وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشعبية في غزة تستقبل وفداً إيطالياً يسارياً تضامنيا

نشر بتاريخ: 30/12/2015 ( آخر تحديث: 30/12/2015 الساعة: 10:39 )

غزة -معا - استقبلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مكتبها بمدينة غزة مساء الثلاثاء وفداً إيطالياً يسارياً متضامناً مع قضيتنا الفلسطينية، حيث كان في استقباله قيادات وكوادر من الجبهة كان على رأسه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسئول فرعها في غزة جميل مزهر.

وبدأ مزهر اللقاء مرحباً بالوفد الضيف باسم الأمين العام للجبهة الشعبية الرفيق أحمد سعدات والمكتب السياسي وكوادر الجبهة، مثمناً للوفد تحمّله مشقة وعناء السفر من أجل الدخول للقطاع في إطار التضامن الواسع من الشعب الإيطالي في دعم قضيتنا الفلسطينية.


وشدد مزهر على أهمية حركات التضامن الدولية وفي مقدمتها القوى التقدمية في العالم خاصة في إيطاليا في التضامن مع قضيتنا الفلسطينية ودعم شعبنا على كافة الصعد، والإطلاع عن كثب حول حقيقة الأوضاع في القطاع والأراضي الفلسطينية، و توثيق الممارسات والجرائم الصهيونية بحق شعبنا.


وأشار مزهر في مداخلته بأن هذا الدور الهام الذي تقوم به حركات التضامن الدولية بحاجة إلى تعزيز من خلال التنسيق والتعاون المشترك خاصة مع الجبهة الشعبية الذي تتقاطع رؤيتها التقدمية الديمقراطية مع رؤية هذه الأحزاب والحركات التقدمية في أوروبا.


وقّدم مزهر في مداخلته موجزاً تعريفياً عن الجبهة الشعبية، مشيراً أنها تنظيم فلسطيني عريق مؤثر وله قاعدة جماهيرية كبيرة في الشارع الفلسطينية، كما وقّدمت الجبهة خلال مسيرتها النضالية آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين في مواجهة الاحتلال الصهيوني وما زالت حتى الآن تناضل وتقوم بدورها النضالي.

واستعرض مزهر الواقع الذي يعيشه قطاع غزة من حصار صهيوني متواصل، وانقسام مستمر، وتعرضه لثلاثة حروب مدمرة، وهو الأمر الذي أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية في القطاع، ووصول الأمور فيه إلى مستوى خطير جداً.


وحول الانتفاضة الحالية، أوضح مزهر بأن الشباب الفلسطيني هم من يتصدروا الانتفاضة ويقودوها وهم ليسوا معزولين عن الأحزاب والفصائل فقسم كبير منهم من الشباب المنخرطين في هذه الفصائل، مشيراً أن الجبهة وكوادرها منخرطون في الانتفاضة وفعالياتها والمواجهات ضد الاحتلال على مواقع التماس، وقد قّدمت خلال هذه الانتفاضة عشرات الشهداء، ومئات الجرحى والمعتقلين.


وفي الموضوع السياسي، أكد مزهر أن الجبهة قّدمت مبادرة للقوى الوطنية والإسلامية هدفها كيفية حماية الانتفاضة والعمل على تطويرها وضمان استمراريتها من خلال مجموعة من الركائز، ومواجهة كل محاولات اجهاضها ووأدها تقوم على أساس انهاء التعاقد مع اتفاقية أوسلو، واستعادة الوحدة الوطنية، وتوفير مقومات الصمود لشعبنا في كل مكان، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تدير وتوجه هذه الانتفاضة.


وأعرب مزهر عن أسفه بأن هذه المبادرة لم تلقَ أي استجابة من الحزبين الكبيرين، حيث تتعامل حركة فتح مع هذه الانتفاضة بالمعنى التكتيكي من أجل العودة إلى التسوية وتحسين شروط التفاوض، في حين أن حركة حماس تتحجج بأن هناك قيادات ميدانية لها على الأرض.


وتحدث مزهر للوفد الإيطالي عن الممارسات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في الضفة من أجل إجهاض الانتفاضة، والتي كان آخرها قمع مسيرة متوجهة إلى " بيت إيل" للاشتباك مع الاحتلال، مشيراً أن هذه الممارسات المشينة تشير إلى أن السلطة في وادٍ وشعبها في وادٍ آخر وأنها ماضية في خياراتها العقيمة والتنسيق الأمني الذي يلقى رفضاً من غالبية شعبنا، مؤكداً أن الجبهة الشعبية والعديد من القوى تتصدى لهذه الممارسات.


