الأموال مع جهات معينة أم نفوذهم كبير يسمح لهم بالتنسيق لشخصيات هامة عند السلطات المصرية... البسطاء من الناس تضيع أعمالهم و منحهم الدراسية و أصحاب المحسوبيات والواسطات يتم وضعهم في أولى الحافلات التي تغادر الجانب الفلسطيني، بحسب صديق لي يعمل على المعبر يقول يتم تغيير أرقام المسافرين في الحافلات بحسب أمزجة المسؤولين، من له قريب أو مسؤول أو حبيب يتم إدخاله في أولى الحافلات.. الرشاوى تدفع للجانب المصري أو عن طريق السفارة الفلسطينية.. لماذا الفساد يضرب المكون الفلسطيني أينما حل سواء في غزة أو رام الله؟! لماذا غيبنا رسالتنا الوطنية لصالح الفساد و المنافع الشخصية .. و التطبيل لزمرة من الفاسدين الذين تسلطوا على رقابنا .. مر عقد من الزمان دمر خلاله مستقبل مئات الآلاف من الشباب و البيوت و قطعت أرزاق الكثيرين ليس لأننا شعب لا يحب الحياة بل لأن عدداً من الأشخاص لا يتجاوزون أصابع اليد يتنقلون بين أحضان الغرب و الشرق من أجل مصالحهم.. متى يلفظ هذا الشعب الغبار عن كاهله ويبدأ باستعادة عافيته ويطرد المتصارعين ويطرد الاحتلال معهم إلى غير رجعة... متى نتخلص من سلبيتنا و البقاء متفرجين على مستقبل قضيتنا يضيع؟! |