|
النُّبـوءات
نشر بتاريخ: 29/12/2015 ( آخر تحديث: 29/12/2015 الساعة: 16:48 )
الكاتب: المتوكل طه
1- بعد قليلٍ سيكون الزّيتُ وحيداً على شَجره ؛ خائفاً مثل أصحابه المرُهقين وتضيقُ الأكنافُ بِمَنْ فيها وتبلغُ القلوبُ المشانق . -2- اثنتانِ وسبعونَ مذبَحةً للنّازلين ، والتّيهُ الأخيرُ للأبناءِ المعقوصين بالآلة . وهارمجيدّو غرابُ الصّلوات الغَارب ، والحفرُ التي ستظلّ فاغرةً فَمَها . -3- الأنفاقُ المُضاءةُ بالموسيقى والنُّور ستضرِبُها الظُلمةُ والشُذّاذ ، ويقفُ الجرذُ محدّقاً في الصّمت ينتظرُ الجثثَ العائمة . -4- النّباتُ المُعدي من الطّحينِ المدفونِ ، وبعدَ خَمسينَ سيكتشفونَ المعدنَ العُضال .. والأسماكُ لم تَنتحرْ بوعيٍ سلبيٍّ .. إنه السّفيهُ المذرورُ .. العَميق . -5- الولدُ الذي فؤادهُ في الغمامِ ووجههُ إلى الأمام تُسلِّمُهُ المملكةُ اللاتينيةُ رايتها البيضاءَ .. وتنقلبُ عليه ثانيةً ، وتسلُّقهُ فتصبحُ أعشاشُ طَوطمِها رماداً . -6- كأنه الكوكب الذي يتبع أنفاس الأيل يَحشونهُ بُغلالاتٍ مَسمومةٍ وانكشاريين ، وبعد الزّلزال النّافث والمقصَلة المجرورة لن تَعودَ المناماتُ لتذكّرنا بأبناءِ الأفران . -7- غداً ، للأصفر الذي يَرعى الكِلاب ، وبعد غدٍ للحاذقِ الذي يَنْسِل النّبالَ ، وبَعدهُ لأصدقاء الشّجرِ وشلالاتِ الغُروب ، والنّهايةُ من مَحظيّات الصّحراء . -8- يتخفّفون من الوبرِ والحريرِ ويعدّون للمجاعةِ القَاصِمة .. ولِمَحرقة المثليّين بعدَ مائةٍ تبدأ فتنةُ الانشطار ويَحارُ الآباءُ بالأبناء . -9- بعد شَوكِ السِّتينِ والوحلِ والصّدأ تلتقي الجداولُ والأكواخُ والقناديل .. وبعدَ أن يُعمِّموا كتابَ الشّفقِ يَصعدونَ الجُلجُلةَ ، ويَبدأُ طَقسُ إضاءةِ الجَماجِم . -10- في البلدِ المنـزوعِ من قلبهِ ، سيحرقون بيوتَ صلاةِ الآخرين ، ويُمْسِكُ الأميرُ العنيفُ المواقدَ من أعناقِها ، ويستدير بِحُمولته الثّقيلة . -11- خلفَ البِلَّورةِ ذئبٌ ، واللّحمُ الفائضُ رَصاصُ المدارك ، والصّوتُ المُهَشَّمُ صَليبُ الطّيفِ .. وثَمّةَ جنسٌ رابع . -12- بضعة أعوامٍ كأنّها آلافُ في الجحيم .. وطوبى لمَنْ ظلّ تَحتَ برتقالةِ الصّخرة لأنّهم سيهدمون.. وسيبنون .. انتبهوا : سيهدمون، ويردمون الآبارَ الصّافية . -13- أليأسُ قهوتُنا الباردةُ أياماً وشهوراً والمُتَخفَّي خيطُ الدّم الذي ينَوس ! وحدنا مع قشعريرةِ الكآبةِ .. ثم تَخوضُ الخيولُ حُفرةَ العنّاب . -14- يَقطعون ذَيل النّهرِ العَريض فيرتبكُ الشّمالُ ، ويتخبّطُ المؤمنون وينهدمُ العجيبُ الحجريُّ بفعلٍ مُريب إلى أن يَخرجَ الخطيبُ المفوّه من القطن . -15- قطعٌ معدنيةٌ كأنّها سجونٌ ولها تيجانٌ تقتطعُ لغتها حدوداً وفقراً ويشطحُ البحرُ بتماسيحهِ المالحة .. دماءٌ لا تتخثّر حتى الامّحاء . -16- من السّوافي رغيفهُ وسرجهُ الخفيف ، يَحفظ القولَ ويكرهُ أن تناله اللّغات ، يخيطُ عجلاته بِهدوءٍ ويصنعُ الشّبكةَ الخرافيّة ويَجمع الحدودَ .. كأنّه نَبِـيّ . -17- الزُّمَرُ التي أقامت هناك طويلاً سيحفرون تَحتها بالسّكاكين والألوان ، ويَسألون عن شكلِ الختان .. وتعود مُثْخنةً إلى لَهجتَها . -18- سيحمل اللّؤلؤة على شَعره الفلفليّ ويضع قناعاً على ندبته النّافرة ، ألوانهُ متوحشةٌ ، مثل رقْصَتهِ المُضحكة ! يكرههم .. ونُحبّه ، وتدهمهُ الدّواب . -19- المُحَبِّر المعروفُ الذي أنكرَ السّماء خاسرٌ لأنّه نطقَ بِما يريدونه ، ويَجهله .. أمّا الفضّة التي أخذها منهم فإنّ شريانه يُبَلّلها أمامَ المنصَّة . -20- بعد نقلتين ، ما تتخيّله واقعٌ ؛ نصفُ خريطةِ الجسد ، الطّيرانُ وحيداً بِجَناحٍ خلفي ، والتّابوت الزّجاجيّ الخاص . -21- الكاتبُ الذي آلموهُ كثيراً وأشعلَ أوّل أغصانهِ على الموج سينهشهُ مرضٌ طارئٌ .. ويَبرأ ويرى تَماثيله الفَارعة . -22- لن يصدّقوا أنّ الأسرارَ في تلكَ البوابةِ ! وأنّه هو هو الذي طَمَسها بالأحجار .. وأنّ حادثةً صغيرةً مثل التي وَقعتْ ستكشف هذا الكنْـزَ السّاطع . -23- بعد ثَمانيةٍ طوالٍ ، يضطرون أن ينقلوا القبرَ ، يهلكُ الأوّلُ والثّاني ، ويَجترئ الثالثُ فيصير عبرةً مُرعبةً ! البدنُ لا يُمَسّ ، والدّمُ يانعٌ فوّاح . -24- صَوتُها يُوقظ اللَّئيم ويدخُلُ كلَّ غيمٍ وبَيت .. باسمِها تتسمّى المدائنُ والنّساء .. وعند البيتِ تنقطعُ للبكاءِ الرّشيد . -25- عِلّةٌ دَاهِمةٌ يَحملها الطّبقُ إلى المرسومةِ ! تَخيبُ معها محاولاتُ النّجاة ، ويَجتمعُ المتناقضونَ على مَضضٍ ويضربونَها حتى تَفنَـى . -26- ثَمَّةَ غلامٌ داخل المرأة المتبرِّجة تَحمله ، خفيفاً ، أينما رَحلتْ ، لا تكشفهُ ، ناعمٌ مثل ثعلبٍ ، ويصلُ إلى الحقائب . -27- عندما تقولُ النّار : أقَلْتُكَ نفسي سيعرف الإنسيّ أنّه النّادمُ الكبير لأنّه مالَ إلى غيرها .. وسيذكرُ بروميثيوسَ بالخير . -28- الفَراشةُ التي تغنّوا بِهَا