وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"نتنياهو" 2016

نشر بتاريخ: 27/12/2015 ( آخر تحديث: 27/12/2015 الساعة: 13:46 )
"نتنياهو" 2016
الكاتب: خالد معالي
"نتنياهو 2016؛ سيختلف عن 2015؛ فهو سيتراجع داخليا وخارجيا وسيضغط كثيرا؛ وسيبقى يعاني ويدفع ثمن اعتداءاته واحتلاله؛ ولكن هذه المرة بفاتورة مرتفعه كثيرا ستطيح به؛ حيث من المرجح أن تتطور المقاومة الفلسطينية أكثر، وتتعلم وتستقي العبر من عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار خلال ثلاثة أشهر من انتفاضة القدس.

يقر كتاب ومفكروا دولة الاحتلال أن انتفاضة القدس تفاجئوا فيها؛ وذهلوا من جرأة وإقدام الشباب الفلسطيني على الاستشهاد بثلاث عمليات يوميا؛ وهو ما دفعهم للقول أن العمليات لاحقا ستتطور نحو العمليات المؤلمة أكثر وقد تكون تفجيرية استشهادية؛ وهو ما يعرفه "نتنياهو" ولكنه يكابر ويعاند كعادة الطغاة والمستبدين عبر التاريخ المغرورين بقوتهم وبطشهم وجبروتهم الفاني.

صحيح أن "نتنياهو" سيبقى ساخرا من المجتمع الدولي، ولن يتغير من ناحية تنكره للحقوق الفلسطينية وسيدخل عام 2016 بالمزيد من الصلف والتحدي للمواثيق والقوانين الدولية، وعمليات التوسع الاستيطاني؛ ولكنه هذه المرة ستكون كلفة الاحتلال مرتفعة جدا ولا يوجد استيطان رخيص كما كان قبل ذلك.

عام 2016 سيواصل "نتنياهو"؛ الضغط على السلطة وابتزازها كونها لا تملك أوراق قوة وضغط عليه؛ وسيتواصل الاستيطان وإذلال الفلسطينيين على الحواجز، وحملات الاعتقال اليومية في مختلف مناطق الضفة الغربية.

سيستغل "نتنياهو" كونه ثعلب ماكر؛ حالة التيه العربي والانقسام الفلسطيني الفلسطيني والفتن العربية المشتعلة لأبعد درجة؛ ولسان حاله يقول: ما دام الميدان خال؛ ولا توجد ضغوط حقيقية، والعرب والمسلمون يكتفون بالفرجة، ولا يتقنون غير الشجب والاستنكار، فلماذا أتوقف عن تهويد القدس والضفة؟!

سيبقى "نتنياهو" 2016يراوغ ويماطل، ويبذل جهودا كبيرة لإنهاء انتفاضة القدس؛ ستبوء كلها بالفشل الذريع؛ وهو في المحصلة لا يوجد شيء عنده ليقدمه بالمجان دون مقابل، وليس في عجلة من أمره؛ إلا بقدر ما تضغط عليه الانتفاضة.

"نتنياهو" 2016 سيكثف من غاراته على غزة بمقدار تقدم وتطور الانتفاضة؛ إلا انه لن يقدر أو لا يريد أن تكون حربا تقصف فيها"تل الربيع " تل أبيب من قبل حماس، وهو وان كان يملك قوة اكبر بأضعاف من الفلسطينيين ألا انه يعلم أن هناك حدود لاستخدامها لا يمكنه القفز عنها؛ وإلا وقع في المحظور الاستراتيجي الإقليمي والعالمي.

"نتنياهو" 2016 ستتراجع مكانة دولته؛ وسيستقبل المزيد من الوفود لتهدئة الأوضاع ولوقف الانتفاضة إنقاذا لدولة الاحتلال من الفناء اللاحق؛ ففي عالم السياسة اليوم لا يعترفون بالضعيف وحقوقه؛ بل بالمصالح، وبالقوي وشروطه والتي يتبجح بها "نتنياهو" صباح مساء، بفعل الدعم الغربي والأمريكي له.

"نتنياهو" عام 2016؛ سيواجه جبهة فلسطينية قوية وعنيدة؛ صلبها وقوامها؛ الإيمان والإرادة والأحقية بالنصر وانتزاعه من الظلمة، والبحث عن أوراق القوة التي يمكن من خلالها الضغط على "نتنياهو" وإخضاعه كما أخضعته غزة وهدم 18 مستوطنة واندحر منها يجر أذيال الهزيمة والعار.

"كطي السجل للكتب"؛ طوى عام 2015؛ وسيطوى عام 2016؛ لكن هذه المرة بعد أن يوجع الاحتلال في مقاومة نوعية واعية؛ تجعل ثمن الاحتلال مكلفا وباهظا؛ ويفكر جديا بالرحيل، غير مأسوفا عليه، "وما ذلك على ربك بعزيز".