|
"شاشات" تنظم عروضا لمواجهة العنف المبني على النوع الاجتماعي
نشر بتاريخ: 05/01/2016 ( آخر تحديث: 05/01/2016 الساعة: 11:40 )
رام الله- معا- نظمت مؤسسة "شاشات سينما المرأة" سلسلة من عروض الأفلام بالشراكة مع "فريق العمل الفني للنوع الاجتماعي لدى الاتحاد الأوروبي" وبالتعاون مع برنامج المرأة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
وتم عرض فيلمين في 21 مركزاً مختلفاً في المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، سبعة من تلك المراكز النسوية كانت في قطاع غزة، و12 في الضفة الغربية، حيث نُفّذ المشروع في المخيمات التالية: النصيرات، الشاطئ، المغازي،البريج، دير البلح، الدرج، رفح، قلنديا، الجلزون، دير عمار، الأمعري، عايدة، الدهيشة، العروب، الفوار، طولكرم، نور شمس ومخيم جنين. إلى جانب استهداف اللاجئين من خلال عرضين تم عقدهما في كل من بلدية قلقيلية والجمعية الأهلية لمحافظة نابلس. وتأتي العروض للتأكيد على ضرورة مواجهة العنف المبني على النوع الاجتماعي، ومن أجل وقف الانتهاكات ضد حقوق المرأة الشرعية التي تكفلها القوانين الدولية والمحلية، بالإضافة إلى نشر التوعية المطلوبة من خلال المراكز النسوية في مخيمات اللجوء الفلسطينية. وتناول فيلم "انفصال"، 9 دقائق، للمخرجة أريج أبو عيد ومن انتاج مؤسسة شاشات، حالة (أمل) وهي مطلقة تعرضت للعنف الجسدي والاجتماعي قبل أن تقرر بدء حياتها من جديد رغم ما حل بها من ظلم واعتداء، بينما تحدث فيلم "صدى الصمت"، سبع دقائق للمخرجة وفاء نصار ومن انتاج مؤسسة شاشات بالنيابة عن وزارة الخارجية الايطالية – التعاون الايطالي، عن فتاة تتعرض للاعتداء والعنف بأشكال مختلفة منذ الصغر ومنه ما يُعرف باسم "سفاح القربى"، وكيف يؤثر هذا العنف على ارادتهن وسحق شخصياتهن. ورأى المشتركون بأن هذه الأفلام تعبّر عن قصص واقعية يصعب الحديث عنها مجتمعيًا، خاصة عندما يكون العنف جنسيا من أحد أفراد العائلة أو المقربين، كما في حالة "صدى الصمت"، أو عندما تكون المرأة المُعنّفة قد كُتم صوتها كما في "انفصال"، وأشادت النساء بالمخرجتين، وذلك لاستخدامهن الرمزية في التعبير عن قصصهن بشكل إبداعي. وأبدت النساء إعجابهن بشخصيّة "أمل" من "انفصال" الذي لاقى الكثير من التفاعل، وذلك لجرأتها في عرض قصتها والحديث عن مشكلتها من خلال رفضها لأن تكون ضحية جديدة تُضاف إلى قائمة ضحايا العنف فتقول "كان هذا سيؤدي إلى موتي" في إطار وصفها لحالة الدفاع الاضطرارية التي وجدت نفسها وسطها، وعواقب قراراتها لو أنها لم تتصرف حيال الأمر. وتطرّق النقاش إلى فتح مواضيع الزواج المبكر وآثاره النفسية والاجتماعية على المرأة وما يؤدي إليه من أنواع التعنيف المختلفة ومراحل تطوره وأبعاده الخطيرة على المرأة، بالإضافة إلى حرية المرأة في اختيار شريك حياتها وما يجب أن يكون عليه وضع المرأة المعنفة بعد الطلاق. كما أشارت النساء المشاركات الى أن المجتمع المحلي يزيد العبء على المرأة المعنفة، حيث يلعب دوراً أساسيا في زيادة الضغط عليها عبر توجيه اللوم لها، الأمر الذي يدفعها إلى الانعزال والتقوقع على ذاتها، فأكّدن على ضرورة خروج المرأة التي تعرضت للعنف للمشاركة في المجتمع، وأن لا تكون فريسة للعزلة والوحدة والاكتئاب، بل يكون الطلاق هو بمثابة "بداية جديدة لحياة أفضل" كما صرحت إحدى المشاركات. وأكدت المشاركات على ضرورة الابتعاد عن الزواج المبكر والحرص على أن تكمل الفتاة تعليمها الجامعي "لأنه سلاح المرأة"، وأن لا يتم تزويجها إلا بقناعة تامة منها، ودعت النساء إلى مواجهة سلطة الآباء فيما يتعلق بشريك الحياة. ويتهم مجموعة من المشاركات المجتمع بأنه يقف موقفًا ظالمًا في قضية الاعتداء الجنسي، فيُشار للمعتدى عليها بأصابع الاتهام دومًا بأنها السبب فيما حدث، أو بان لها ضلعًا في ذلك. ومن هنا، دعت النساء إلى الوقوف في وجه الظلم وزيادة الوعي العائلي والحفاظ على التواصل السليم والمصارحة المكشوفة بين أفراد العائلة الواحدة، وهذا ما يضمن تنشئة مجتمعية سليمة قائمة على المكاشفة والوضوح. وطالبت النساء بضرورة عرض هذه الأفلام في المدارس الثانوية والجامعات، وقدمن الشكر إلى " فريق العمل الفني للنوع الاجتماعي لدى الاتحاد الأوروبي" ومؤسسة "شاشات سينما المرأة" إلى جانب "برنامج المرأة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين" على تنظيم هذه النشاطات. وأشادت المشاركات بطريقة توصيل الأفكار من خلال الأفلام والتي كانت أنجع بعرض المشكلات وإيجاد الحلول لها من خلال واقعية المواضيع التي طرحتها تلك الأفلام، والتي كانت ماثلة بوضوح في مداخلات الحضور من النساء، فكان هناك عرض لحالات مشابهة لقصة "أمل" في فيلم "انفصال"، وهي حالات قد عانت من التعنيف بشكل مباشر بالإضافة إلى الطلاق والحرمان من تربية الأبناء. كما تم سرد قصص واقعية تشبه تلك التي نراها في فيلم "صدى الصمت" لتكشف عن حالات اعتداء جنسي، مما استدعى استكمال النقاش مع تلك الحالات من خلال المرشد النفسي التابع لبرنامج المرأة لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين. وتوصلت النساء إلى جملة من التوصيات، كان من ضمنها زيادة الوعي حول حقوق المرأة المعنفة، والدعوة لعدم الصمت وان "الصمت لن يكون حلاً". كما دعت المشاركات إلى ضرورة إيجاد اللغة المشتركة بين أفراد الأسرة، كون التفاهم هو عنصر أساسي من عناصر السلامة الأسرية. بينما أثمرت العروض بتوعية المرأة بأهمية التواصل السليم مع بناتها، من خلال التركيز على حل المسائل الخلافية داخل المحيط الإنساني والأسري بالتفاهم والمنطق والأسلوب العلمي والأخلاقي الرفيع. مؤسسة "شاشات" هي مؤسسة أهلية، تركز في عملها منذ تأسيسها في 2005 على سينما المرأة، وأهميتها، وأبعادها في تصورات عن ماهية النوع الاجتماعي. كما تركز على تنمية قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني، خصوصاً المخرجات. وقد حازت مؤسسة شاشات على "جائزة التميز في العمل السينمائي" من وزارة الثقافة الفلسطينية في 2010. |