في القصر قاسيةٌ كالحراشف الميّتة ، هي التي أعطتِ العابرينَ الشّعير وأتاحت للمُغنّي جدائلَ النّجوم . -29- الأُخدودُ القديمُ ينفتحُ عمّا قريب ، والأمشاطُ الحديديةُ تُشْحَذُ والواقفونَ على الضفّة ثابتون ، سَيُعيدونَ القريةَ المُباعة ، ويَهتِفون . -30- ما جَمعتهُ الحربُ الخشنةُ سينهارُ ، وسيسهرُ الرّعاعُ على المداخلِ ، وتَحترقُ الألواحُ الموشّاةُ في الغَسَق ، وتتبعثرُ القبابُ المُتَكبِّرة . -31- يرتطمُ الأخطبوطُ اللاّمعُ بالكومةِ الرّاسخةِ وتنـزُّ من مَفَاصِلِهِ عصائرُ نافذةٌ ، تَخنقُ المتحرّكَ المغرورَ ، وتقطعُ حليبَ الغابات . -32- بعد اثنتينِ أو ثلاث لن يفعلَ الأزواجُ كما نفعل .. وبعدها ، ستنـزلقُ الشّهوات كثيراً ! .. حبوبُ اللّذةِ المذهلة تُباع بالمجّان . -33- الحاسوبُ هواءٌ لولبيّ ، لا سقوفَ له .. سيمشي وينمو وينافسنا في الأزياء ، وستعرفُ النّساءُ معه الذّروةَ الكاملة . -34- سينفد الوقتُ قبلَ أنْ تَعرفوا ما الذي يطاردُ المدينةَ ذاتَ الأبراج ويَخسفُ عناقيدها واحدةً واحدة .. إنّه العبقريُّ الذي عقدَ صفقةً مع الملاك . -35- سبعةُ قرونٍ لنا .. وسبعةُ قرونٍ لهم .. وواحدٌ يوجُّ بالدّمِ وانقلابِ الحروفِ ، إلى أن تبدأ سبعةٌ جديدةٌ لنا .. لنا .. -36- سيحرثونَ مقابرَ الجبلين ، وتَمتلئ المشافي بالصّامتين ، ويبعثرون الفسيفساء المموَّجة بالأحرفِ النّكراء ، ويكتشفون هشاشةَ لعبتهم الحارقة .. وتظلُّ المدينةُ الدّرب الإهليجيّ إلى السّماء . -37- التّماسكُ القارسُ الذي استقرَّ .. ملَّ البقاءَ ، بعد نفوقِ الشَّعر الهائج ! تشقَّقَ ، تَحسسَّ قدميه ، تشظّى .. سيغمرُ المدى ويكتسحُ جنّةَ الجبل . -38- بعد أن يَصير عَظْمُه رَميماً، سيضربون كفّاً بكفٍّ : لقد كان منهم ! والمتمترسُ الذي يسمعُ النّمائمَ ويضرب المكائدَ .. منهم ، أيضاً . -39- مُتْحَفٌ لناقلاتِ الجنودِ والمدافعِ والمدرّعاتِ والعربات .. والمعسكراتُ سجونٌ متجهّمةٌ لأتباعِ الشّيطان ، والوزارةُ غرفةٌ حصينة ، وواحدٌ يلعبُ بالأزرار . -40- سيزرعون العظام في مساكب خاصّة فتنمو مثل تقاوي البطاطا وبذورِ الجرجير والقَصب ، وسيزرعون المعرفةَ والأخلاقَ وكذلك الأعصاب . * اجتمعَ التُبَّعُ وهزديوسُ والطغّرائيُ بِحُضورِ نوستراداموس وكاكيليوسترو ويوحنّا اللاهوتي ، تحت رعاية أشعيا وحبقوق ، وقبلَ أن يستقرّ بِهمُ المكانُ كذّبوا بعضهم بعضاً .. وتفرَّقوا ! |