|
هيئة الأعمال الخيرية تقدم حواسيب محمولة لثلاثة طلاب
نشر بتاريخ: 27/12/2015 ( آخر تحديث: 27/12/2015 الساعة: 14:35 )
نابلس- معا- الطموح الذي يلازم الطالب الجامعي سيف الدين ربحي منصور "19 عاما" من مدينة نابلس منذ صغره، أن يصبح في ذات يوم قاضيا يحكم بين الناس بالعدل، رغم إصابته بسرطان الدم وتشمع الكبد واستئصال جزء من الطحال، في وقت تحلم فيه الطفلة زينب عبد الله دراغمة "12عاما" من مدينة طوباس، بأن تصبح مهندسة ديكور، بينما ترنو عينا رزان جمال خلايلة "16عاما" من رام الله التحتى، إلى دراسة الطب لتعالج المرضى مجانا.
واستهدفت هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، هؤلاء الطلبة الثلاثة بتقديم منحة كانت عبارة عن جهاز حاسوب محمول لكل واحد منهم، بما يشجعهم على تحقيق المزيد من التفوق في دراستهم ويمكنهم من تحقيق أحلامهم، وذلك في إطار مشروع "حاسوب الطالب المتفوق". وفقد سيف الدين، والده قبل سنوات عندما توفاه الأجل ليصبح يتيما تتولى راعيته والدته كما هو الحال بالنسبة لأشقائه أل12. ويعاني منصور طالب السنة الأولى في كلية الحقوق بالجامعة العربية الأميركية، من سرطان في الدم، وتشمع في الكبد، وتحرشف في الجلد يتطلب استخدام أدوية ومرطبات جلدية بشكل مستمر، عدا عن معاناته من تضخم في الطحال ناتج عن وجود تكيفات في الكبد استدعى استئصال جزء من الطحال ولم يكن يتجاوز من العمر ثماني سنوات، بما يجعله عرضة لالتهابات شديدة ومتكررة، بحسب التقارير الطبية التي بحوزته. تقول والدة منصور، إنه بحاجة إلى متابعة طبية مستمرة وتناول العلاجات باستمرار حتى لا تتدهور حالته الصحية، خصوصا وأن المرض الجلدي سيلازمه مدى الحياة، بحسب تأكيدات الأطباء، ولتي تثبت إصابته بأمراض خطيرة وسرطان في الدم. القاضي الصغير وبالرغم من كل ذلك، لا يزال سيف الدين، متمسكا في حلمه باستكمال دراسة الحقوق حتى يصبح قاضيا يحكم بين الناس بالعدل، على حد تعبيره، وهو حلم يلازمه منذ الصغر، ويحرص على التمسك به رغم الأمراض الخطيرة التي يعاني منها. وبحسب ما تقوله الأم التي تعاني هي الأخرى من عدة أمراض وبحاجة إلى إجراء عملية لزراعة شبكية في القلب: "كان سيف الدين يرتدي الطربوش ولم يكن يتجاوز من العمر ست سنوات، ويصور نفسه على شكل قاض يحكم بين أخوته، واستطاع حفظ القرآن الكريم كاملا، وحصل في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة على معدل 94%، رغم أنه كان بإمكانه أن يحصل على معدل أفضل من ذلك بكثير". ويعول سيف الدين كثيرا على الحاسوب المتنقل الذي حصل عليه من هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، في تمكينه من إعداد الأبحاث والمشاريع ذات الصلة بتخصصه في دراسة الحقوق، وهو أمر من شأنه أن يساعده على تحقيق المزيد من الإبداع والتفوق، ويساعده في استكمال دراسته الجامعية. حكاية أخرى وللشقيقتين زينب "12عاما" وآيات عبد الله دراغمة "11عاما"، من مدينة طوباس، حكاية أخرى، فهما يتيمتا الأب والأم، وتتولى عمتهما إقبال "50عاما"، مسؤولية تربيتهما بعد وفاة والديهما. تقول العمة إقبال، إن زوجة شقيقها والدة الطفلتين زينب وآيات، توفيت في العام 2007، عندما كانت ضحية لرصاصة طائشة أصابتها بمقتل، وهي تقطع الشارع العام في طوباس، وتحمل بين يديها ابنتها آيات التي لم تكن تتجاوز الشهور الستة من عمرها. وتضيف، إن والدة الطفلتين توفيت على الفور، وتوفي الوالد بعد أقل من عام ولم يكن يتجاوز من العمر 32عاما، حزنا على رحيل زوجته ليتركا هاتين الطفلتين تواجهان عالما من المجهول، في وضع دفعها إلى تبنيهما والعزوف عن الزواج، بعد أن نذرت حياتها من أجل تربيتهما. وتعمل العمة ممرضة في مديرية الصحة، وتحرص على أن تتعامل مع ابنتي شقيقها الراحل كمعاملة الأم إن لم يكن أكثر من ذلك، وهي تطمع بالأجر والثواب من رب العالمين، كما قالت. وحصلت زينب المكفولة من قبل هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية ضمن برنامج الرعاية الشاملة للأيتام وكفالتهم، على جهاز حاسوب متطور تسلمته من الهيئة. مهندسة ديكور وقالت، إنها تطمح في ذات اليوم بأن تصبح مهندسة ديكور، بينما تحلم شقيقتها آيات في أن تصبح معلمة لتنشئة الأجيال. وأضافت، إن جهاز الحاسوب الذي حصلت عليه من هيئة الأعمال، يعني الكثير بالنسبة لها، ومن شأنه أن يساعد على تنمية مهاراتها في عالم هندسة الديكور وإنجاز الأبحاث المدرسية خلال فترة دراستها. أما الطالبة رزان جمال خلايلة "16عاما"، فحضرت إلى مقر هيئة الأعمال الخيرية الرئيس في مدينة جنين، كما هو الحال بالنسبة للطالب سيف الدين منصور والشقيقتين الطالبتين زينب وآيات دراغمة، من أجل تسلم جهاز الحاسوب المحمول، برفقة والدها المريض. وقالت خلايلة طالبة الصف العاشر الأساسي في مدرسة بنات عزيز شاهين الأساسية بمدينة رام الله، إنها تحلم بدراسة الطب حتى تعالج المرضى مجانا، وهو حلم يلازمها منذ الصغر وتحرص على تحقيقه مهما بلغت التحديات. مشاريع وأبحاث وأكدت، أن الحاسوب الذي تسلمته سيساعدها على إعداد المشاريع والأبحاث، والحفاظ على تفوقها في دراستها على طريق تحقيق حلمها. ووفقا لما قاله الأب، فإن رزان التي رشحتها لجنة أموال زكاة رام الله للحصول على منحة الحاسوب المحمول من هيئة الأعمال، الصغرى من بين أبنائه السبعة الذين يمتازون جميعا بذكاء شديد أهل البعض منهم للحصول على منح دراسية، وهو ما خفف عنه من أعباء دراسته. يقول خلايلة، إن جميع أبنائه وبناته متفوقين في دراستهم، وهو أمر ساعده على تحمل بعض نفقاتهم، رغم أوضاعه الاقتصادية الصعبة، ومعاناته من الجلطة والضغط والسكري والكلى. وتابع، إنه كان يعمل في مجال الدهان حتى أصابته الأمراض فأصبح متعطلا عن العمل في وضع جعل من الصعب عليه تحمل نفقات دراسة أبنائه المتفوقين ممن ليس لهم ذنب أن يحرموا من التعليم بسبب الأوضاع الاقتصادية البائسة لأسرتهم التي تتلقى مساعدات من قبل لجنة أموال زكاة رام الله. مشروع متكامل. وبحسب مفوض عام هيئة الأعمال في الضفة الغربية، إبراهيم راشد، فإن الهيئة مستمرة في تنفيذ هذا المشروع في إطار عمل متكامل تهدف من خلاله إلى الإسهام الفاعل في تطوير القطاع التعليمي في الأراضي الفلسطينية، وحث الطلبة المبدعين والمتفوقين من ذوي الحالات الخاصة تحقيق المزيد من الإبداع والتفوق ليكونوا عناصر بناء لمجتمعهم، وفي المقدمة منهم أصحاب الحالات الاجتماعية أمثال الطلبة الثلاثة منصور ودراغمة وخلايلة. وأشار راشد، إلى أن هؤلاء الطلبة استحقوا بجدارة الحصول على أجهزة حاسوب محمولة متطورة من شأنها أن تحدث فرقا في حياتهم الدراسية، وتسهم في تمكينهم من الحفاظ على تفوقهم الأكاديمي وتحقيق أحلامهم. وشدد، على اهتمام هيئة الأعمال في التركيز على تطوير القطاع التعليمي في فلسطين من خلال عدة أشكال ووسائل من بينها الاهتمام بالطلبة المتفوقين وتحديدا الأيتام وذوي الحالات الاجتماعية منهم، وذلك في إطار مذكرة التفاهم الموقعة ما بين هيئة الأعمال ووزارة التربية والتعليم العالي لتطوير القطاع التعليمي، والتي تضمنت إطار عمل ناظم ومكثف ومحدد يسهم في تطوير آفاق النهضة التعليمية المرجوة في ظل ما تواجهه من تحديات وتهديدات، وإحداث نقلة نوعية في القطاع التعليمي، والوصول إلى الطلبة في التجمعات السكانية الأكثر تهميشا، بما ينسجم وسياسات الوزارة ورؤيتها الهادفة إلى تطوير القطاع التعليمي والتربوي وتبادل المعلومات وبناء منظومة تربوية شاملة. ولفت راشد، إلى أن تكريم المتميزين والمبدعين من طلبة المدارس والجامعات، إضافة إلى ترميم وإعادة تأهيل العشرات من المدارس في جميع أنحاء فلسطين، يأتي من منطلق إيمان هيئة الأعمال بأهمية القطاع التعليمي، وهي حملة مستمرة قدمت الهيئة في اطارها عشرات الحواسيب لافراد من ذوي الحالات الخاصة او لمراكز تعنى بهم. |