|
الطفل العزاوي.. عروه وعذبوه وحكموا بسجنه 6 أشهر
نشر بتاريخ: 08/01/2016 ( آخر تحديث: 09/01/2016 الساعة: 01:06 )
غزة- معا- اعتقلت قوات الاحتلال في 10 تشرين الأول من العام الماضي، 13 طفلا فلسطينيا من قطاع غزة، خلال المواجهات التي اندلعت شرق مخيم البريج بالقرب من السياج الفاصل لقطاع غزة، وأفرجت عن 9 منهم، في حين أبقت على 4 آخرين رهن الاعتقال، وأصدرت بحقهم لوائح اتهام كان أصغرهم الطفل محمد محسن رمضان العزازي (14 عاما).
وأفاد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة عبد الناصر فروانة، اليوم الجمعة، أن قوات الاحتلال لم تستثنِ أطفال قطاع غزة من استهدافها المتصاعد، واعتقالاتها المتزايدة للأطفال الفلسطينيين خلال "الهبة الجماهيرية" في الضفة الغربية والقدس. وتابع فروانة، أن احدى محاكم الاحتلال الإسرائيلي اصدرت قبل أيام حكما بالسجن الفعلي لمدة 6 أشهر بحق الطفل محمد العزازي، وهو طالب في الصف الثامن، ويسكن مع أسرته في مخيم البريج وسط قطاع غزة. وقال: "إن محاكم الاحتلال لم تكن يوما نزيهة أو مستقلة في تعاملها مع الأطفال الفلسطينيين، وأنها أداة من أدوات الاحتلال وتحتكم في اتخاذ قراراتها لأوامر وتوجيهات الأجهزة الأمنية، وأحيانا السياسية، وأنها لم ترحم طفولتهم ولم تراعي صغر سنهم، ولم يأخذ قضاة الاحتلال بعين الاعتبار كيفية اعتقال العزازي وظروف احتجازه، وما تعرض له من اهانة وضرب مبرح وتعذيب قاسٍ". وأفاد الأسير الطفل العزازي لمحامية هيئة شؤون الأسرى التي زارته والتقته في سجن "أوفيك" بتاريخ 22-12-2015، أن 3 جنود هجموا عليه لحظة اعتقاله وأمسكوه وأجبروه على التعري بالكامل، بعد أن رفعوا السلاح في وجهه وهددوه بإطلاق الرصاص على رأسه، ثم قيدوا يديه الى الخلف وبشكل مؤلم، واعصبوا عينيه، ورموه أمام الجيب العسكري وهو عارٍ، وانهالوا عليه بالضرب المبرح، بأياديهم وأقدامهم وأحذيتهم وبأعقاب البنادق في كافة أنحاء جسده. وتابع الطفل العزازي "أن أحد جنود الاحتلال ضربه بآلة حادة على كتفه تسببت له بجرح عميق نزف منه الدم بكثرة، وأن جنديا آخر ضربه بحذائه على فمه فكسر سنه الأمامي، وأنه من شدة الضرب على البطن تقيأ دما". واضاف في شهادته: بقيت 3 ايام في موقع للجيش قريب من الحدود الشرقية لقطاع غزة، وفي منطقة مفتوحة نجلس على الأرض وتحت المطر أحيانا، وليس لدينا ما يقينا من البرد سوى بنطال قصير، أعطونا اياه لنستر به عورتنا، وعانينا الجوع والعطش، ولم نحصل على اي نوع من انواع الطعام أو الماء والشراب خلال الأيام الثلاثة الأولى ولم نعرف النوم. وقال الطفل الاسير إنه تعرض للضرب المتواصل والسباب والشتائم، وأنه بعد 3 ايام نقلوه الى مركز للشرطة الاسرائيلية، وبعدها الى سجن بئر السبع، ومنه الى سجن "أوفيك". وعقّب الطفل عزازي: "لازلت أعاني من البرد ومن نقص الملابس، ولم أتمكن بعد من رؤية أي شخص من أفراد أسرتي" حسب ما جاء في شهادته لمحامية هيئة الأسرى. وأعرب والده محسن العزازي عن قلقه الشديد على طفله جراء ما تعرض له من تعذيب، وما مُورس بحقه من اجراءات تعسفية وحرمان من أبسط حقوقه وتغيبه عن مقاعد الدراسة، متخوفا على مستقبله من تأثيرات السجن والتعذيب. ودعا فروانة المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة، لا سيما التي تُعنى بالطفولة وحقوق الإنسان، الى التحرك العاجل لتوفير الحماية المطلوبة للأطفال الفلسطينيين الذين يدفعون ثمنا باهظا جراء اعتقالهم في مراحل مبكرة من أعمارهم من قبل سلطات الاحتلال، والضغط من أجل وقف تلك الاعتقالات التي تطالهم، وضمان توفير حاضنة ورعاية لمن تعرضوا منهم للاعتقال والتعذيب. يذكر بأن هيئة شؤون الأسرى رصدت خلال العام المنصرم 2179 حالة اعتقال لأطفال فلسطينيين، غالبيتهم سُجلوا خلال "الهبة الجماهيرية" أي في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2015، وغالبيتهم كانوا في محافظات الضفة الغربية والقدس باستثناء بعض الحالات من قطاع غزة. وكافة الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال مارس الاحتلال بحقهم شكلا أو أكثر من اشكال التعذيب الجسدي والنفسي. |