وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مأساة مواطن فلسطيني بين خطأ طبي ورفض اسرائيلي من السفر بحجة "الامن"

نشر بتاريخ: 19/10/2007 ( آخر تحديث: 19/10/2007 الساعة: 16:13 )
غزة -معا-اجرى اللقاء ايمان ابو العدس- بيت بسيط لأقصى الحدود, فيه قدر ماء يغلي في زاوية غرفته الأولى، وباقي المنزل كله محصور في غرفته الثانية التي تمثل البيت كله, هذا هو الوصف المنطقي لبيت تيسير الملاحي (53 عاما ) أحد مواطني قطاع غزة رب أسرة تتكون من عشرة أفراد لا معيل لهم إلا هو, محتجز كالبقية الباقية داخله، لكن علامته الفارقة عن البعض هو انه بأمس الحاجة للعلاج في الخارج بعد إصابته بمرض السكري وإجرائه عملية قسطرة فاشلة تسببت في إلحاق ضرر جسيم برجله اليمنى التي لم يعد يشعر بها، وتدهور حالته الصحية وحاجته لإجراء عملية قلب مفتوح على وجه السرعة .

هذه الأمراض وتشخيصاتها أيضا أرفقت مع ملفه الطبي لطلب إذن الخروج من القطاع لتلقي العلاج في إسرائيل أو مصر والرد كان كلمتان "مرفوضا أمنيا"، بالرغم من أنه رجل طاعن في السن ولا يقدر على الحراك لفتح الباب لنا الا انه حكومة الاحتلال تعده خطرا على أمنها !.

وتحدث الملاحي بصوت اوشك على الاختفاء :" أجريت عملية القسطرة لكن الطبيب أخطأ وشق جرحا في ساقي ولا يمكن أن يلتئم الجرح لأني مصاب بالسكري والآن أنا حبيس البيت أو نزيل في المستشفى بشكل شبه يومي".

واكد تيسير الملاحي انه قدم طلبه لعبور الحدود للعلاج عدة مرات وقوبل بالرفض حتى تمت الموافقة بعد عناء طويل ولكن تكلفة نقله بالإسعاف المقدرة بـ 2500 شيكل لم تكن بحوزته فاضطر لجمع المبلغ لكن بعد انتهاء الموعد، محاولاً بعدها تقديم طلبه مرة أخرى للحصول على التصريح ذاته لكنه رفض أربع مرات.

واضاف :" لم أكن أملك المبلغ لدفع تكلفة الإسعاف وحين طلبت تصريح فيما بعد قالوا أني خطر على الأمن ! أنا لا أشكل خطرا على أحد ! ".

أما بشأن عملية القسطرة الفاشلة التي أجراها فقال:" كان خطأ من طبيب وانا املك الأوراق اللازمة لإثبات ذلك لكن ما من قانون يرد لي حقي أو يعيد لي ما فقدت من صحتي فجرحي لن يلتئم والطبيب لن يعاقب أو حتى يعتذر".

في محاولة أخيرة لا زال تيسير ينتظر ردا جديدا, ردا لا يحتوي على "مرفوض أمنيا " كي تتاح له فرصة تلقي العلاج التي يمكن ان تخفف أوجاعه المستمرة من إخفاق طبيب ضيع الأمانة، وبطش عدوان اسرائيلي، وفقر متقع كان من حظه .