|
عائلة علقم بين نارين ومرارتين
نشر بتاريخ: 21/12/2015 ( آخر تحديث: 21/12/2015 الساعة: 22:00 )
القدس- معا- بين نارين ومرارتين.. تعيش عائلة الطفل علي ايهاب علي علقم 12 عاماً، نار ومرارة البعد عنه بعد حجزه داخل مؤسسة "مغلقة"، ونار ومرارة الخوف على مصيره ومستقبله لاحتجازه مع فتية أكبر منه سناً موقوفين على خلفية قضايا وتهم جنائية.
وبقرار من محكمة الصلح تم احتجاز الطفل علي في مؤسسة مغلقة تابعة لما تسمى وزارة الرفاه الاسرائيلية "اصلاحية"، وذلك بعد اعتقاله على خليفة تنفيذه عملية طعن بالاشتراك مع ابن عمه معاوية علي 14 عاما داخل القطار الخفيف في مدينة القدس بداية الشهر الماضي، علما أن علي اصيب بثلاث رصاصات ووصفت حالته بالخطيرة، ومكث في المستشفى لمدة اسبوعين، وتم تحويله مباشرة الى المؤسسة الداخلية. وعقدت مؤخرا جلسة في محكمة الصلح الاسرائيلية للنظر بطلب محامي الدفاع عن الطفل علقم لاعادة النظر بقرار القاضي بأن يكون الطفل تحت رعاية الشؤون الاجتماعية لفترة زمنية مدتها 3 أشهر، حيث استند القاضي الى قانون "رعاية القاصر" لعام 1960، والذي ينص على أحقية نقل الطفل من رعاية اهله الى رعاية الشؤون الاجتماعية "حفاظا على سلامته". وخلال الجلسة تم الاحتجاج على مكان احتجاز الطفل والفترة الي سيقضيها وطريقة اتخاذ القرار وشروط احتجازه، حيث قرر الحاكم أن يخرجه من رعاية أهله لرعاية الشؤون الاجتماعية بحجة الحفاظ على سلامته، وطلب القاضي من الشؤون تقديم تقريرها المفصل عن حالة الطفل خلال شهر، وفحص امكانية علاجه بمكان آخر، علما أن فترة احتجازه داخل المؤسسة قابلة للتجديد. والد الطفل.. تلاعب لاحتجاز الطفل داخل المؤسسة الداخلية! أما والد الطفل علي فقد أكد أن احتجاز الطفل داخل المؤسسة تم بطريقة التضليل، وقال :"يوم الإصابة فهمت من موظف الشؤون الاجتماعية أنه ينبغي التوقيع على ورقة تفيد موافقتي على (اشراف الشؤون الاجتماعية على علاج علي الصحي) وللمطالبة بعدم وجود الشرطة خلال علاجه، حيث يؤثر وجودها على نفسيته، وبالفعل وقعت على ورقة باللغة العبرية "اعتقدت أن بنودها حسب ما أخبرت به" كما أمسكت بيد علي "الذي كان فاقدا للوعي" ووقعته على الورقة أيضاً، لكني تفأجئت بأني وقعت على ورقة تفيد بأني لا استطيع الاعتناء بابني، وبالتالي تحويله الى المؤسسة الداخلية باشراف الشؤون". وعقدت جلسة سرية بين القاضي والشؤون قبل شهر، حول عدم قدرة الاهل على الاعتناء بالطفل، وقالت الشؤون إن الاهالي غير متجاوبين ولم يتمكنوا من الحضور، وابرزت الورقة الموقعة، حيث قالت الشؤون أن ذويه موافقون على ذلك، وبعد ذلك تم الطعن بالقرار بعد توكيل محام خاص لمتابعة شأن علي. الوضع النفسي للطفل علي.. وخلال "جلسة الطعن بقرار المحكمة" أكد الطفل علي علقم أنه يريد العودة الى المنزل، ولم يذكر أنه وقع على أي ورقة حول عدم اهتمام أهله به. وإضافة الى الطفل فإن ذويه يعانون أيضا من وضع شبيه (خاصة انهم اعتقدوا أنه استشهد بعد اطلاق الرصاص عليه)، حيث قال والد :"نخاف على علي من التأثر بمن حوله في الاحتجاز وانجراره وراء العادات السيئة، لأن أعمارهم بين 15-19 عاما وهم 8 داخل غرفة واحدة، فيما يعتبر علي أصغر طفل عندهم، المحتجزين مع علي جميعهم على ذمة قضايا سرقة وقتل واغتصاب..، مما يزيد من سوء وضعنا وقلقلنا عليه". وقال والده :"نزوره مرة في الاسبوع بين ساعة الى ساعتين داخل ساحة المؤسسة التي تقع في عكا، وقبل الدخول يتم تفتيشنا ومصادرة هواتفنا النقالة". وأشار والده :"نتغلب على المسافة التي بيننا بزيارته، وبالحديث اليه بالهاتف مرتين بالاسبوع لمدة (4 دقائق ونصف فقط،) حيث له بالاتصال على رقم واحد فقط (الاب أو الام)، نشعر بأنه في مكان غير آمن، وخوفنا أنه محتجز مع كبار بالسن". وأضاف والده :"وضعه الصحي في تحسن، لكنه يعاني من صعوبة في المشي وهو بحاجة لعلاج طبيعي لم يتلقى أي منه حتى اليوم، وذلك يؤثر على حركته وتنقله ويزيد من أوجاعه". أما أشقائه (عمر وريم وعثمان) فهم يفقدونه ويسألون عنه باستمرار، هم بحاجة له وهو كذلك... علي بحاجة لحنان والدته ورعاية والده ووجود اشقائه حوله... علي بحاجة الى مدرسته داخل المؤسسة يتعلم اللغة العبرية والمدنيات فقط... الاحتجاز يؤثر سلبا على وضعه النفسي وعلاقاته الاجتماعية وتحصيله الدراسي" يقول والد علي. |