وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لجنة تنسيق الأساقفة:"جئنا إلى الأرض المقدسة من أجل المنسيين واللاجئين"

نشر بتاريخ: 11/01/2016 ( آخر تحديث: 11/01/2016 الساعة: 19:15 )
القدس- معا- عقدت لجنة تنسيق الأساقفة من أجل الأرض المقدسة مؤتمراً صحفياً نظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بمشاركة خمسين اسقفاً وكاهناً، جاؤوا إلى الأردن من أميركا وكندا ودول أوروبا وجنوب افريقيا، اليوم الاثنين الموافق 11 كانون الثاني في مركز سيدة السلام في عمان.

وقال بطريرك اللاتين في القدس البطريرك فؤاد الطوال إن هذه اللجنة تأتي كل سنة إلى البلاد المقدسة، بدعوة من البطريركية اللاتينية، للتعرف على الأوضاع والتحديات والمشاكل القائمة، إضافة إلى الحج والصلاة ودعوة المؤمنين من بلادهم للحج في بلادنا. كما أنها ترمي إلى لقاء اللاجئيين والمهجرين نتيجة الحروب غير العادلة التي تشهدها المنطقة والتعرف على أحوالهم.

وأضاف أن وجود اللجنة بيننا يهدف إلى التعرف على أوضاعنا وإلى نقل صوت الأردن والكنيسة إلى حكوماتهم وسياسييهم وشعوبهم من أجل اتخاذ مواقف صحيحة نحو قضايانا الإنسانية العادلة.

وأشار إلى أن اللجنة قد زارت منذ أيام غزة واطلّعت على أوضاع المسيحيين هناك، كما زارت منطقة الكرميزان في بيت لحم حيث يتم بناء الجدار العازل وشهدت الجنود الاسرائيليين وهم يقتلعون أشجار الزيتون.

من ناحيته قال المطران ديكلان لانغ، رئيس لجنة تنسيق الأساقفة من أجل الأرض المقدسة من كليفتون في بريطانيا، أن اللجنة قد حضرت للبلاد المقدسة بناءً على دعوة البطريرك الطوال. وأضاف:" لقد جئنا لمشاركة الكنائس المحلية في جهودها لمعالجة المأسي التي يعيشها الناس هنا، لقد تعرفنا عن قرب عمّا يجري هنا حيث زرنا غزة ومنطقة الكريميزان في غزة".

وأشار المطران لانغ إلى أن موضوع الزيارة هو الإطلاع على أوضاع المنسيين المهجرين واللاجئين، مضيفاً:" جئنا للحج والصلاة وعندما نعود سنتحدث عن الصعوبات القائمة. كما أننا نشجع الحجاج ليأتوا للأرض المقدسة مكان ولادة السيد المسيح، وكذلك نعتبر الأردن أرضاً مقدسة، وندعو الجميع الى الزيارة والتبرك بالمياه الاردنية المقدسة. وقال لقد جئنا كأخوة وليس كغرباء لمساعدة بعضنا البعض." واختتم قوله إن هبة السلام تأتي من الله.

وبعد ذلك أجاب الاساقفة القادمون من أميركا وكندا وبلدان اوروبا وافريقيا الجنوبية على أسئلة الصحفيين مشيرين اهتمامهم بما يعانيه شعوب المنطقة ومرّحبين باللاجئين الذين يعانون من الضياع كما دعوا إلى ضرورة دمج اللاجئين في المجتمعات التي يلجؤن إليها لأن ذلك هو إثراء لها. وأشاروا إلى أنه لا بد أن يعود المسيحيون العراقيون إلى بلادهم مؤكدين أن المسلمين أنفسهم لا يقبلون بممارسات العنف التي تجري هناك.

والتقى الأساقفة بجمعية الكاريتاس الأردنية، واطلعوا من مديرها وائل سليمان، على ما تقدمه للمهجرين من العراق وسوريا ، وكذلك العائلات الاردنية العفيفة، مبينا ان الكاريتاس قدمت خدماتها لما يقارب نصف مليون شخص ، نالوا المسكن والغذاء عطفا على ما تقدمه الجمعية من خدمات صحية للمحتاجين. كما شاهد الاساقفة حملة توزيع المعونات التي جرت في مركز سيدة السلام . والتقوا كذلك بالمؤسسات التي تعنى بالمهجرين الى جانب الكاريتاس، مثل جمعية رسل السلام والبعثة البابوية .

وبحضور عدد من العائلات العراقية والسورية، احتفل الاساقفة والكهنة الضيوف بقداس حاشد، شارك به البطريرك الطوال وترأسه المطران مارون لحام الذي وجه الى للمهجرين تحية مع بدء السنة الجديدة، حاثاً اياهم الى ان يتمسكوا بالايمان الذي يقودج حتما الى عدم التفريط بالأمل، معرباً عن ثقته بأن الله تعالى سيكتب لسكان المنطقة اياماً سلامية، بعد حالة العنف والدمار التي تعيشها.

