وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سلواد تشيع جثماني الشهيدين حماد وعياد

نشر بتاريخ: 03/01/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
سلواد تشيع جثماني الشهيدين حماد وعياد
رام الله- معا- شيع الالاف من أبناء بلدة سلواد شمال شرقي مدينة رام الله، بعد ظهر اليوم الأحد، جثماني الشهيدين أنس بسام حماد (20 عاماً) ومحمد عبد الرحمن عياد (21 عاماً) إلى مثواهما الأخير في مقبرة البلدة.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد سلمت جثماني الشهيدين مساء يوم الخميس الماضي، عند معتقل "عوفر" غربي رام الله، بعد أن احتجزت جثمانيهما.

وتم تأجيل تشييع الجثمانين إلى اليوم الأحد، حتى يتم تشريح الجثمانين، والذي تم يوم أمس السبت.

وانطلق موكب التشييع من مجمع فلسطين الطبي، حيث حملت جثماني الشهيدين على الأكتاف، وسار المشيعون مشياً على الأقدام حتى ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط رام الله، ثم حمل الجثمانان في سيارتي اسعاف، وتوجهتا إلى بلدة سلواد.

وعند مدخل سلواد، توجهت كل سيارة إسعاف نحو منزل الشهيدين، وألقى أقرباء الشهيدين نظرة الوداع الأخيرة على جثمانيهما، وتغيب والد الشهيد أنس بسام حماد، المعتقل في سجن عوفر، عقب استشهاد نجله بعدة أيام.

وحمل الشهيدان مرة أخرى على الأكتاف، وسجيا في ساحة مدرسة سلواد، وودع أبناء البلدة الشهيدين الصديقين، قبل أن تؤدي الجموع صلاة الظهر والجنازة على الجثمانين الطاهرين.

وحمل الشبان الشهيدين في مسيرة جنائزية ضخمة، وتوجهوا نحو مقبرة البلدة، حيث ووري جثمانيهما الطاهرين الثرى.

وردد المشيعون الهتافات التي مجدت الشهيدين اللذين نفذا عمليتي دهس بحق جنود الاحتلال عند مدخل البلدة الغربي، واستشهد محمد بعد أنس بقرابة أسبوعين.

ووجهت والدة الشهيد أنس حماد رسالة إلى زوجها في معتقله بالقول: "يا ابو أنس، ابنك أنس بيرفع الراس، رفع راسنا بكل فلسطين، أنا صابرة ومتحملة غيابه واعتقالك، واحتسبه عند الله شهيداً، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ابنك اليوم أحلى عريس، سنزف ابنك اليوم للحور العين".

من جهتها، أعربت جدة الشهيد أنس حماد عن سعادتها لاسترداد جثمان حفيدها، وإن افتقدت غياب نجلها بسام والد الشهيد عن زفة ابنه البكر.

وأضافت الحاجة المكلومة: سعت حكومة الاحتلال إلى فرض شروطها علينا، لكننا رفضنا شروطهم، واليوم كسرنا كلمتهم وها نحن ندفن العريس أنس وصديقه محمد بالعرس الذي يستحقانه.

بدوره، أكد أحمد عياد، ابن عم الشهيد محمد عياد أن الشهيد محمد قدم من الولايات المتحدة للزواج، إلا أنه قرر تنفيذ عملية دهس، وقرر أن يزف إلى الجنة، فنفذ حلمه بأن يصبح شهيداً.

وأشار عياد إلى أن العائلة ارتاحت في أعقاب تسلم جثمان ابنها محمد، والذي احتجزت سلطات الاحتلال جثمانه لقرابة الشهر، ولكنها اليوم، سعيدة بأن تزف محمداً عريساً مثلما أراد.

من ناحيتها، وجهت محافظ رام الله والبيرة، د. ليلى غنام رسالة إلى والد الشهيد أنس حماد، المعتقل في معتقل عوفر، الشيخ بسام حماد، بأن شعب فلسطين يزف ابنه البكر وفلذة كبده شهيداً في سبيل فلسطين وحريتها.

وقدمت د. غنام العزاء لوالد الشهيد، معربة عن ثقتها أن رفاقه في الأسر سيشدون من أزره، وسيقفون معه في محنته، باستشهاد نجله الأكبر، وتشييع جثمانه فيما هو يغيب بسبب الاحتلال.


أما رئيس نادي الأسير، وابن بلدة سلواد، قدورة فارس، فأكد أن دولة الاحتلال هي الوحيدة في العالم، التي تحتجز جثامين الشهداء كعقاب للأهل.

وأضاف فارس: أن يتم معاقبة العائلات من خلال احتجاز الجثامين، فهذا أوضح للاحتلال بشكل واضح أن الاحتفاظ بهذه الجثامين تحول إلى كتلة لهب في يد دولة الاحتلال، تسعون للتخلص منها.

ووجه فارس تعازيه للأسير بسام حماد، والذي يغيب عن تشييع جثمان نجله البكر أنس، مشدداً أن الأسرى سيكونون كما دوماً يلتفون حوله في هذا المصاب الجلل.

يذكر أن الشهيد أنس بسام حماد استشهد بتاريخ 4/12/2015، بعد أن نفذ عملية دهس خلالها أربعة جنود، عند المدخل الغربي لبلدة سلواد، واحتجزت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثمانه الطاهر لقرابة الشهر.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والد أنس، الشيخ بسام بعد استشهاده بأربعة أيام، وفرضت عليه حكماً بالسجن الإداري لمدة ستة أشهر، وهو يقبع اليوم في معتقل عوفر.

أما الشهيد محمد عبد الرحمن عياد، فقدم من الولايات المتحدة الأمريكية ليتزوج، ولكنه قرر الانتقام لصديقه أنس، فنفذ عملية دهس، أصاب فيها ثلاثة جنود، عند المدخل الغربي للبلدة.