|
"ثورة أمنية" إسرائيلية استعدادا لمواجهة داعش
نشر بتاريخ: 13/01/2016 ( آخر تحديث: 16/01/2016 الساعة: 09:04 )
بيت لحم- معا- تميزت الحدود الاسرائيلية المصرية العام الماضي بحالة من الهدوء المشوب بالحذر لكن هذه الحالة لم تمنع الجيش الاسرائيلي من رصد وتشخيص خطر يزداد قوة من شأنه أن يؤثر مستقبلا بشكل مباشر على إسرائيل عموما والتجمعات السكانية القريبة من الحدود على وجه التنفيذ، حسب تعبير موقع " ynet" العبري، الذي رصد اليوم عبر تقرير مصور التدريبات العسكرية الاسرائيلية الجارية في سياق الاستعداد لمواجهة مسلحي "داعش" المتمركزين بقوة في سيناء.
نشاهد يوميا عبر جدار الحدود الاضواء الخاطفة للإبصار ونسمع اصوات الانفجارات الشديدة وصليات الرصاص قادمة من الجانب المصري حيث يخوض الجيش المصري حربا ضد تنظيم "داعش" في شبه جزيرة سيناء وعلى ضوء الخوف والخشية أن تتحول هذه النيران في مرحلة ما الى داخل اسرائيل نفذ الجيش الاسرائيلي ما اسماه الموقع الالكتروني "بالثورة الامنية" على طول الحدود مع مصر، تلك الثورة التي قال الموقع انه كشف ولأول مرة بعض مكوناتها وتفاصيلها. غيرت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الاسرائيلي على ضوء المخاوف من تحول نيران داعش نحو اسرائيل خططها الحربية ثلاث مرات متتالية حيث تم تعديلها وفقا للتطورات وتنامي التهديدات اكثر من مرة، كما حدث مثلا في مجال اعداد وتدريب الجنود الذين تدربوا حتى وقت قريب على مواجهة وقتال جيش نظامي، لكنهم يتلقون هذه الايام تدريبات خاصة تركز على نظريات وأساليب القتال في مناطق مأهولة ومواجهة سيناريوهات تسلل مجموعات مسلحة الى مناطق زراعية تابعة للكيبوتسات والتجمعات القريبة من خط الحدود ومنها، كدش برنيع، نيستانا، بار ملخا، وغيرها حيث شهدت هذه الاماكن تعزيزا ملحوظا للقوات العسكرية ووضعت لها خيارات دفاعية جديدة تتناسب وشكل وحجم التهديد الذي تواجهه وفقا لموقع "ynet". وقام الجيش الاسرائيلي ايضا بتغيير حجم القوات وزيادتها بشكل ملحوظ ونشر الدبابات في نقاط قريبة من الحدود وقامت قاعدة المدفعية "شبيطا" بنشر بطاريات مدفعية في المنطقة إضافة الى التدريبات المشتركة التي تجري بالتعاون مع الطائرات المقاتلة. ويمكن رؤية التغيير الاساسي في مجال المركبات التي تستخدمها قوات المشاة حيث تم تصفيح سيارات الجيب "هامر" ونصبت الرشاشات فوق سطحها. وتتولى كتيبة "كركل" المسؤولية عن قطاع الحدود القريب من منطقة "نيتسانا" ويتولى المقدم "العاد كوهن" قيادة هذه الكتيبة التي خصصت تدريباتها طيلة العام الماضي لمواجهة هذا التهديد ويطلق على هذه التغيير اسم "تحسين القدرة القاتلة". ونقل موقع "ynet" عن مصدر عسكري رفيع قوله "حتى الان لا زالت داعش بعيدة عن خط الحدود ويركز كل جهوده وقوته في محاربة الجيش المصري لكن هذا الوضع من اختياره هو وليس مكرها عليه". وأضاف "لقد نضج المصريون خلال الاشهر الستة الماضية وأصبحوا اكثر نضوجا ووعيا وأدركوا ان قواعد اللعبة قد تغيرت، بما يعني ان حروب الجيوش النظامية لم تعد قائمة بل أن هناك حربا يخوضها جيش نظامي ضد منظمة ارهابية، ونحن بدورنا وعلى ضوء القتال الدائر في سيناء حسّنا قدراتنا القتالية لأننا نحن ايضا ادركنا ان التهديد تغير واختلف من حيث الشكل والمضمون، وقمنا بإجراءات تعطي الرد المناسب لأي ضربة قد تقع ضدنا، فقد حسنا منظومتنا الدفاعية على طول 220 كلم من الحدود مع مصر وحسّنا وضعنا الدفاعي مقابل العدو الذي قد يتجه نحونا، وهذا التغيير والتحسين وجد تعبيره في كل المجالات ومنها ملاءمة البرامج التدريبية مع التهديدات الجديدة، وكذلك تم تغيير منظومة الاوامر العسكرية وهي قابلة للتغيير بما يتلاءم مع أي تغيير وتطور مستقبلي ايضا مهما كان نوعه". واختتم المصدر العسكري تصريحه بالقول "تغير حجم القوات ايضا وتم تشديد وتعزيز نظام الدفاع الخاص بالتجمعات السكنية القريبة من الحدود، ونحن نضع القادة والجنود امام تحديات وسيناريوهات مختلفة بشكل مطلق عما عرفوه حتى الان، ويجري التركزي على رفع جاهزية واستعداد الجنود مثل تدريبهم على سبيل المثال على استخدام الاسلحة الدقيقة لمواجهة خلايا ارهابية إضافة للتدريب على تقصير زمن وفترة رد الفعل على أي عملية تسلل لذلك على منظمة "داعش" الارهابية ان تعلم انها ستواجه ردا قاتلا اكثر مما عرفته في تاريخها في حال وجهت نيرانها وهجماتها ضدنا". |