وتستمر هذه الزيارة أربعة أيام، تتويجاً للرغبة التي عّبر عنها الكاردينال جان لويس توران في نهاية القرن الماضي بقيام أساقفة من عدة بلدان بالتنسيق فيما بينهم في أمور تتعلق باهتماماتهم في حياة الكنائس في الأراضي المقدسة ومشاركتهم بها. وقد رحب الكرسي الرسولي بقيام أساقفة من البلدان التي شاركت تاريخيا في تشكيل الأحداث في الأراضي المقدسة بتنظيم ذلك بأنفسهم. وبهذه الطريقة، فإن ذلك لا يشكل نشاطا دبلوماسيا للكرسي الرسولي - الفاتيكان، كما أنه بطبيعته ليس سياسياً، ولكنه مبادرة رعوية. ولهذا الوجود المنتظم والمنسق، بتمثيل مؤتمرات الأساقفة في البلدان والمناطق المعنية، ميزة وذلك بتذكير السلطات السياسية الإسرائيلية والفلسطينية في الأراضي المقدسة أنه يتم إطلاع الكاثوليك حول العالم بانتظام على أحوال إخوتهم وأخواتهم في الأراضي المقدسة.

ويمثل الأساقفة في معظم السنوات مؤتمرات الأساقفة التالية:الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وانكلترا وويلز، وفرنسا، وألمانيا، وايرلندا، وايطاليا، واسبانيا، والدول الاسكندنافية، وجنوب أفريقيا، وسويسرا، وكذلك دول أوروبا الوسطى والشرقية. في هذا العام 2016، نرحب بمؤتمر أساقفة اسكتلندا، وبمنظمات الإغاثة الكاثوليكية، وبباكس كريستي، وفرسان القبر المقدس في القدس الممثلين عادة بصحفيين من راديو الفاتيكان، وخدمة مؤتمر الأساقفة الإيطاليين المعلوماتي (SIR)، وهيئة الإذاعة البريطانية، والمؤسسات الإعلامية الأخرى.

يركز اجتماع هذا العام على وضع المسيحيين المعرضين للخطر، وبخاصة أولئك الذين أجبروا على الفرار من ديارهم والبحث عن ملجأ في مكان آخر. وستواصل هيئة التنسيق أيضا التركيز على الوضع في غزة والقضايا المتعلقه بوادي الكريمزان. وكذلك فهنالك في البرنامج هذا العام ، زيارة الى الكنيسة المحلية في المملكة الاردنية الهاشمية.

وفي حين لا يرمي مجيء أساقفه أعضاء هيئة التنسيق إلى الأرض المقدسة الى دوافع سياسية، فإن زيارتهم غالبا ما تجلبهم وجها لوجه مع بعض المشاكل السياسية الأكثر تعقيدا على هذا الكوكب. لذلك من المهم إصدار بيان ختامي في اليوم الأخير من الاجتماع لا يتحاشى عن ذكر القضايا التي يواجهها الأساقفة، ولكن لا يتناسى الدوافع الرعوية الأساسية التي دعت إلى وجودهم هناك. وسوف يعكس البيان الختامي ما يدركه الأساقفه يومياً.

وعقب المؤتمر توجه الأساقفة للإحتفال بالقداس الإلهي بحضور مسيحييون سوريون وعراقيون مهجرون. وقال المطران مارون لحام في خطبته الدينية أن أجواء عيد الميلاد تدعونا إلى التفكير في جوهر الميلاد ورسالته التي نأخذها من الملائكة الذين بشروا الرعاة قائلين:" ولد لكم اليوم مخلص"، ومأكداً أن جوهر الميلاد هو الخلاص، قال المطران لحام: " إنه خلاص من زاوية الشر الموجودة في قلب كل انسان، خلاص من العنف والتهجير والظلم الذي نعاني منه وتعانون منه، أنتم إخوتنا من سوريا والعراق، وتعيشونه بألم منذ تركتم بلادكم ووجدتم في الأردن بلداً وكنيسة استقبلتكم وتحاول أن تخفف عنكم ألمكم".

وأضاف أن رسالة الخلاص التي حملها إلينا الطفل يسوع في عيد الميلاد، لا تقتصر على يوم اليلاد أو زمن الميلاد، وإنما هي رسالة تمتد طوال السنين وترافقنا جميع أيام حياتنا.

واختتم المطران لحام عظته بالصلاة الشرقية الجميلة التي تقول:" بشفاعة والدة الإله يا مخلص خلصنا".