وأكد مزهر بأن الانقسام الفلسطيني المستمر منذ أكثر من ثمان سنوات أدى إلى تدهور أوضاع شرائح فلسطينية واسعة، ومزق النسيج الاجتماعي، وأثر على صورة النضال الفلسطيني أمام المجتمع الدولي، كما وأثر أيضاً على عملية التضامن، لافتاً أن الجبهة بذلت جهوداً حثيثة وما زالت من أجل إنهاء هذا الوضع واستعادة الوحدة من خلال المبادرات التي قدمتها، أو الفعاليات والأنشطة التي نظمتها، إلا أن هذه الجهود لم تنجح حتى الآن في إجبار طرفي الانقسام عن المضي في طريق المصالحة.

كما تحدث مزهر بأن الجبهة بادرت بتقديم مبادرات لحل الأزمات المختلفة المعيشية في القطاع ومن بينها مبادرة فتح معبر رفح التي لاقت قبولاً واستجابة من القوى الوطنية والإسلامية وتبنتها، واليوم رحبت حكومة التوافق في هذه المبادرة وشكّلت لجنة لمتابعتها، إلا أننا لا زلنا في انتظار موقف حركتي فتح وحماس منها.


واستدرك مزهر قائلاً: " صحيح أن الاحتلال الصهيوني هو المسئول الأول عن معاناة شعبنا في القطاع، إلا أن الانقسام كان جزءاً من معاناة شعبنا في ظل انتهاك للحريات العامة، وتمايز الأجندات الحزبية والفئوية على الأجندات الوطنية".


وأجاب مزهر في مداخلته عن العديد من التساؤلات حول الأوضاع الإقليمية، ومن بينها الموضوع السوري، مشيراً أن الجبهة ومنذ اندلاع الأزمة السورية وقفت ضد التدخل الخارجي في الشأن السوري، وأكدت أن الشعب السوري هو من يقرر مصيره، ويختار قيادته، لافتاً أن الأيام أثبتت أن ما يجري في سوريا هو عدوان همجي تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية وكل قوى الشر في العالم والرجعية العربية من أجل تفكيك الدولة السورية وإنهاءها وإضعاف جيشها، خدمة للأهداف الامبريالية في المنطقة وللمشروع الصهيوني.

وتحدث مزهر حول الدور الروسي في المنطقة، مشيراً أنه صحيح أن روسيا أولاً وأخيراً تقف مع مصالحها القومية، إلا أن الدور الروسي مهم لإنهاء حقبة القطب الواحد في العالم، وخلق حالة من التوازن في مواجهة جرائم الامبريالية الامريكية والصهيونية، وأهمية بروز أقطاب متعددة في العالم من دول مثل الصين ودول البريكس.

ودعا مزهر في مداخلته القوى التقدمية الديمقراطية في العالم إلى توحيد عملها وجهودها من أجل مواجهة كل جرائم الامبريالية، والعولمة، داعياً لتكريس التعاون والتنسيق المشترك بين الجبهة وهذه الأحزاب التقدمية بأشكال متعددة وعملية، من خلال التبادل الثقافي وتبادل الوفود، ودعم مشاريع تعزز الأفكار التنويرية في مواجهة الأفكار الظلامية، وتنظيم الفعاليات المشتركة في خدمة هذا الهدف.

وفي ختام مداخلته، جدد مزهر ترحيبه بالوفد الزائر مرة أخرى، مشيراً أن الجبهة وأذرعها المختلفة ومؤسساتها جاهزة لأي تعاون مشترك لتعزيز العلاقة مع وفود التضامن.


بدوره، أشاد المتضامن الإيطالي ومسئول الوفد الرفيق تيو بالجبهة الشعبية على صعيد نضالها وتاريخها النضالي والقومي والأممي، وعلى حفاوة الاستقبال، مشيراً أن هناك علاقة تاريخية تربط الأحزاب اليسارية التقدمية في إيطاليا مع الجبهة.


وأشار تيو بأن هناك حركة تضامن واسعة في إيطاليا مع قضية الشعب الفلسطيني، ورغم الصعوبات التي واجهت اليسار في السنوات الماضية إلا أنه واصل دعمه وتأييده للنضال الفلسطيني.


وأوضح تيو بأن اليسار التقدمي في أوروبا وإيطاليا خصوصاً ينظر للقضيتين الفلسطينية والكردية كقضية شعب يناضل من أجل استعادة الأرض والتحرر والتخلص من الاحتلال.


ولفت تيو بأن الانقسام الفلسطيني والذي عمل على الفصل بين الضفة وغزة قد أثر بشكل سلبي على حركات التضامن الدولية، مؤكداً على ضرورة تعزيز العلاقة مع الجبهة الشعبية على كافة الصعد.

وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على عقد اجتماعات أخرى بين الأطر النسوية والشبابية والنقابية للجبهة وبين الوفد الإيطالي في سياق تعزيز التعاون والعمل المشترك، والإطلاع عن عمل هذه الأطر.