|
أطفال مخيم عايدة يتعلّمون النجارة
نشر بتاريخ: 10/01/2016 ( آخر تحديث: 10/01/2016 الساعة: 18:25 )
بيت لحم- معا- ربما بدت الفكرة في بدايتها مجنونة، غير قابلة للتطبيق أو التنفيذ، وربما خطرة إلى حد ما، فمن منا يمكن أن يتخيّل طفلاً في يده منشار يقص به الخشب، أو طفلة تدق مسماراً بكل عزمها منجزة بذلك مهمة يخشاها أحياناً البالغون.
ليس بالمكان البعيد، فبين ازقة مخيم عايدة للاجئين يوجد مشغل للنجارة والاعمال اليدوية تابع لجمعية الرواد للثقافة والفنون، يتم فيه تصنيع الالعاب الخشبية والمستلزمات الخشبية الاخرى التي تحتاجها المؤسسة لتنفيذ برامجها. وزار الأطفال المشاركون في المخيم الشتوي الذي تنفذه جمعية الرواد خلال العطلة المدرسية للاطفال، المشغل وتعلموا بعض المهارات الفنية التي ينفذها الشباب المختصون بنجارة الخشب، ونفذوا التصاميم والمجسمات الخشبية للالعاب. ولا يبدو الأمر مختلفاً من ناحية الحماسة والقدرة على التعلّم بين فتاة أو فتى، فكلاهما يُظهران القدرة ذاتها على التعلّم والاكتساب، وإن كانت لدى الفتيات القدرة إعادة العمل أكثر من الصبية، الذين يُظهرون شجاعة أكبر في إنجاز بعض المهمات، لكن التفاهم والتعاون بين الطرفين يشكل حالة رائعة، فكثيراً ما قد يتعاون اثنان منهم لإنجاز مشروع معين، فتقوم الفتاة بحفّ القطعة الخشبية، وتظهر براعة في ذلك ولو استغرق الأمر وقتاً طويلاً، أما الفتى فيظهر سرعة خارقة وتركيزاً عالياً عند نشر قطع الخشب. وأشاد عيسى إسماعيل أحد الفنيين الذين يشرفون على تعليم الأطفال في ورشة النجارة، بفخر وثقة الأطفال بانفسهم مع شيء من الدهشة التي يشعر بها الأطفال عندما يرون كيف تحولت قطعة خشبية جامدة إلى قطة صغيرة أو منزل للطيور. مدير عام جمعية الرواد د. عبد الفتاح ابو سرور، قال ان الهدف من تعريف وتعلّم الاطفال هذه المهنة، يتجسد في تطوير الإبداع والخيال مع زيادة القدرة على التنفيذ العلمي، وتعزيز المهارات والتدريب، وتعلّم الحرفية الميكانيكية، و تعزيز القيم الاجتماعية مثل الصبر والمثابرة ومساعدة بعضهم بعضاً، والتشجيع على العمل في شكل مستقل وتعزيز الوعي الذاتي، والأهم من ذلك كله تحقيق المتعة والاستفادة. وأضاف أبو سرور تتيح البرامج الفنية والحرفية التي تنفذها جمعية الرواد للأطفال الاستفادة من الفنون والحرف وتطبيقها، ويهيأون لأن يكونوا مهنيين، من خلال التدريب المبكر. وأفاد ابو سرور: "ولكن تبقى تجربة ورشة النجارة هي بادرة جديدة تحتاج للكثير من الافكار والادوات المساعدة والآمنة، والتي نعمل على توفيرها لنجعلها ترى النور بشكل مناسب". |