وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سقوط بلاتر وبلاتيني يزيد من فرص الأمير علي بالفوز

نشر بتاريخ: 22/12/2015 ( آخر تحديث: 23/12/2015 الساعة: 15:43 )
سقوط بلاتر وبلاتيني يزيد من فرص الأمير علي بالفوز

عمان- معا : وأخيرا سقط "زعيم العصابة" بـ"الضربة القاضية"، بعد أن أعلنت غرفة الحكم في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس، إيقاف الرئيس المستقيل السويسري جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي للعبة الفرنسي ميشال بلاتيني لمدة 8 أعوام عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم في قضية "دفع غير شرعي" من الأول الى الأخير العام 2011 يصل الى مليوني دولار عن عمل قام به الفرنسي لمصلحة الفيفا بين 1999 و2002.


وإذا كان القضاء الداخلي للفيفا أسقط تهم الفساد عن بلاتر وبلاتيني، لكنه اتهمهما بـ"تضارب المصالح" و"سوء الإدارة".

فضائح الفيفا التي انتشرت بسرعة فائقة خلال الأعوام القليلة الماضية، كشفت أن "إمبراطورية كرة القدم العالمية" كانت تدار وفق نهج فاسد وبعقلية العصابة، التي تريد أن تجني أموالا طائلة بطرق غير مشروعة، من دون الالتفات إلى فلسفة الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص، القائمة على المنافسة الشريفة والروح الرياضية العالية، لكن تلك القيم اختفت وتم استبدالها بأخرى مبنية على الرغبة في الحصول على مكاسب مالية بطرق غير قانونية.

صحيح أن بلاتر وبلاتيني يملكان فرصة الاستئناف أمام الفيفا ثم بعد ذلك أمام محكمة التحكيم الرياضي، لكن الحقيقة تؤكد أن "اللعبة انتهت"، وأن الرجلين خرجا من الباب الضيق لكرة القدم، بعد أن ثبتت التهم عليهما أسوة بعشرات الفاسدين الآخرين الذين تم الكشف عن فسادهم وتم إيداعهم السجن، وآخرين لم يتم الكشف بعد عن فسادهم والأيام المقبلة ستكون حافلة بمزيد من الكشف عن مواطن الفساد التي ضربت جسد كرة القدم.

رئيس جديد منتظر
الانتخابات المقبلة على منصب رئيس الفيفا المقررة في 26 شباط (فبراير) المقبل، ستحدد هوية رئيس جديد قادر على قيادة اللعبة وتخليصها من أوجه الفساد والتعامل مع الواقع بعقلانية وشفافية، فلم تعد النظرة الى الفيفا قائمة على الاحترام بل التشكيك بمصداقيتها ونزاهتها جراء الكم الكبير من قضايا الفساد المعلنة وغير المعلنة.

ما يهمنا أن سمو الأمير علي بن الحسين سيخوض سباق الانتخابات أمام أربعة مرشحين حتى اللحظة وهم: أمين عام الاتحاد الأوروبي جياني انفانتينو ورئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن ابراهيم والفرنسي جيروم شامباني والجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل والليبيري موسى بيليتي.

الأمير علي واثق من نجاحه
المؤشرات الحالية تؤكد أن سمو الأمير علي بن الحسين الذي قام بزيارة العديد من البلدان في مختلف القارات، واثق من نجاحه في الانتخابات اذا تمت بشكل نزيه ومن دون تدخل خارجي وتأثير على الجمعية العمومية للفيفا، لكنه سيواجه منافسة شرسة من المرشحين انفانتينو والشيخ سلمان، اللذين قد يوحدان جهودهما ويتفقان على انسحاب أحدهما لصالح الآخر، بعد أن ظهرت تسريبات في الصحف العالمية تشير إلى احتمال انسحاب انفانتينو لصالح سلمان، على أن يحظى الأول بمنصب أمين عام الفيفا وبصلاحيات واسعة.

المرشحون الآخرون شامباني وطوكيو سيكسويل وبيليتي ربما ينسحبون تباعا من السباق لضعف فرصتهم في المنافسة؛ حيث تبدو حملاتهم الانتخابية ضعيفة أسوة بفرصهم في الوصول إلى منصب الرئيس.

الاحتمالات متعددة، فيمكن أن يستمر انفانتينو والشيخ سلمان في السباق الانتخابي منفردين في مواجهة الأمير علي، ومن ثم سينسحب الأضعف لصالح الأقوى بعد إجراء الجولة الأولى من الانتخابات، لأن المؤشرات تؤكد صعوبة حسم الانتخابات من الجولة الأولى، لعدم قدرة أي من المرشحين على امتلاك ثلثي أصوات أعضاء الجمعية العمومية البالغ عددها 209 أصوات، فيما تحسم الجولة الثانية طبقا لقاعدة "النصف واحد".

زيارات الأمير علي لمختلف القارات أوضحت أمامه جملة من الحقائق بالنسبة لمدى تأييد تلك الاتحادات، وإن كانت الانتخابات السابقة أعطت دلالات بأن كثيرا من الوعود التي أعطيت للأمير علي لم تكن صادقة؛ حيث حصل سموه على 73 صوتا مقابل 133 صوتا لجوزيف بلاتر.
المشهد الانتخابي
المشهد الانتخابي يشير إلى انقسام داخل القارتين الأوروبية والآسيوية؛ حيث لا يتوفر الإجماع على شخص واحد، وفي حال انسحاب المرشحين الأفريقيين، فإن أصوات هذه القارة ستتوزع بين المرشحين أسوة بقارات أميركا الجنوبية وأوقيانوسيا والكونكاكاف.

وعدم وجود بلاتيني كمرشح وبلاتر كرئيس سابق في المشهد الانتخابي المقبل، سيساعد الأمير علي على امتلاك فرص أفضل للفوز، لاسيما وأن سموه يملك قاعدة انتخابية طيبة في أوروبا حيث دعمته بشكل ملموس في الانتخابات الماضية، لكن المشكلة الأهم التي تواجه الأمير علي، تتمثل في التحشيد الذي يتم لأعضاء الجمعية العمومية لدعم رئيس الاتحاد الآسيوي، وهذا كان واضحا حتى في الانتخابات الماضية بعد أن تم إجبار اتحادات آسيوية كثيرة بطرق ملتوية على التصويت لصالح بلاتر.

الغد الاردنية

تيسير محمود العميري
[email protected]