وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عتاب في شتاء امرأة

نشر بتاريخ: 04/01/2016 ( آخر تحديث: 05/01/2016 الساعة: 11:44 )
عتاب في شتاء امرأة
الكاتب: عطا الله شاهين
لا أدري لماذا أُسرُّ من عتاب تلك المرأة حينما تعاتبني على صوتِ المطر، فهي تُحِبُّ معاتبتي في الشتاء فقط، لكنني لا أتذمّرُ منْ عتابِها البتة، لأنها تكون في البرْدِ رقيقة في حديثها، وتخرج الكلمات منها بكُلِّ أدبٍ بعكس عتابها لي حينما تكون حرارة الغُرفة لا تطاق في فصل الصيف .. ففي الشتاء تكون همساتها صاخبة أكثر، وهي تكون عادة تستدفئ من نفسي النافث صوب جسدِها المُرتعش مِنْ برْدٍ مجنون..

أُحِبُّ عتابها حينما يهطلُ المطر، لأنّها تكون ثائرةً بهدوءٍ مجنونٍ، وحينما تقتربُ مِنّي أشعرُ بدفءٍ غريب مع أنَّها تظلُّ تعاتبني على أشياءٍ تافهة، لأنَّها لا تريدُ أن تراني عليلا، فهي تعشق مكوثي المجنون بجانبها..

فحينما أكون بالقربِ منها، وهي تشعلني بكلماتها الصَّاخبة، أشعرُ حينها بأنَّ عتابَها سيسرُّني خاصة إذا ما انقطعَ التّيار الكهربائي، لأنَّ في العتمةِ تكون في مزاجٍ سيء، ولكنَّها تكون مسرورةً من صمتِي الدَّافئ.. ففي العتمةِ أكون هادئاً مع أنها تظلُّ تعاتبني بشفتيها الصَّامتتين..