وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فروانة: أكثر من 50 عملية قمع ضد الأسرى هذا العام.. وما جرى في النقب جريمة حرب

نشر بتاريخ: 22/10/2007 ( آخر تحديث: 22/10/2007 الساعة: 11:23 )
رام الله- معا- ناشد الباحث المتخصص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى عبد الناصر فروانة، اليوم، المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الإنسانية والحقوقية وفي مقدمتها منظمة الصليب الأحمر، للتدخل العاجل والضغط على حكومة الإحتلال الإسرائيلي التي تضرب كل المواثيق الدولية المتعلقة بالأسرى بعرض الحائط وتنتهكها بشكل فاضح، من أجل انقاذ حياة الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

وأكد فروانة أن كافة الأسرى والمعتقلين يتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب والإهانة والقمع المتواصل، في اطار سياسة الإستهتار المتواصل بحياتهم، بهدف مفاقمة معاناتهم وقتلهم ببطء.

واعتبر فروانة أن ما حدث في معتقل النقب فجر اليوم ما هو إلا حلقة في سلسلة طويلة من القمع الإسرائيلي، في محاولة يائسة للإستفراد بالأسرى، في ظل الصمت العربي والتخاذل الدولي، وأكد فروانة أن سياسة قمع الأسرى والإعتداء عليهم تصاعدت هذا العام ووصلت إلى قرابة ( 50 ) عملية اعتداء مستخدمة "وحدات ناخشون ومتسادا القمعية".

وأعرب فروانة عن أمله بأن لا تكون هناك اصابات بين صفوف المعتقلين مستذكراً الأحداث المؤلمة التي جرت في معتقل عوفر في نوفمبر 2005 والتي أدت الى اصابة قرابة ثلاثين معتقلاً باصابات مباشرة خفيفة ومتوسطة.

وبين فروانة أن وحدات ( ناحشون ) و(متسادا ) هي القوات الخاصة التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية وشكلت خصيصاً منذ سنوات لقمع الأسرى ومدربة جيداً ومزودة بأسلحة مختلفة منها الهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص الحارق وفي أحياناً كثيراً استخدموا الكلاب، وتضم عسكريين ذوي خبرات وكفاءات عالية جدا سبق لهم أن خدموا سابقا في وحدات حربية مختلفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويمتلك أعضاء ناحشون مهارات قتالية تقنية، وقد تلقى عناصرها تدريبات على أساليب خاصة لقمع " تمرد" الأسرى ومواجهة كافة حالات الطوارئ داخل السجون والمعتقلات بما فيها عمليات احتجاز رهائن، وتعمل تلك الوحدات 24 ساعة، وتستدعى على عجل عند حدوث خلاف ما ولو بسيط بين الإدارة والمعتقلين العُزل الذين يناضلون لنيل حقوقهم، وتاريخ تلك الوحدات حافل بالجرائم السوداء، التي يمكن توثيقه وملاحقتها قضائياً ضمن المحاكم الدولية، على اعتبار أن ما تقوم به هو جرائم حرب تتنافى وكل الأعراف والمواثيق الدولية.

وتابع فروانة "أن بعض المعلومات تؤكد نشوء حريق جزئي في قسم ج، ولولا ملاحقة الأسرى للنار وتمكنهم من السيطرة عليها واطفائها، لكنا أمام كارثة حقيقية، خاصة وأن معتقل النقب يفتقر إلى وسائل الحماية والوقاية التي من الممكن تجنب هكذا حريق، وغير مزود أيضاً بالوسائل والأدوات اللازمة والضرورية لإطفاء الحريق إن حدث، وهذا الأمر ينسحب على باقي المعتقلات".

وبين فروانة أن هذه ليست المرة الأولى التي ينشب فيها حريق في معتقل النقب، ففي عام 2004 نشب حريق جزئي، بتاريخ 24-7-2005 نشب حريق كبير بنفس المعتقل أدى لحرق أربعة أقسام والعديد من الخيام، وأدى في حينها إلى إصابة العديد من الأسرى بحروق طفيفة أو من الأسلاك الشائكة نتيجة الهرب والقفز.

واعتبر فروانة أن الحريق الذي نشب في معتقل مجدو بتاريخ 27 يناير 2005 ، كان الأسوأ حيث شب حريق آنذاك نتيجة ماس كهربائي مما أدى حينها الى استشهاد الأسير راسم سليمان أبو غرة " غنيمات " من قرية مالك برام الله.

وأجزم فروانة أن كافة المعتقلات لا تتوفر فيها وسائل الحماية والوقاية التي من الممكن تجنب هكذا حريق أو الآليات اللازمة والضرورية لإطفاء الحريق إن حدث، وأصبحت المعتقلات مسرحاً للحرائق في السنوات الأخيرة.

وتابع "بأنه وبالرغم مما يعانيه الشعب الفلسطيني، إلا أن قضية الأسرى هي قضية مركزية بالنسبة، وأن هذا الشعب العظيم الذي أنجب هؤلاء الأبطال لا يمكن أن ينساهم ولا يمكن أن يتركهم لوحدهم يتعرضون للضرب والموت البطيء دون أن يحرك ساكناً ويساندهم"، وبهذا الصدد دعا فروانة كافة القوى الوطنية والإسلامية بالوقوف صفاً واحداً في مساندة الأسرى وفي دعم قضاياهم العادلة.

وأوضح فروانة أن معتقل أنصار 3 يقع في صحراء النقب جنوب فلسطين، في منطقة عسكرية مغلقة، خطرة وملاصقة للحدود المصرية، وهو بالأساس معسكر للجيش الإسرائيلي وتم انشاء المعتقل بداخله، وفيه قرابة ( 2350 معتقلا )، منهم ( 700 ) معتقل إداري، وقد افتتح هذا المعتقل في آذار عام 1988، وأغلق عام 1996، وأعيد افتتاحه في نيسان عام 2002، وكان يخضع لإدارة الجيش العسكرية وتم نقل السيطرة عليه لإدارة مصلحة السجون خلال إنتفاضة الأقصى في آذار 2006 ، وأشهر من استشهد فيه المُعتَقَلان أسعد الشوا وبسام الصمودي، ويشهد ظروفاً قاسية.