وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحمد الله: الوفاء لتضحيات الشهداء يحتم علينا مراكمة العمل الوطني

نشر بتاريخ: 06/01/2016 ( آخر تحديث: 06/01/2016 الساعة: 16:07 )
الحمد الله: الوفاء لتضحيات الشهداء يحتم علينا مراكمة العمل الوطني
رام الله- معا- قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "لقد بات العالم، بفضل تضحيات شهدائنا الأبرار وصمود أسرى الحرية، وإصرار شعبنا على التغيير وصنع الأمل، يقر بحقوقنا المشروعة، وبأحقيتنا في العيش بحرية وكرامة على أرض وطننا، فتوالت اعترافات برلمانات وشعوب العالم بدولة فلسطين، وتمكنا من إيصال رسالة شعبنا، إلى كل محفل ومنبر دولي، بضرورة الإنتصار لعذاباته المستمرة منذ ثمانية وستين عاما، وإنهاء أطول إحتلال عسكري عرفه التاريخ المعاصر، والتحرر من جدرانه وإستيطانه وإرهاب مستوطنيه."

جاء ذلك خلال كلمته في الاحتفال المركزي بيوم الشهيد الفلسطيني، اليوم الاربعاء برام الله، بحضور محافظ محافظة رام الله والبيرة د. ليلى غنام، والأمين العام للتجمع الوطني لاسر شهداء فلسطين محمد صبيحات، ورئيسة مؤسسة رعاية اسر الشهداء والجرحى انتصار الوزير، وعدد من الوزراء والشخصيات الاعتبارية.

وأضاف الحمد الله: "تحتشد المشاعر، وأنا أجتمع بينكم اليوم لنحيي معا فعاليات يوم الشهيد الفلسطيني، هذا اليوم الذي يرتبط بوجدان كل واحد منا، ويتحول كل عام، إلى مناسبة وطنية كبرى، نستذكر فيها شهداء فلسطين الذين عانقت أجسادهم أرض الوطن وامتزجت دماؤهم بثراها، وبات اسم كل واحد فيهم، يختزل تاريخ المقاومة والكفاح ضد القهر والظلم والطغيان، فصنعوا من قضية شعبنا، ملحمة وطنية وأسطورة تاريخية خالدة في النضال المستمر والعنيد من أجل الحرية والانعتاق والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي."

وتابع: "باسمي، ونيابة عن سيادة الرئيس محمود عباس، أحيي شهداء فلسطين، الأكرم منا جميعا، ونقف إجلالا وإكبارا عند تضحياتهم، فهم حماة الهوية والذاكرة، وحراس الأرض وصناع فجر الحرية والكرامة الإنسانية. لهم جميعا المجد والخلود، ولأمهاتهم وآبائهم وعائلاتهم الصبر والسلوان."

واستطرد: "في كل مرحلة نخطوها نحو الحرية والإستقلال وإقامة الدولة، وفي كل إنجاز يتحقق على الأرض، نستذكر شهدائنا الأبرار، وفي مقدمتهم الزعيم الخالد والقائد المؤسس ياسر عرفات، وشهداء الثورة الفلسطينية في الوطن وخارجه، وشهداء الحركة الأسيرة، وشهداء الأرقام والهبة الشعبية، الذين ما زال الاحتلال الإسرائيلي يحتجز جثامينهم ويمنع عائلاتهم حتى من تشييعهم ودفنهم وفق التقاليد الوطنية والشعائر الدينية."

واردف: "نقف اليوم معا، أيها الأخوات والأخوة، تخليدا لمسيرة كل هؤلاء الشهداء، الذين سيظلوا المنارة التي تضيئ طريق الحرية والعودة، والبوصلة التي تقودنا دائما إلى درب العطاء والتفاني في خدمة وبناء الوطن. لقد تحققت الكثير من الإنجازات بفضل تضحياتهم جميعا، وباتت قضيتنا الوطنية العادلة ترتبط بين شعوب الأرض قاطبة، بقصة كفاح لا يستكين وبإرادة صلبة لا تيأس ولا تشيخ. فمنذ سنوات النكبة والتهجير، وإبان الثورة، وفي مسيرة المقاومة الشعبية السلمية، ارتقى الآلاف من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم للتصدي للإحتلال الإسرائيلي ومخططاته الإستيطانية، ولاسترداد حقوقنا الوطنية، كما عرفها القانون الدولي وأقرتها الشرعية الدولية، وفي القلب منها، حق شعبنا في الحرية والعودة وتقرير المصير."

وأوضح رئيس الوزراء: "إن الوفاء لتضحيات الآلاف من أبناء شعبنا الذين قدموا حياتهم من أجل فلسطين وحريتها، ولمعاناة الأسرى البواسل القابعين في سجون الاحتلال، يحتم علينا مراكمة العمل الوطني، على الصعيدين الرسمي والشعبي، لحشد المزيد من الرأي العام العالمي لضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها وإنتهاكاتها المستمرة، وإلزامها بلجم اعتداءات جيشها ومستوطنيها، ووقف سياسة العقوبات الجماعية التي تمارسها ضد شعبنا، بهدم البيوت والتي كان أخرها هدم 6 منشآت في تجمع ابو النوار في القدس الشرقية، ومصادرة الأراضي وسياسة التهجير والإبعاد خاصة التي تستهدف اهلنا في القدس، واحتجاز جثامين شهدائنا، والتوقف عن بث التحريض والحقد والكراهية."

وأضاف الحمد الله: "لا يمكن للعالم أن يغض الطرف عما يحدث اليوم في فلسطين من جرائم وإعتداءات وحشية، فتدخله الفاعل أصبح ضرورة قصوى لا للتعويض فقط عن صمته المطبق، بل لتمكين شعبنا أيضا من طي صفحة الموت والمعاناة، وإنتشال شبابه وأطفاله من اليأس والإحباط وإنعدام الأمل، ورفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة."

وقال الحمد الله في ختام كلمته: "أشكر التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين على الجهود التي يبذلها لرعاية أسر وأبناء الشهداء ومتابعة قضاياهم واحتياجاتهم. وسنعمل، بالتعاون والشراكة الفاعلة مع التجمع الوطني ومع مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، على المزيد من تمكينها وتفعيل أدوارها، لتحسين ظروف حياة عائلات الشهداء والجرحى، وتوفير الخدمات لهم في الوطن وخارجه، على قاعدة العدل والإنصاف ودون أي تمييز مهما كان."