وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحساسية موروثة من اسلاف البشر منذ 40 الف سنة

نشر بتاريخ: 12/01/2016 ( آخر تحديث: 12/01/2016 الساعة: 10:27 )
الحساسية موروثة من اسلاف البشر منذ 40 الف سنة
بيت لحم - معا - وكالات - اظهرت دراستان جديدتان أن الحساسية التي يعاني منها الانسان المعاصر مصدرها جينات موروثة من عصري انسان نياندرتال ودينيسوفا وهما من أسلاف البشر، وذلك اثر التزاوج مع هاتين السلالتين قبل حوالي 40 الف سنة.

وقد افضت عمليات التزاوج في مرحلة ما قبل التاريخ هذه الى توريث البشر المعاصرين باستثناء الافارقة 1 الى 6% من جينات البشر القدماء مثل انسان نياندرتال وإنسان دينيسوفا وهما سلالتان عاش افرادهما في سيبيريا.

وخلصت هاتان الدراستان اللتان نشرت نتائجهما مجلة "اميركن جورنال اوف هيومان جينيتيكس" الى ان ثلاث جينات من تلك المتوارثة من هاتين السلالتين، تنتشر بدرجة كبيرة لدى البشر المعاصرين وتؤدي دورا مهما في جهاز المناعة.

ويدفع هذا الاكتشاف المثير للدهشة الى الاعتقاد بأن الوراثة الجينية تعطي نقطة قوة في تطور البشر عبر تحفيز جهاز المناعة لديهم.

غير أن هذه الجينات مسؤولة أيضا عن الحساسية المفرطة لجهاز المناعة ما يسبب الاصابة بأنواع من الحساسية. وبالتالي يكون حاملو هذه الجينات اكثر عرضة للاصابة بالربو وحمى القش أو انواع اخرى من الحساسية.

وقد انتقلت هذه الجينات على الارجح الى البشر المعاصرين عندما غادرت اولى المجموعات افريقيا قبل حوالي 50 الف سنة للانتقال الى اوروبا.

وعندها اقاموا علاقات جنسية مع اشخاص من سلالة انسان نياندرتال التي كان افرادها منتشرين في اوراسيا.

وأوضحت المعدة الرئيسية لإحدى الدراستين جانيت كيلسو من معهد ماكس بلانك في ألمانيا أن "دراستنا تظهر أن عمليات التزاوج التي حصلت مع بشر من مرحلة ما قبل التاريخ كانت لها تبعات عملية على البشر المعاصرين اكثرها وضوحا كان تكيفنا مع البيئة عبر تحسين مقاومتنا للعناصر المسببة للأمراض وعملية الأيض لدينا لهضم أطعمة جديدة".

وأضافت "الاشخاص الذين كانوا ينتمون الى سلالة انسان نياندرتال عاشوا في اوروبا وغرب اسيا على مدى 200 الف عام قبل ظهور البشر المعاصرين.

وكانوا على الارجح يتكيفون بشكل جيد مع المناخ والتغذية والعناصر المسببة للامراض كذلك فإننا ورثنا كبشر معاصرين من خلال التزاوج معهم هذه القدرة الايجابية على التكيف.

وقالت الدراسة إن الأطفال الذين يعانون من أنواع من الحساسية في سن مبكرة تزيد مخاطر إصابتهم بالقلق والاكتئاب، ووجد الباحثون أنه كلما زادت أنواع الحساسية زادت الأعراض المرضية الداخلية مثل القلق أو الاكتئاب.