وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إسرائيل تتمزق داخليا

نشر بتاريخ: 04/01/2016 ( آخر تحديث: 04/01/2016 الساعة: 11:36 )
إسرائيل تتمزق داخليا
الكاتب: المحامي سمير دويكات
ربما لم يرد الله تعالى أن يمن علينا بتحرير فلسطين، لأننا لم نصل إلى مرحلة جيدة من الصدق الذي يمنحنا أن نتخلص من هذا الاحتلال المقيت، وهو ليس احتلال فقط لأرض فلسطين بل هو مجرم وإجرامه امتد لكافة شعوب المنطقة وكوارث العالم وخاصة إرهاب هذا الاحتلال.
ولكن الله تعالى كذلك يمنح الظالم إلى أقصى حد من الظلم والاضطهاد ويعطيه فرص كثيرة للرجوع عن أفعاله الإجرامية، فإسرائيل منحت الكثير من الفرص لتكون مجتمع، وكلها باءت بالفشل، ولا يوجد شعب يستطيع الصبر على الظلم إلى نهاية البشرية، وهناك تجارب كثيرة، لم يستطع الكيان أن يستفيد منها، وخاصة من مثيله في احتلال هذه البلاد الذين كانت تفوق قدرتهم وقوتهم وعتادهم كثيرا وكثيرا عن الصهاينة.

ولكن {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}[يوسف:21]، فلم يستطيعوا التخلص من عنصريتهم، وعلى الرغم من منح فرص في تمثيل الفلسطينيين في الداخل وخاصة تمثيلهم بالبرلمان إلا أن عنصرية مجرمي الصهاينة غلبت أمرهم وحالهم، حتى ساد هذا المجتمع أمراض خبيثة والعياذ بالله، وسيطرت عليهم قوى العنصرية والإجرام إلى حدود غير معقولة، حتى بقوا على عنادهم وطغيانهم الذي عارضوا وخاصموا فيه الأنبياء.
فلم يكتفي بانحصارهم من الشمال والجنوب، وظهور قوى رادعة لهم، بل سلط الله عليهم أبناءنا في الداخل المحتل الذين تجددت لديهم الروح من جديد، والقائمة على فكر تحرير فلسطين كاملة وطرد اليهود منها، وهاهم أبناؤنا في الداخل يخوضون المعركة من جديد بعد ستين عاما من الاحتلال، وأبناء فلسطين كلهم تتجدد لديهم الروح على الرغم من المؤامرات والدسائس الكثيرة والكبيرة التي حاولوا من خلالها طمس فكرهم الثوري وحبهم لفلسطين وطن الأجداد والآباء.

نعم، إسرائيل باتت تتمزق من الداخل، من خلال عصاباتها الإجرامية، المفلسين وهم من أسفل البشر الذين وجدوا في التاريخ المعاصر، فلم يستطع متوسط أو معتدل الفكر أن يقاومهم فبات معظم مجتمعهم مصر على الرحيل بأي ثمن ولكن ينتظر الفرصة المناسبة لكي لا يخسر كل شيء.
وكذلك، أبناؤنا في فلسطين المحتلة مصرون على الخلاص من الاحتلال، وهي ليست بعيدة، وان أراد الله لشيء فيقول له كن فيكون، فكل ما يحصل في المنطقة هو تمهيد للخلاص من هذا الاحتلال إلى الأبد، وهي بشائر خير أن شاء الله.